من نعم الله علينا أن هيأ لنا ( الشبكة العنكبوتية ) لمن أحسن استخدامها فتلتقي العقول لتتحادث وتتبادل المنافع والمناقشات وما يحصل هنا في صحيفة الخرج اليوم من حروب كلامية ومشادات تصل للسباب والشتم يحصل في الكثير من المواقع الأخرى صحفاً كانت أم منتديات ولكن ما أود التركيز عليه هنا ومناقشته من واقع ما قرأت بهدف النقد ليس لذاته بقدر ما هو الوصول للهدف المنشود ( الفائدة ) للكاتب والقارئ على حدٍ سواء . من المؤسف أن بعض التعليقات تتجاهل الموضوع برمته وتركز على كاتب الخبر أحايين كثيرة يكون منقول أو كاتب المقال فتبدأ التعليقات السمجة والكلمات الممزوجة بكثير من الحسد وتتبع العثرات والخصوصيات فيكتب هذا ويداخل الآخر مؤيداً ويأت الآخر معارضاً فتكون لدينا ساحة من ساحات السجال الموغل في الحسد ومع أنه أعني الحسد يكثر بين النساء إلا أنني أجد القراء هنا يفوقون كماً واحتلالاً للصفة ! أغلب الردود وللأسف إن لم تكن حاقدة تكون خارج حدود الأدب فتبدأ في تفنيد الموضوع و ( الملاسنة ) بلا أدب ولا عقل ولا منطق وكأن كاتبها يريد أن يقول للآخرين أنا هنا فاسمعوني أو كما يقال لدى العامة ( يعني إني ) ولو أن ما كتبه عرضه على ميزان العقل لأدرك يقيناً أن ما كتبه لا يستحق أن يكتب وأنه من الواجب عليه أن يرتقي بفكره وعقله ولو أن ما كتبه وجُه إليه كشخص لثارت ثائرته وأرغى وأزبد وانتقص من أسلوب من وجه إليه الخطاب ! قراء الصحيفة من خلال ما تتبعت في بعض المقالات والأخبار على ثلاثة : الأول يجبرك أن تحترمه حتى وإن اختلفت معه أحياناً وتسعد بمداخلاته فهو يضيف ويثري ويناقش ويعدد ويجمع في رده المادة جمعاً رصيناً وكأنه يمسك بيدك من أول الطريق إلى آخره ثم يقول لك في النهاية بكل أدب واحترام هذا ما لدي والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية . والثاني قد تقرأ له ولكن تجد في كتاباته الكم الهائل من المغالطات فيتأرجح بين العقل واللاعقل والمعقول وما لا يعقل فربما يؤخذ منه وربما لا يؤخذ ويعذر أحياناً حين يذكر أنه تعرض لموقف مماثل أثار حفيظته و( قلب عليه المواجع ) وقد يكون هذا الشخص قد كتب هناك ما يشفع له حين يخطئ هنا . أما الثالث فهو الذي لا ( تستسيغ ) مطلقاً ما يكتب ولا تتمنى أنه كتب هنا سواء من القراء أو من الكتاب الذين يسعون لكسب القراء وتكوين قاعدة جماهيرية على حساب الدين والخلق ومبدأ التلاحم بين أفراد المجتمع بعيداً عن المهاترات العقيمة والموضوعات التي لا فائدة منها ولا طائل سوى تأليب الآخرين بعضهم على بعض أو كما يقول الصغار ( بيتنا أحسن من بيتكم ) ويتبع هؤلاء ثلة من القراء الذين بالطبع هم على صنفين مؤيد ومعارض وتبدأ من جديد معركة أخرى حقق فيها الشيطان شيئاً من مآربه ( التحريش بينهم ) ! يا عقلاء الصحيفة من قراء وكتاب لم نأت هنا ليحتد النقاش فكيف بمن يسب ويكيل الشتائم ويطلق من القذائف ما يطلق ! أنتم وقود الصحيفة فبكم تزدان وأنتم الواجهة لماهية أهل المحافظة وعقولها التي بحمد الله لها بصمات في أجهزة الدولة واضحة ، وأنتم الذين يعول عليكم أن تجعلوا من الخرج قلباً واحداً لا بغضاء فيه ولا تناحر ، وأنتم الذين إن مارستم الضغط كثيراً على زناد النقد المتجاوز حده لن تجدوا كتاباً لبسوا حلل الاحترام وشمروا عن أقلامهم ليكتبوا بل سيكتب هنا ويعلق هناك من خلع رداء الأدب ووجه سهام النقد ليذكي جذوة الفرقة والاختلاف والنيل من الأعراض . يا معشر القراء يا ملح البلد .. من يصلح الملح إذا الملح فسد ؟!! أما ادارة الصحيفة والتي أسأل الله أن لا يحرمها الأجر فقد قدمت للخرج الكثير وسعت لأن تقدم الكثير ويكفينا سروراً بها أنها أول صحيفة الكترونية للخرج تمثل صوت المواطن وتنقل حروفه وهمومه فأتمنى منها مشكورة مأجورة بإذن الله أن تسعى لكف أيدي العابثين بلوحة المفاتيح وأن تقطع حبل تعليقاتهم ( المتطاولة ) والتي لا فائدة منها سوى نفث الحسد وبث سموم الفرقة . قبل الختام : لننتقد .. ولكن بأدب ثم .. إن الجميل وإن طال الزمان به .. فليس يحصده إلا الذي زرعا لست أفضلكم ولست فوق النقد ولكنها ملاحظات آثرت أن أخرج بعضها وأحتفظ بالكثير لعلنا حين نلتقي نرتقي . فائق تقديري واحترامي لكل من كانت له بصمة أثرت وأثَّرت وفرض احترامه على القراء ودوَّن حرفاً رشيقاً أنيقاً أذاقنا من خلاله أطيب الثمر .