محافظة الحرث الواقعة جنوب شرق مدينة جازان إلى رصد مجموعة من الصعوبات التي تواجه الأهالي هناك، وذلك على الرغم من المقومات السياحية وجمال الطبيعة وتعدد التضاريس والأودية «وادي خلب ووادي دهوان ووادي ذهبان ووادي سيال « بالمحافظة. فعلى بعد 90 كيلو متراً من منطقة جازان بالحد الجنوبي تقع محافظة الحرث «الخوبة» التي يعتمد سكانها على الزراعة وتربية الماشية في حياتهم. وما بين العادات والتقاليد السائدة في القُرى النائية بالمحافظة، ونقص الخدمات الصحية والتعليمية يقف أهالي الحرث في منطقة بعيدة عن التقدم التكنولوجي الذي تتمتع به الكثير من المناطق الأخرى في المملكة. تدني المستوى الاقتصادي ولنقص الخدمات التعليمية وتدني المستوى الاقتصادي للأسر ببعض قُرى المحافظة تلجأ الفتيات إلى عدم اكمال دراستهن والزواج مبكراً قبل سن الثامنة عشرة، في مقابل ذلك يعيش «البدون « معاناة كبيرة مع بعض الجهات لاستخراج أوراق رسمية تثبت هويتهم، خاصة وأن تلك الجهات خارج منطقتهم ما يضطرهم إلى تكبد معاناة السفر . وبجانب معاناة الأهالي بقُرى في الحرث تعاني الآثار التاريخية الإهمال أيضاً، إذ رصدت «الشرق» إحدى المقابرالأثرية تقع في نقطة جلاح جنوب غرب « الخوبة « ويعود تاريخها إلى بني هلال إذ تعاني عدم وجود سور يحميها، فضلاً عن معاناة بعض المناطق الأثرية في قرية الجميمة وشرقان وام الحصم والموشرة والعدان جنوب الراحة وتقع على الشريط الحدودي من الإهمال. وذكر المواطنان خالد العلواني ومحمد العلواني أن سكان هذه القُرى يعانون عدم وجود تغطيه شبكات الهاتف المحمول والهاتف الثابت، إذ يستخدم الأهالي الشبكات «اليمنية « وليست السعودية. فيما طالب المواطن علي إبراهيم علواني بإيصال خدمة شبكة المياه إلى القرى، حيث إن اعتمادهم مازال على الآبار كما في «وادي ليه» القريب من تلك القرى، كما أنهم في حاجه إلى إنارة الطرق والشوارع في تلك القرى. وشكا أحمد يحيى خلوفة من قرية الراحة من أن منزله دون كهرباء لطلب صك ملكية بهذا المنزل، وهو ما لا يمتلكه نظراً لوقف الصكوك في المحافظة منذ عشرين سنة. وأضاف أن فرق النظافة لا يحملون النفايات من أمام منزله إلا بدفع مبلغ مادي مقابل الخدمة. وطالب الشيخ عبده سيبان علواني وعبده محمد علواني وأحمد محمد علواني بافتتاح مدرسه متوسطة وثانوية للبنات في الراحة كون المدارس المتوسطة والثانوية للبنات بعيدة جداً عن الراحة والقُرى التابعه لها. ويتحدث ابن إحدى السيدات معاقة» صمّاء وبكماء» ومريضة نفسياً تراجع في مستشفى الأمراض النفسية بجازان، أن والدته لا تتسلم إعانة مالية من التأهيل الشامل، مضيفاً أنه يسكن في قرية الراحة مع والدته المسنة مع أخ وأخت له ولأن والدهم ترك والدتهم وتزوج من أخرى فلم يكلموا تعليمهم ، كما أنهم لا يحصلون على إعانات من الجمعية الخيرية. البدون أسرة في المحافظة من أصحاب التصاريح التقت «الشرق» يحيى حسن هزازي 24 سنة وإبراهيم عبده هزازي29 سنة من قرية الشبقة والطفل رائد حسن شداد 14 سنة قرية الدفينية من أصحاب التصاريح ولديهم معاملات في أحوال صامطة» ويعملون في بيع الحطب والفحم على الشارع العام بطريق الخوبة السوق الشعبي الأسبوعي. ويجمعونه من الأودية، وقالوا إنهم لا يملكون عملاً آخر سوى هذه المهنة. ومن داخل السوق الشعبي الأسبوعي بالخوبه التقت «الشرق» مشنية أحمد عبده مجرشي 40 سنة متزوجة من قاسم شداد أحد ممن لا يحملون هوية وتسكن في منزل «شعبي «، أبناؤها من زوجها الحالي ثلاث بنات وولد ومن زوجها السابق ثلاثة أولاد وبنت ويسكن معها ولدها عامر17سنة من زوجها الأول تقول تذكر أن لديها معامله في أحوال صامطة بينما إخوانها وأخواتها حاصلين على بطاقات، وأن إثباتها الوحيد في الوقت الحالي هو صك حصر ورثة. وتتمنى أن تعالج أبناءها وتعلمهم وأن تحصل على هويتها وتصحيح وضع زوجها. وتعمل أسرة مشنية في بيع الحطب والفحم كل يوم خميس في السوق، بينما بقيه أيام الأسبوع تبيعه من منزلها ولا تمتلك دخلا آخر ولا تتسلم أي إعانات أومساعدات سواء من الجمعية الخيرية او الضمان الاجتماعي. وبيّن إبراهيم حمود أحمد عتيني» 45 سنه «ومتزوج وبعض من أبنائه يرافقونه في الأسواق الشعبية بالمنطقة ويملك منحلا في محافظة العارضة أنه يمتلك ثلاث بقرات يبيع منتجاتها في الأسواق بجانب العسل، ويذكر أن لديه معاملة تم رفعها إلى وكالة الأحوال المدنية بالرياض، ويتمنى أن ينتهي وضعه ويحصل على البطاقة ويصحح وضعه، ووضع أبنائه حتى يكملون تعليمهم الجامعي والحصول على وظائف في خدمة وطنهم الغالي. خدمات تنقص المحافظة وطالب مشايخ محافظة الحرث وعلى رأسهم شيخ شمل الهزاهيز أحمد محمد طراد هزازي والشيخ أحمد يحيى عواجي سلامي والشيخ موسى أحمد حفاني والشيخ محمد عربد هزازي ورئيس المجلس البلدي في محافظة الحرث أحمد محمد معبوش هزازي بفتح مكتب للأحوال المدنية، وآخر للضمان الاجتماعي ومكتب لوزارة الزراعة. مشيرين إلى أن المكاتب التي تقع في محافظة صامطة بعيدة، وتشهد ضغطاً كبيراً من المراجعين الذين يقصدونها من أكثر من خمس محافظات، لافتين إلى أن أوضاع سكان محافظة الحرث المادية ضعيفة، ما ساهم في تعثر كثير منهم في إضافة زوجاتهم وأبنائهم وإكمال إجراءاتهم الرسمية، الأمر الذي يترتب عليه أضرار كبيرة عليهم وعلى مستقبلهم وتعقيد ظروفهم المعيشية، وغالباً ما تعقب ذلك آثار سلبية من النواحي الأمنية والتنموية في الوطن بشكل عام. وذكر الشيخ محمد محمد شبيلي والشيخ أحمد عبدالله كرس مجرشي والشيخ محمد محمد مدوح هزازي أن محكمة الحرث بالمحافظة بها قاضٍ ثانٍ وكاتب عدل ويطالب بالسماح باستخراج حجج استحكام على المنازل والأراضي الزراعية، فضلا عن استكمال مشروع مستوصف المروة المتعثر منذ أكثر من ست سنوات، وعدم وجود مركز المرور ومركز للسجون. وأضاف الشيخ عبدالله قارش هزازي والشيخ علي محمد كعبي والشيخ أحمد معشلي كعبي أحمد محمد معبوش هزازي رئيس المجلس البلدي بالمحافظة أن المحافظة تفتقد إلى مبنى للمتوسطة والثانوية بنات ومبنى لمدرسة الخوبة الابتدائية للبنين، مطالبين بفتح فصل لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وروضة أطفال، والتسريع بافتتاح قسم التنويم بمستشفى الحرث العام وافتتاح مركز للهلال الأحمر. ولفتوا إلى أن المحافظة تخلو من الصرافات والبنوك و كلية تابعة لجامعة جازان كبقية المحافظات الأخرى بالرغم من أنه أعلن أنه سيتم افتتاح كليه قبل عدة ، فضلا عن معاناتهم من عدم وجود مكتب للتربية والتعليم. وطالب الشيخ محمد يحيى عربد والشيخ أحمد محمد حجوري هزازي أحمد محمد جابر هزازي ويحيى محمد عياشي وعبد الرحمن الحارثي وأحمد هزازي وعبده يحيى جتيم وعبدالرحيم العريبي، بإنشاء لجنة للتنمية الاجتماعيه، تُعنى بالشباب وتهتم بتنمية مهاراتهم وتفعيل دور الشباب والمحافظة على وقتهم، حيث إن مركز النشاط الاجتماعي بالخوبة لا يوجد له أي نشاطات تذكر لعدم إمكانياته ودون دعم مادي لربطه بمحافظة أحد إنشاء مشروع السوق الشعبي الأسبوعي بالخوبة. وأضاف الشيخ صالح علي حسن عطية الحارثي والشيخ أحمد أبوعقيلة مجرشي والشيخ علي دارسي مجرشي والشيخ محمد مروعي مجرشي والشيخ محمد علي عياشي وأحمد علي هزازي، محمد علي كعبي، يحيى علي زيلعي أن محافظه الحرث بكاملها تعاني عدم إيصال مشروع المياه وإنارة شوارع قراها، مطالبين بتعبيد الطرق الموصله لقرى الشريط الحدودي الشمالي ومنها قرية قمر، جاضع نمير، قائم زبيد، الشبقة، والظهر، كذلك القرى التي تقع في مركز الخشل، كالمعطن وشهرين وأم القضب ومخشوشة وأم الشعنون. كما طالبوا بافتتاح بلدية تخدم القرى التي تقع في مركز الخشل. اهتمام أمير المنطقة من جهته أكد محافظ الحرث محمد هادي الشمراني ل»الشرق» أن المحافظة سبق وخاطب الجهات المعنية بكل ما يحتاجه الأهالي ، مشيراً إلى أن صاحب السموالأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، حريص على دفع عجلة التنمية وإنشاء المشاريع في هذه المحافظة ويسعى جاهدا على تطوير كل محافظات المنطقة. وأضاف في حديثة أنه لولا الأزمة التي مرّت بها المحافظة وهي «الحرب مع الفئة الضالة الحوثيين»، لأصبحت محافظة الحرث من أفضل محافظات المنطقة، حيث جميعنا يدرك ما تسببت فيه تلك الأزمة من تأخير في تنفيذ المشاريع والأهم من ذلك هو اضطرارنا لعمل البنية التحتية في المحافظة من جديد، بعد العودة للعمل في المحافظة بعد فترة النزوح الاضطراري . وهناك عدد من المشاريع المعتمدة ميزانيتها رحلت خلال تلك الفترة إلى محافظات أخرى. وبين الشمراني أن من أهم العوائق التي تواجه تنفيذ المشاريع في المحافظة عدم استكمال المشاريع من المؤسسات المقاولة، ما يجعل تلك المشاريع متعثرة لعدة سنوات، إلى أن يسحب منهم المشاريع وتطرح في مناقصات أخرى. مشروعات العين الحارة ومن جهة أخرى تحدث مدير بلدية الخوبة عبدالله العلياني في تصريحات ل»الشرق» عن الكثير من المشاريع والخدمات القائمة، وتشمل سفلتة عديد من الطرق الموصلة بين قرى المحافظة، وعدداً من المشاريع التنموية كمنتزه الجبل الأخضر و المركز الحضاري في مثلث العين الحارة الذي سيضم ملاعب وملاهي للأطفال ويُعد متنفسا لأهالي المحافظة وزوارها،. ولفت إلى أن البلدية تسلمت مشروعين في العين الحارة، تقدر تكلفة أحدهما بنحو ثلاثة ملايين ريال، حيث بدأت في تجهيز موقع الجزء الشرقي بمسطحات خضراء واستحداث جلسات للمتنزهين ومظلات مطلة على ضفاف الوادي روعي فيها الطراز المعماري القديم للمنطقة مع إنارة للموقع، وتوفير ألعاب للأطفال وستكون مدة تنفيذه سنة، وأعمال صيانة لدورات المياه الموجودة في الموقع من قبل وترميم المظلات والجلسات القديمة، وإنشاء أرصفة وممرات كما أن هيئة السياحة والآثار بجازان تسلمت الجزء الغربي في متنزه العين الحارة إذ تقوم بتنفيذ مشروعها الخاص بإنشاء مراوش للرجال وأخرى للنساء. زوال السياحة ومن جهة أخرى أوضح عميد كلية الأمير سلطان للسياحة والآثار بأبها الدكتور علي الشعبي أنه في ظل وجود الرؤية المحدودة للتنمية والبنية التحية غير المكتملة في منطقة جازان بوجهة عام وفي محافظة الحرث بشكل خاص بات القصور جليا في الجانب السياحي، ولذلك ستبقى السياحة مسألة وقتية لا أكثر كفقاعات صابونية تزول بزوال تلك البالونات التي يتم استقطابها أثناء المهرجانات التي تقام في مدينة جازان وبقية المحافظات الأخرى من كل عام . وبيَّن أن السياحة ترتكز على دعائم وبنية تحتية كالطرق والسكن مثلا لكي تستوي التنمية والسياحة في آنٍ معاً، لافتاً إلى عدم وجود استقطاب لرؤس الأموال لاستثمار المواقع الطبيعية لمتنزهات الأودية وعمل الدراسات الطبية عن فوائد العين الحارة لعلاج بعض الأمراض الجلدية لزرع الثقة لدى الناس.وإقامة المشاريع الاستثمارية عليها وتقديم الخدمات السياحة بمشاركة القطاع الخاص ودعم المستثمرين لإنشاء مراكز للترفيه واستحداث مواقع للخدمات والتسوق وغيرها، وأما الاعتماد على المشاريع التي تقدمها الدولة فهذا يعني عدم وجود رؤية للبعد السياحي في المنطقة بشكل عام، وبالتالي ستبقى السياحة في منطقة جازان متأخرة. 1