أكد محافظ الحرث محمد هادي الشمراني ان توجيهات صدرت بافتتاح سوق الخوبة الشعبي مع مطلع العام الجديد 1433 في شهر محرم القادم، مشيرا إلى أن السوق سينطلق في موقعه القديم بالنسبة للمعروضات الشعبية وكافة البضائع التسويقية، فيما سيكون سوق المواشي بالقرب من مسلخ البلدية. وسيُفتح المجال- بحسب الشمراني- أمام مربي الماشية لبيع مواشيهم في الموقع يوم الخميس من كل أسبوع، وأضاف ان الدولة- حفظها الله- حريصة كل الحرص على إيصال الخدمات لكافة القرى الحدودية، وان هناك العديد من المشاريع سوف تشهدها المحافظة وقراها في شتى المجالات. من أبرزها حاليا توسعة طريق الخوبة الأحد حيث سيكون على مسارين بأرصفة وإنارة، بالإضافة إلى مشاريع تعليمية وصحية. ويجري حاليا صرف ما تبقى من تعويضات أصحاب المنازل التي تضررت من جراء المواجهات مع المتسللين، حيث أبان المحافظ أن الصرف جار حتى يتم استيفاء كافة المنازل والمحلات التجارية المحصورة, وبحسب مانشرته " الريا ض يضيف محمد بن هادي الشمراني محافظ الحرث في حديثه أن سوق الخوبة هو احد ركائز السياحة والتنمية والتطور في المحافظة بالمنطقة حيث إن شعبيته وتنوع سلعه ومعروضاته والمحافظة عليها كلها ساعدت في جعله مميزا وأحد أفضل أسواق المنطقة الشعبية الذي اختير من قبل الهيئة العليا للسياحة للدراسة وتنفيذ خطة تطويره في مكانه حتى يحافظ على تراثه وشعبيته وشهرته»، وسيعود سوق الخوبة الشعبي ينبض من جديد ليستقبل زواره وعاشقوه ومحبيه إنشاء الله ستدب الحركة والحياه فيه من جديد. موقع مميز في قلب الطبيعه: في أقصى الجنوب الشرقي السعودي، في مدينة جازان باتجاه الحدود المتاخمة لليمن، يتربع سوق الخوبة الشعبي الشهير الذي ينتظره سكان تلك المناطق من الخميس الى الخميس. ويعرفه البعض باسم سوق الخميس، يجمع كل المتناقضات فوق أرضه، حيث انه سوق شعبي لا سقف له. منذ أن تتحرك من قلب جازان مرورا بقرى الحرث، ووديانها ذات الرمال البيضاء وعيونها الحارة، تطربك عصافيرها وبلابلها وتعطرك أزهار الشيح والفاغي وقيحوان خلب وصيمران دهوان ودوشه والريحان، لتصل بعدها الى سوق الخوبة الشعبي والأثري الذي يضم كل ما يمكن ان تبحث عنه من المبيعات الشعبية والتراثية . وعلى جنبات مدخل السوق ينتشر الباعة القادمون من قرى جازان أو من اليمن وقراها، حيث يشتهر السوق بالنباتات العطرية ذات الرائحة الزكية والعطرية مثل الكادي والفل والعزان والبعيثران والشيح والواله والفل القريشي والشذاب وأزهار بنات الجبل والبياض والغليم وغيرها من الروائح العطرية. الأواني الفخارية والمنزلية وأدوات الحراثة والزراعة والمطبخ القديمة ما زالت تسجل حضورها اللافت في جنبات ذلك السوق مقاومة الاندثار وفي مقدمتها المصنوعات الخزفية ذات الأشكال الهندسية والأواني الحجرية القديمة كالمغشات التي تستخدم للأكلات الشعبية الخاصة باللحوم والمرق ومن الحافظات القديمة كالزنابيل لحمل الأغراض والجبنة التي تطبخ فيها القهوة والجرة والشاطرة التي يحفظ بها الماء باردا حتى في أيام الصيف وهي مصنوعة من الطين، والبعض يجعلها ساقية للسبيل في الطريق للمسافرين والرحل. القريه التراثية في السوقتتنوع مبيعات ذلك السوق الشعبي من المصنوعات الخشبية المصنوعة من أشجار المنطقة مثل الأثل والعرج والقضب منها أدوات الحرث مثل الحلي والمحر والجلب والساقة وادوات النجارة التي سميت بها قرية كاملة وهي «قرية المنجارة» التي اشتهر بها النجاران يحي محسن، واحمد غميض، الحرفيان اللذان دائما ما يمثلان المنطقة في مشاركات التراث. ويعود تاريخ سوق الخوبة الى ما يقارب المائة عام وأكثر حيث يصفه الشيخ احمد الكرس مجرشي، أحد القريبين من حركة السوق، بأنه «لوحة تذكارية من الماضي التليد يجب أن لا تنسى» مشيرا الى ان السوق كان مقره الأول في منطقة تسمى «البوشمي» والذي كان جده مشرفا عاما عليه على حافة وادي خلب. وجوه لاتنسى في حين يقول حسن بن علي سيبان الشراحيلي «ان هذا السوق كان عامرا بكبار الباعة والدلالين أمثال محمد علله الذي كان مشرفا فترة ما يقارب 50 سنة على منتوجات الذرة من القمح بأنواعه، وشهد السوق خلال فترته تطورا كبيرا». ويستذكر الشراحيلي وهو يتحدث الينا وجوه الباعة والمتسوقين الذين رحل اغلبهم عن الحياة مؤكدا «ان السلع التي كانت تباع كالسمن والعسل وغيرهما كانت خالية من الغش صافية بلا إضافات وان كل هذه البضائع تصل الى السوق محملة على الأنعام مثل الجمال والحمير إذ لم يكن للسيارات ذكر آنذاك». في حين يؤكد عبد الله العلياني رئيس المجمع بالحرث وجود مشروع لتطوير سوق الخوبة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة ويقول «تم تقديم نموذج خاص بموقع السوق وقد قدم للهيئة العليا للسياحة ممثله بفرعها بالمنطقة تم تطبيقه على الطبيعة واتضح أن هناك مساحة سوف تدخل ضمن هذه المقترحات مما ترتب على ذلك نزع الملكيات بمبالغ باهضة. وذكر العلياني أنه تم إعداد دراسة خاصة بالسوق القديم بمجهودات من المجمع بإعداد رفع وقوعات مساحية وتنزيل مواقع السقوط التي يمتلكها أصحاب السوق قديما، وقد تم التنسيق مع أمين جازان. وقد قدمت هذه الدراسات في اجتماع مسبق معه وتم الحصول على الموافقة النهائية على إقامة هذا السوق بالمناصفة بين المجمع وملاك السوق حيث يتم انشاؤه من قبل المجمع بجزء منه وسيكون هناك تنظيم منشآت ومحلات تجارية ومظلات لأسواق الخضار والحرف اليدوية ومظلة خاصة بالمواشي بالإضافة الى الأرصفة والإنارة وتحسين السوق بالكامل». إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل 1