وزير خارجية تركيا يزور سوريا يوم الثلاثاء القادم لنقل رسالة حاسمة للأسد قال مقيم ان الدبابات والعربات المدرعة السورية انتشرت في أنحاء حماة يوم السبت بعد هجوم استمر اسبوعا قالت جماعة ناشطين انه قتل خلاله 300 مدني في المدينة التي تعد المركز الرمزي للاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد. وقال نشطون ان عدد القتلى في الاحتجاجات التي جرت في أنحاء سوريا يوم الجمعة عندما نزل الى الشوارع عشرات الاف المتظاهرين في اول جمعة من شهر رمضان ارتفع الى 26 شخصا. وأدت جهود الاسد لاستعادة السيطرة على حماة التي شهدت على مدى شهرين مظاهرات ضخمة تطالب بالاطاحة به الى تنديد من الاممالمتحدة وانتقادات حادة من روسيا وتركيا الصديقين المقربين لسوريا. وقال مقيم في حماة اكتفى بتعريف نفسه باسم جمال وانه يمتلك عملا تجاريا "قصف الامس ونيران الاسلحة الالية الثقيلة خفت. الدبابات والعربات المدرعة انتشرت في كل مكان في المدينة." وقال وهو يتحدث عبر هاتف يعمل بالقمر الصناعي ان المياه والاتصالات التقليدية مازالت مقطوعة والكهرباء عادت أربع ساعات في ليل الجمعة. وكانت الشوارع خالية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة وهي تقليديا مركز الغالبية السنية التي تمثل المعارضة لهيمنة الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد. وسحق الرئيس السابق حافظ الاسد والد بشار انتفاضة اسلامية مسلحة في حماة قبل 30 عاما وقتل عدة الاف من السكان ودمر مناطق في الحي القديم بالمدينة. وتمثل حماة رمزا لتحدي عائلة الاسد بسبب انتفاضة عام 1982 ولانها كانت مركزا لبعض أكبر المظاهرات ضد حكمه الى ان ارسل الدبابات لسحق أحدث احتجاجات وتجمع أكثر من 100 ألف يوم الجمعة ليرددوا شعارات تطالب بالاطاحة به. وفي أول تعليقات علنية بشأن اراقة الدماء عبرت الدول العربية الخليجية عن "القلق البالغ والاسف" يوم السبت بشأن العنف المتزايد والاستخدام المفرط للقوة في سوريا لكنها لم توجه انتقادا مباشرا للاسد. وسعيا لاحتواء المعارضة المحلية والقلق من أي اضطرابات في جناحهم الشمالي لزمت الدول الخليجية الغنية المصدرة للنفط الصمت حتى الان بشأن العنف الذي يمارسه الاسد لقمع المظاهرات. ودعا بيان لدول مجلس التعاون الخليجي الست الى نهاية فورية لاعمال العنف وأي نشاط مسلح وانهاء سفك الدماء واللجوء الى الحكمة واجراء اصلاحات جادة وضرورية. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله انه لم يعد يرى الاسد محاورا يعتد به. وقال لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج "لا أعتقد انه يمكن ان يكون هناك مستقبل سياسي بدعم من الشعب السوري للاسد" مضيفا ان المانيا ستجعل الاتصالات مع الحكومة السورية عند ادنى مستوى. وقال "الاستخدام الواسع النطاق للعنف يبين ان النظام لن يستبعد أي شيء من أجل ابقاء قبضته على السلطة." وتنحي السلطات السورية باللائمة في العنف على جماعات مسلحة ومتطرفين دينيين تقول انهم قتلوا 500 شرطي وجندي من الجيش. وتقول منظمات حقوقية ان قوات الامن السورية قتلت 1600 مدني على الاقل منذ تفجر الانتفاضة في مارس اذار. وطردت سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة منذ بدء الانتفاضة مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الشهود والتصريحات الرسمية. وقال البيت الابيض يوم الجمعة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتفقوا على النظر في مزيد من الخطوات للضغط على الاسد بسبب قمعه للاحتجاجات. واضاف ان اوباما اجرى مكالمات هاتفية منفصلة مع الزعيمين الاوروبيين وانهم جميعا ادانوا "العنف العشوائي ضد الشعب السوري" من جانب الحكومة السورية. واتفقوا ايضا على "النظر في خطوات اضافية للضغط على نظام الاسد ودعم الشعب السوري." ومددت الولاياتالمتحدة العقوبات على سوريا يوم الخميس لتضم رجل اعمال بارزا في الجولة الرابعة من العقوبات التي استهدفت الاسد وشقيقه ماهر وكبار المسؤولين الحكوميين وقوات الامن. كما شجعت وزارة الخارجية الامريكية المواطنين الامريكيين في سوريا على مغادرتها يوم الجمعة قائلة انهم يجب ان يغادروا البلاد بينما وسائل النقل لا تزال متاحة. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي كانت حكومته تؤيد الاسد بقوة "التطورات هناك غير مقبولة... على سوريا ان تأخذ رسائل تركيا والمجتمع الدولي على محمل الجد." وتقول السلطات السورية ان الجيش اقتحم حماة ليواجه "جماعات ارهابية مسلحة" تهاجم المدنيين وتخرب الممتلكات. وتقول ان 20 من جنودها قتلوا. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان شرطيين قتلا في كمين نصبته"جماعة ارهابية مسلحة" على الطريق الرئيسي الشمالي قرب بلدة معرة النعمان الواقعة على بعد 70 كيلومترا شمالي حماة. وقالت الوكالة ان دوريتهم توجهت الى الطريق الرئيسي استجابة لنداءات مواطنين بعد ان تعرضت عدة سيارات للسرقة والترهيب على الطريق الرئيسي. وفي منطقة دير الزور الشرقية المضطربة قال سكان انهم يستعدون لاقتحام الجيش عاصمة المحافظة. وأظهرت لقطات فيديو ما بدا انه اجتماع قبلي لبحث انهيار المحادثات مع السلطات والاستعدادات لمواجهة أي هجوم للجيش. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان ان وزير خارجيته احمد داود اوغلو سيزور سوريا المجاورة يوم الثلاثاء "لتسليم رسالة" من تركيا. وظلت تركيا حتى هذا العام تحتفظ بعلاقات وثيقة مع سوريا لكن انتقاداتها تزايدت لقمع الرئيس بشار الاسد لانتفاضة شعبية بدأت قبل خمسة اشهر. وتفاقم التوتر في يونيو حزيران حين فر اكثر من عشرة الاف سوري عبر الحدود الجنوبية لتركيا هربا من القوات السورية التي تحاول سحق المحتجين. وما يزال اغلب اللاجئين يلوذون بمعسكرات تركية. وقال الرئيس التركي عبد الله جول يوم الثلاثاء انه شعر بالترويع من الهجوم السوري بالدبابات على مدينة حماة في وسط البلاد. وقال اردوغان يوم السبت "ستسلم رسالتنا بحسم." واضاف "سوريا مسألة داخلية لاننا نشترك في 850 كيلومترا من الحدود ولدينا علاقات ثقافية وتاريخية وقرابة.. لكن على الجانب الاخر ينبغي ان نسمع ما سيقولونه.. نحن نسمعهم.. وبالطبع يجب ان نفعل ما يلزم." وارسل الاسد مبعوثا الى اردوغان في يونيو حزيران بعدما انتقد رئيس الوزراء التركي الافعال "الوحشية" التي ارغمت الاف السوريين على الفرار الى تركيا. 5 (المصدر رويترز)