قال الرئيس السوري بشار الاسد يوم الثلاثاء ان قواته ستواصل ملاحقة "المجموعات الارهابية" بعد أن ضغطت عليه تركيا لوقف هجوم عسكري يستهدف سحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) عن الاسد قوله لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان سوريا "لن تتهاون بملاحقة المجموعات الارهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وامن المواطنين. "لكنها مصممة على استكمال خطوات الاصلاح الشامل... وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد." وبينما كان داود أوغلو يجتمع بالاسد في دمشق قالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان القوات السورية قتلت 30 شخصا على الاقل ودخلت بلدة قرب الحدود التركية. وقالت المنظمة ان معظم الوفيات حدثت عندما اجتاحت قوات تدعمها الدبابات والعربات المصفحة قرى شمالي حماة بينما قتل أربعة أشخاص في بلدة بنش الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحدود مع تركيا. وعبرت واشنطن عن خيبة أملها بشأن تصريحات الاسد الاخيرة وقالت ان من المتوقع أن تتحدث وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع داود أوغلو بعد اجتماعاته في دمشق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين عندما سئلت بشأن التصريحات "مما يؤسف له بشدة أن الرئيس الاسد لا يبدو انه يستمع لصوت المجتمع الدولي الذي يزداد علوا." ورغم تزايد الادانة الدولية بما في ذلك موجة مفاجئة من الانتقادات العربية قال سكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد ان قوات الاسد واصلت هجومها على المدينة. ويقول نشطاء ان 1600 مدني على الاقل قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة المناهضة لحكم الاسد المستمر منذ 11 عاما في مارس اذار مما جعلها واحدة من أعنف الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي. وأجرى داود أوغلو محادثات استمرت ست ساعات مع مسؤولين سوريين منها اجتماع استغرق ساعتين مع الاسد بمفرده. وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي لدى عودته الى انقرة ان تركيا طالبت الحكومة السورية بوقف قتل المدنيين. وأضاف ان الحكومة التركية ستراقب الاحداث في سوريا على مدى الايام القادمة. ووصف محادثاته مع الاسد بانها صريحة وودية قائلا ان حكومته ستظل على اتصال بكل أطياف المجتمع السوري. وانتقدت تركيا العنف في سوريا بشكل متزايد لكنها قوبلت برد حاد يوم الاحد عندما قالت بثينة شعبان مستشارة الاسد ان سوريا لن تقبل التدخل في شؤونها. وفي الاسبوع الماضي أرسل الاسد قوات ودبابات لقمع مدينة حماة بوسط سوريا وشن الجيش هجوما مماثلا يوم الاحد على دير الزور. وقال أحد السكان ان رتلا من المدرعات توجه الى وسط المدينة يوم الثلاثاء حيث اقتحم الجنود البيوت واعتقلوا أشخاصا في عاصمة المحافظة الواقعة في منطقة نفطية متاخمة للعراق. وقال المقيم الذي لم يذكر سوى اسمه الاول اياد "انهم الان على مسافة نحو كيلومتر من وسط المدينة. عندما ينتهون من منطقة ينتقلون الى أخرى." وزادت الضغوط على الاسد حين أصدرت المملكة العربية السعودية تحذيرا صريحا من انه يخاطر بالمزيد من الاضطرابات ما لم يوقف اراقة الدماء ويجري اصلاحات. وحذت كل من الكويت والبحرين حذو السعودية في استدعاء سفيرها من دمشق. وبسحب السفراء لم يعد أمام الاسد الكثير من الاصدقاء الدبلوماسيين غير ايران. وفرضت دول غربية عقوبات على كبار مسؤوليه بينما حذرت دول تربطها علاقات أوثق بدمشق مثل روسيا وتركيا الاسد من أن الوقت ينفد أمامه. لكن لم تقترح أي دولة عملا عسكريا مثل الذي يجري حاليا في ليبيا. وفي دير الزور قال احد المقيمين يوم الاثنين ان 65 شخصا على الاقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومدرعات المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر الى الشمال الشرقي من دمشق يوم الاحد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان من بين القتلى أم وطفلاها وامرأة عجوز وفتاة صغيرة. وتفرض سوريا حظرا على اغلب وسائل الاعلام المستقلة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضد الاسد الامر الذي يصعب معه التحقق من روايات السكان والنشطاء والسلطات. ونفت السلطات السورية وقوع هجوم على دير الزور. وتقول انها تعرضت لهجمات منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس اذار وأنحت باللائمة في قتل المدنيين على مخربين مسلحين وتتهمهم بقتل 500 من أفراد الامن. وعرض التلفزيون الحكومي يوم الاحد لقطات لجثث مشوهة طافية في نهر العاصي بحماة قائلا ان كمينا استهدف 17 من أفراد الشرطة وانهم قتلوا في المدينة. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء يوم الاثنين ان الجيش بدأ الانسحاب من حماة "بعد انجاز مهمة نوعية تجسدت في حماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الارهابية المسلحة." وقال سكان انه ما زالت هناك دبابات في أجزاء من المدينة وان قوات الامن تقوم باعتقال افراد. وقال المرصد ان هناك نحو 1500 شخص محتجز في حي الجراجمة وقتلت القوات ثلاثة مدنيين. ويقول نشطاء ان 130 شخصا على الاقل قتلوا في حماة حيث قمع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد انتفاضة مسلحة لاسلاميين عام 1982 وقالت جماعة ان عدد القتلى يزيد عن 300