قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الثلاثاء أن قواته ستواصل ملاحقة "الجماعات الإرهابية" بعد أن ضغطت عليه تركيا لوقف هجوم عسكري يستهدف سحق الاحتجاجات المناهضة لحكمه. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن الأسد قوله لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن سوريا "لن تتهاون بملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين. "لكنها مصممة على استكمال خطوات الإصلاح الشامل ... وهي منفتحة على أي مساعدة تقدمها الدول الشقيقة والصديقة على هذا الصعيد." وبينما كان داود أوغلو يجتمع بالأسد في دمشق قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا أن القوات السورية قتلت 30 شخصا على الأقل ودخلت بلدة قرب الحدود التركية. وقالت المنظمة أن معظم الوفيات حدثت عندما اقتحمت قوات تدعمها الدبابات والعربات المصفحة قرى شمالي حماة بينما قتل أربعة أشخاص في بلدة بنش الواقعة على بعد 30 كيلومترا من الحدود مع تركيا. ورغم تزايد الإدانة الدولية بما في ذلك موجة مفاجئة من الانتقادات العربية قال سكان في مدينة دير الزور بشرق البلاد أن قوات الأسد واصلت هجومها على المدينة. ويقول نشطاء أن 1600 مدني على الأقل قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة على حكم الأسد في مارس مما جعلها واحدة من أعنف الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي. وعقد داود أوغلو محادثات استمرت ست ساعات مع مسؤولين سوريين منها اجتماع استغرق ساعتين مع الأسد بمفرده. وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي لدى عودته إلى إنقرة أن تركيا طالبت الحكومة السورية بوقف قتل المدنيين. وأضاف أن الحكومة التركية ستراقب الأحداث في سوريا على مدى الأيام القادمة. ووصف محادثاته مع الأسد بأنها صريحة وودية قائلا أن حكومته ستظل على اتصال بكل أطياف المجتمع السوري. وانتقدت تركيا العنف في سوريا بشكل متزايد لكنها تعرضت لتوبيخ حاد يوم الأحد عندما قالت بثينة شعبان مستشارة الأسد إن سوريا لن تقبل بالتدخل في شؤونها. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد طلبت من داود أوغلو التأكيد على مطلب واشنطن بأن تعيد سوريا الجيش إلى ثكناته على الفور وأن تفرج عن السجناء. وتشهد سوريا نحو خمسة أشهر من الاحتجاج على حكم الأسد المستمر منذ 11 عاما. وفي الأسبوع الماضي أرسل الأسد قوات ودبابات لقمع الاحتجاجات في مدينة حماة بوسط سوريا وشن الجيش هجوما مماثلا يوم الأحد على دير الزور. وأشار أحد السكان إلى أن رتلا من المدرعات توجه إلى وسط المدينة اليوم الثلاثاء حيث اقتحم الجنود البيوت وقاموا باعتقالات في عاصمة المحافظة الواقعة في منطقة نفطية متاخمة للعراق. ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الانتفاضة السورية بأنها شأن محلي بالنسبة لتركيا نظرا للحدود المشتركة بينهما والممتدة لمسافة 850 كيلومترا. وزادت الضغوط على الأسد حين أصدرت المملكة تحذيرا صريحا من أنه يخاطر بالمزيد من الاضطرابات ما لم يوقف إراقة الدماء ويجري إصلاحات. وحذت كل من الكويت والبحرين حذو المملكة في استدعاء سفيرها من دمشق. وبسحب السفراء لم يعد أمام الأسد الكثير من الأصدقاء الدبلوماسيين بخلاف إيران. وفرضت دول غربية عقوبات على كبار مسؤوليه بينما حذرت دول تربطها علاقات أوثق بدمشق مثل روسيا وتركيا الأسد من أن الوقت ينفد أمامه. لكن لم تقترح أي دولة عملا عسكريا مثل الذي يجري حاليا في ليبيا. وفي دير الزور قال أحد المقيمين أمس الأثنين أن 65 شخصا على الأقل قتلوا منذ اقتحمت دبابات ومدرعات المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من دمشق يوم الأحد.