يا خصلة الشيب أهلا بي وَحَيَّانِي = ومرحباً بقدوم المُرهف العاني فتَّانة ُ اللون والإزهاءُ مُتشح ٌ = زمرد الذات مصقول السليماني يا مرحباً بحبيب ٍ جاء في عجل = من غير طول انتظار بات يغشاني أمَا وقد جئت يا هذا المشيب فكم = سُررت بالرؤية الأولى لتيجاني كمَا الحفيد لنا أقبلت فانفجرت = مني دموع الهوى في لون بركاني ثارت على لوحة الأفراح وانغمست = في بحر ظلم الردى من غير شطآني حتى التقاسيم إن أبدت لنا أملاً = فلن تحقق من آمال وجداني تلوني في مَداك الآن والتحفي = لون السواد صباه المآجن الفاني الرأس موطن كشف النفس , ظاهرهُ = يبدي لعالمنا الملهوف حرماني وقَارُك الشيب بالمعروف أشرحه = في قادم العمر ِ يا مشكاة إيماني حتى القوارير لن تسعي لها أملاً = بعد المشيب , فأمر الحب صبياني يا خصلة الشيب هل آن الآوان لئن = ترخي سدولك في ميقات أزماني تسقين من نهرك الأمجاد في دَعَة = تشتاقها الروح في عهد تمناني وتزرعين بلون الشيب مَأدُبَة ً = من التمكن ساقت كل إخواني أرى الرزانة تستوحي مهمتها = في ذات شخص ٍ طغى في عالم ٍ ثاني هو الحبيب هو المشتاق في حلم ٍ = هو العشيق هيامٌ طيفه ُ غاني من المجون لرأس الطهر دحرجني ُ = من نشوة النفس , لولا الستر , أرداني يا خصلة الشيب إن زار الهوى رجلاً= بعد المشيب , فلا أبغيه يلقاني إن الهوى كلما راودته هرباً = تشبثت غمزات ٌ فوق أسناني تردي الرشيد بقاع ٍ صفصف ٍ , وله = سهامُ عبلة َ في تلبيس شيطان ِ إغراءه يسلب الألباب , يجذبها = نحوى الردى , ويصيب القلب بالرَّان ِ يا حبة الشيب خوفي أن تفارقني = الصحة الآن , إن هَدْهدْت أركاني أرى السعادة تجلو الوهم مُذ فتحت = عيناي رمش الندى في مسلك ٍ باني روحي تأملت الدنيا وزخرفها = فأ ُعجبت بالهدى والشرع رباني لم تُرْضِها لذة في لحظة ٍ سكنت= أو قُبْلة طفقت في خد فتان ِ حتى الدهاليز إن أسررت ُ مسكنها = عادت لتفضحني مابين جيراني أرى الذنوب توالت حول مملكتي = كأنني تائه في صوت أدياني ما حيلة النفس لو مدت رغائبها = ما حيلة الدمع لو أغلقت أجفاني مالي أردد في جوفي معلقة ً = جفت محابرها في رأس عيداني مالي أذوب كفص الملح , يشربني = حرٌ من الهمِّ , والشطآن أحزاني مالي وللمجد حولي يعتلي أمماً = ولا يروق لذات المجد بنياني رباه ُ : زاد بلائي من مُخيلتي = رسمت في أمل الآمال إسكاني زينته بِجَبِين السُّعْد ِ , لؤلؤهُ = العز والقِيَمُ الكبرى وإيماني لم أشتريه رخيصاً , كان أثمنهم = لا سوق يعرضه في بخس أثمان ِ لكن تقهقرت ِ الآمال منذ أتى = صِنف ُ المشيب ليغزو رأس تحناني توقف الوقت كالناقوس أطرُقه = بمِعْصَم ِ الهِمَّة العظمى وسلطاني وحدي أرافق شيباً بات ينهرني = عن كل فعل ٍ , ونحو الموت أهداني