من الأمور البديهية أن تعلم أن المطعم أصبح من الأساسيات في حياة الكثيرين في العالم أجمع , ولكن ليس شرطا إذا أردت أن تذهب للمطعم أن تذهب لأي مطعم بل سيكون توجهك للأفضل وحتما ستفضل البعد عن المطاعم السيئة , وليس من المعقول بأن تشتري المرض لنفسك مهما كان الجوع قاسيا عليك , ولكن إذا لم يكن لك سوى خيار واحد بأن تشتري طعاما من ذاك المطعم القريب فماذا تعمل , فإذا لم تأكل فالجوع المحتوم هو مصيرك وخاصة في زمن (العزابيه) وزمن (تجبر النساء) , وإن أكلت من هذا المطعم فالموت يدق أبوابك وإذا لم يأتي هو شخصيا فسيرسل لك أصدقائه إما التسمم أو المغص العابر أو .. " خلاص يكفي " قبل عدة أيام شاهدنا ذاك الخبر عن سندوتش البيض الذي يتخلله بعض قطع القماش , طعم جديد ومذاق رائع تخصص بوفية في مدينة العيدابي , وهذا الوضع ليس جديدا في مطاعم بلغازي عموما سواء في العيدابي أو في عيبان وهما الحاضرتان الأكبر هنالك , وكي لا أكتفي بذلك الخبر أحببت أن أتأكد بنفسي من بعض الأمور , فذهبت في الصباح الباكر ( جولة خاص ) لبوفيه تقع في عيبان و طلبت سندوتش بيض ففاجأني عامل تلك البوفيه بالنظافة ذات المواصفات العالمية حينما قام بتكسير ( تفشيق )البيض بيده اليمين والبيض يسيل بين أصابعه بصورة مقرفة ( هذا أقل وصف ممكن ) وهو لا يلبس قفازات أو حتى غطاء لذلك الرأس , فوجهت له بعض التهديد بالشكوى للبلدية لمستوى النظافة المتدني فهز رأسه ( يمينا وشمالا بأسلوب متأرجح ) وكأنني لم أتكلم معه أساسا , وذهبت للبوفيه الأخرى في نفس المكان وكان العامل يرتدي قفاز في يده اليمنى وغطاء للرأس ولكن كان بجواره عامل إحدى الورش بردائه المتسخ ويده التي مازال أثار الشحم بها , و هو يعبث بالبيض المقلي وبأكواب الشاي وكان المنظر مزري ( فاشمأززت ) مو وقت لغة عربية , فتركته وبعد الظهر اتجهت لمطعم آخر كي أنظر ما لديهم فما شاء الله حتى في الدول المتخلفة لا تجد مثل ذلك المطعم , وفي ذالك الوقت قام أحد المواطنين بنداء العامل وقال له أريد (سلطه )فذهب ذلك العامل المتسخ الملابس واليدين وفتح الثلاجة وادخل يده بين السلطة المقطعة وبدأ يغرف له بيده المتسخة وكان المنظر مقرفا جدا فقلت لذلك العامل لماذا كل هذه (الوساخة) فقال لي آخر مره ورده هذا يدل على أنه متعود على الانتقاد , ولكن من أمن العقوبة أساء الأدب وهذا حالهم فلا رقيب ولا حسيب , وحتى حينما تطلب دجاجا من الشواية يفاجئك بوضع الطلب بين زيت قد مضى عليه من الأيام الكثير لكي يكتمل استواء تلك الدجاجة وهذه من المواصفات الجديدة في الطبخ الحديث , ربما أن الوصف الأدق مازال لم ينبعث بين هذه السطور ولكن لكي لا (يقرف) قراؤنا الكرام اكتفيت بما سبق ذكره , فهل بعد كل هذا الوصف وصف , نحن نعاني من تلك المطاعم التي هدفها الكسب دون النظر لصحة المواطن أو حتى ذائقته ولأن كثيرا من روادها من مجهولي الهوية فهذا يجعلهم أكثر إهمالا , وهذا الوضع في كثير من مطاعم المنطقة ولكن أتيت بما شاهدته , وحتى حينما تذهب للمطعم لن تجد صاحب المطعم هنالك , والذي من المفترض أن يكون سعودي الجنسية ولكن تجد ذاك الآسيوي هو من يأمر وينهى وكأن المطعم ملكه هذا إذا لم يكن ملكه أساسا و هنا يلعب التستر لعبته المستمرة , هم يتاجرون بصحتنا فمن يردعهم , نحن في بلد متطور يجب أن تكون هنالك مواصفات دقيقه لتلك المطاعم , وتكون الرقابة مستمرة ودقيقه أيضا , ولكن من يهتم , أم أننا بحاجه لأن يتسمم عدد كبير من أبناء الشعب في تلك المطاعم كي يتم محاسبتها , أتمنى بأن يكون للمسئول وقفة جادة وحازمه مع هؤلاء , لأن الصحة أهم ما يملكه الإنسان فهل هنالك من يحافظ على صحة المواطن وسلامة ذوقه ؟؟