( التخزينة) : هي مضغ بعض الأغصان والأوراق من نبات القات في الفم وتخزينها على شكل كروي لامتصاص عصارة هذا النبات. وهي عادة منتشرة في معظم الدول الإفريقية واليمن وبحكم الجوار والتأثير (الإنثروبولجي) انتقلت التخزينة إلى مناطق مختلفة في المملكة ولكنها أكثر انتشارا في منطقة جازان وربما تصل نسبة (المخزنين ) في هذه المنطقة إلى90%. أما القات فهو نبات معمر ذو خضرة دائمة وقد يصل عمر بعض أشجاره إلى ثلاثين عاما أو تزيد قليلا وتختلف أنواعه حسب البيئات التي يزرع فيها. يحتوي نبات القات على مركبات كيميائية منها : القلويدات ( أشباه القلويات) وهي من المواد المنبهة للجهاز العصبي منها الكاثين والكاثينون وإفيدرين وهذه المركبات تنتمي كيمائيا لنفس المجموعة التي تنتمي الأمفيتامينات المنشطة ونسبتها تتراوح بين 10 إلى 15 % من تركيب القات فلافونيدات : وهي مركبات فينيولية معقدة تتراوح نسبتها من 7 إلى 14% أما بقية نسب المواد التي يتركب منها القات فتتوزع بنسب مختلفة بين المركبات المتطايرة وهي التي تعطي هذا النبات رائحته وكذلك بعض الستريولات والتربينات الثلاثية والأحماض الأمينية وبعض الأملاح والفيتامينات المعدنية ولكنها بنسب بسيطة جدا جدا. أما الاسم العلمي للقات فهو ( كاثا إدليوس سيلاستراسي). هذه المقدمة العلمية البحتة أردت استغلالها كمدخل لمناقشة مشكلة هي أهم لكنها نتاج عن( التخزينة) المنتشرة والسوق الرائجة للقات في هذه المنطقة ولا ينكر أضرار القات على أبنائها إلا مكابر سواء كانت أضرارا مادية أو صحية أو اجتماعية ومع ذلك يبقى تقديم (القات) والتخزينة مع الضيوف بعد القيام بواجب الضيافة لهم من مظاهر الاحتفاء بهم ودلالة على كرم المضيف. أما المشكلة العظمى فهي النتائج السلبية التي عانى منها أبناء المنطقة والصورة الإعلامية التي طبعتها وسائله المختلفة عن (التخزينة) والقات في منطقة جازان فقد صورت المنطقة كأنها منطقة مختلفة ومتخلفة عن ركب التطور والحضارة إنسانا وأرضا وليست مثل بقية مناطق المملكة التي تنعم بالرخاء والنماء في ظل الحكومة الرشيدة والقيادة الحكيمة وللأسف أن بعض أبنائها الإعلاميين روجوا لهذا المفهوم. والأعظم تلك المصائب التي لحقت بأبناء المنطقة من تهريب القات وترويجه فكم أسرة فقدت عائلها الذي أجبرته ظروف الفقر على تهريب القات فاخترقت رأسه رصاصة من قوات الأمن وكم موظف فقد وظيفته المرموقة بسبب بضعة أعواد من القات وكم سجين قضى نصف عمره في السجون بسبب التخزينة وكل ذلك ناتج عن تراكمات هائلة من فتاوى متشددة ومعلومات غير دقيقة وصورة مبالغ فيها عن القات و (التخزينة) عادة لا يمكن تصنيفها بالإدمان لقدرة استغناء (المخزنين) عن القات في أي وقت . ختاما: أعلم أن القات محظور ترويجا واستهلاكا في بلادنا ولو طلب مني إبداء الرأي لكنت ممن يؤيدون منعه والعاقل من اعض بجاره المواطن اليمني وأقسم بالله لو قُننت حكومتنا نسبة الماء والهواء لي لرضيت وقبلت ونفذت الأمر دون تردد حبا في وطني وولاء لحكومتي وحكام بلدي و لكنني ألفت نظر المسئولين في وطني إلى مشكلات السجون المملؤة من مساجين القات وبعض الأحكام القضائية الصادرة بحقهم وسجنهم لسنوات تفوق سجن المروجين للحشيش والحبوب والخمور وليس غريبا من أمير العدل والحكمة والرحمة النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله أن ينظر بعين الرحمة عندما أصدرأمره الكريم بإطلاق سجناء القات مؤخرا لكن الغريب أن تبقى صورتنا الإعلامية المغلوطة بسب القات والتخزينة والأغرب أن ينظر بعض القضاة والمشايخ للقات بأنه أخبث من أم الخبائث . email:[email protected] 1