يواصل مهرجان الجنادرية 32 تأكيد مسيرته ومشواره الناجح في إبراز معالم الثقافة والتراث السعودي بأبهى صورة، جعلت هواة التصوير يتوافدون على الحدث السنوي الكبير الذي تشهده منطقة الجنادرية، ويتنافسون على تسجيل أجمل ما وقعت عليه عدسات كاميراتهم من معروضات وإبداعات التراث السعودي، عبر ورش المشغولات اليدوية القديمة الحية والأهازيج والرقصات الشعبية، والكثير من أنماط الحياة القديمة التي انتشرت ملامحها في ساحات المهرجان، وجعلت منه عرساً تراثياً كبيراً، سجلت فيه ملامح الفرح عدسات وعيون المصورين، سواءً من أبناء المملكة أو من الجنسيات الأخرى الذين تنافسوا في إبداع أجمل الصور، ليضيفوها إلى ألبوماتهم الشخصية أو للمشاركة بها في إحدى المسابقات الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي. ثراء وتنوع المصورة ذكرى الحمادي ذكرت أنها تعشق عدسة الكاميرا منذ حوالي 6 سنوات، وتهوى تصوير المشاهد الجديدة باختلاف أنماطها، ووجدت في التراث السعودي عالماً واسعاً من الجمال والمفردات التراثية، التي تحفزها وغيرها من المصورين على التقاط أكبر عدد من الصور لهذه المشاهد المتنوعة، التي تعتبر إضافة شخصية إليها ولأي هاوي تصوير، ومع تكرار زيارة المهرجانات التراثية تصبح الفرصة متاحة بشكل أكبر للتجويد في العمل التصويري، والوصول به إلى درجة مقاربة للمصورين المحترفين. وأشارت إلى أن فعاليات المهرجان تتسم بثراء وتنوع لافت ليس فقط في المعروضات السعودية عبر الأجنحة، ولكن وجود فقرات وعروض فنية، وكلها تشجع المصورين على اختلاف قدراتهم على إنجاز أعمال جيدة، تتناسب مع ميولهم المختلفة، لأن هناك من يحب الفنون، والبعض الآخر يهوى التراث بمختلف أشكاله، وفريق ثالث يفضل الناس والملامح الشخصية لهم، وتسعد ذكرى بأنها من هذا الفريق الذي يركز على الجوانب الإنسانية في التراث، لأنها تحمل الكثير من المعاني المرتبطة بكل إنسان، فحين تلتقط صورة رجل طاعن في السن ويمارس حرفته بكل إتقان مع تفاصيل تجاعيد وجهه، فإن ذلك يعكس قدر الجهد والمعاناة التي واجهها خلال هذه المسيرة، كما أن بعض الوجوه تحمل ملامح تراثية أيضاً، وذلك بما قد تتزين به النساء والفتيات من حلي أو أزياء تعكس هويتهن وتؤكد اعتزازهن بتلك الهوية. زوايا متعددة أما المصورة فهدة البقمي فتصف المهرجان بقولها "الصورة تغني عن ألف كلمة وهي توثيق للتاريخ وللحظة، وقد لا يختلف مهرجان الجنادرية بما يحويه عن الأعوام السابقة، ولكن يجب على المصور أن يطلق العنان لإبداعه فزوايا التصوير متعددة ولن تنتهي". وتواصل "الحياة هنا تراثية واقعية بالدرجة الأولى وتتوفر بها كل ما يريده المصور الهاوي والمحترف، وأنا يستهويني تصوير كبار السن والأطفال وحياة الناس عامة إضافة إلى الحرف من صناعة الفخاريات والنسيج وغيرها، وتنوع الأكلات الشعبية، وسنوياً ألتقط مئات الصور في فترة المهرجان تختلف كل صورة عن الأخرى وعلى المصور المحترف أن يبتكر زوايا جديدة ليقدم شيئاً جميلاً فالتصوير في مهرجان الجنادرية له متعة خاصة تعكس مهارات المصور". المهرجانات التراثية فرصة لتجويد العمل التصويري