فتون صالح الطالبة الجامعية في إدارة المعلومات، تملك عينا ثالثة تلتقط بها ما لا تراه الأعين حتى صارت صاحبة عدسة رقيقة توثق للذكريات والمواقف، كاميرا صغيرة غير محترفة تحملها ولا تفوت فرصة لالتقاط ما هو جميل في محيط العائلة والزميلات والدراسة ورحلات السفر والتنزه. تذكر فتون أول كاميرا تصوير فوتوغرافي ابتاعها لها والدها، كان ذلك يوما جميلا ولحظة فارقة لا تنساها فهي أجمل هدية في حياتها (فاجأني أبي قبل سنوات بإهدائي كاميرا من نوع احترافي ليروي شغفي بهوايتي المحببة، أتذكر أنني لم أنم ليلتها إذ استجلبت دليلا إرشاديا وبقيت ساهرة حتى الصباح في تعديل وضبط الإعدادات والتعرف على تقنيات الكاميرا والعدسة) زاوية اللقطة تقول فتون: إن هوايتها في التصوير تصاعدت وتيرتها من خلال كثافة اطلاعها على كتب الفنون الضوئية والتصويرية، إضافة إلى التعرف على مواقع إلكترونية في ذات المجال مع محاولاتها المستمرة في الخضوع لدورات تدريبية مكثفة في التعامل مع الكاميرا وزوايا الالتقاط وكيفية البحث عن صورة مجنونة، وأردفت بأنها أنهت دورة في فن التصوير الفوتوغرافي لمدة شهر مع عملها متطوعة في مجموعة أفياء التطوعية لدعم أسر التوحد كمصورة متطوعة. وتلفت إلى أن (إثراء المعرفة) الذي أقامته شركة أرامكو أخيرا أفادها كثيرا حيث عملت فيه كمتطوعة وأسهمت في التقاط مئات الصور العائلية والإنسانية العفوية. عيون عفوية وتقول في هذا الشأن، في المهرجان تعرفت فعلا على معنى العفوية والبساطة، حيث الأسر تجلس في الحدائق وتتابع فعاليات البرامج (حين ينتهي عملي كمتطوعة أشعر بجنون التصوير وأمارس هذا الشغف وهو ما أضاف لي الكثير على المستوى الشخصي). تواصل فتون: أحلم في أن أحقق جائزة عالمية في مستوى التصوير الفوتوغرافي وتبهرني دائما اللقطات التي يكون الإنسان محورها لأن الصورة تكون أحيانا كثيرة تجسيد لمسيرة الإنسان في الحياة، وتؤكد أنها توازن بدقة بين دراستها وشغفها للتصوير، مطالبة في ذات الوقت بإنشاء تخصص جامعي في فن التصوير الاحترافي والفوتوغرافي لا مجرد دورات تستنزف المال دون فائدة. وترى فتون أن هناك الكثير من المواهب الشابة المبدعة تتحين الفرص للإبداع وحلمهن هو تكوين رابطة للمصورين تجمعهم وتناقش همومهم ومشاكلهم واحتياجاتهم وتسهم في مد جسور التواصل والتعاون والاستفادة من الخبرات الشخصية. وتتطرق إلى أهمية استثمار منبر الإعلام الجديد في التعريف بالمصورين الهواة ونشر صورهم ولقطاتهم إذ أن ذلك من شأنه أن يختصر الكثير من المسافة في التعريف بالموهبة (لدي فكرة فيلم توثيقي عن حياة مصور محترف يمارس هوايته لكنه يتعرض إلى المضايقات الاجتماعية بسبب عدم وجود دعم للمهنة، وأتمنى أن ينجز ذلك في أقرب وقت، فهناك وعي كبير بدأ يسود بأهمية الكاميرا ولا بد من استثماره بشكل إيجابي يعود على الموهبة بالفائدة).