تذكرت بيت زهير الشهير: "ومهما تكن عند امْرِئ من خْلِيقَةٍ.. وإنْ خَالَها تَخْفَى على الناسِ تُعْلَمِ"، وأنا أقرأ حفاوة السعوديين بتسع تغريدات كتبها وزير التجارة الجديد قبل أن يستلم حقيبة التجارة.. بل ربما لم يكن ليعلمَ الناسُ عنها، لو لم يصبح الرجل وزيرا! احتفل السعوديون في "تويتر" بحساب الوزير بعد ساعة واحدة من توزيره، فقفز عدد متابعيه من 2000 متابع إلى أكثر من 11 ألف متابع.. ليصبح ثالث وزير في السعودية يتواصل مع الناس بعد وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، ووزير الدولة الأمير عبدالعزيز بن فهد على التوالي. بدأت ببيت زهير؛ إذ إن الأجمل في موضوع وزير التجارة الجديد أنه أفصح عن بعض آرائه وتطلعاته وطموحاته قبل أن يصبح وزيرا.. لكنها انتشرت بين الناس اليوم.. فمَلَكتهُ الكلمات بعد أن كان يملكها.. وهو ما يجعل الرجل أمام اختبار صعب.. ترك الناس عمله السابق في المدن الصناعية التي ما تزال التساؤلات والنقاشات تدور حولها وفتحوا صفحة جديدة، دشنوها بتبادل تسع تغريدات، كانت بمثابة الالتزام الأدبي، يقول في أبرزها: 1/ "أصحاب الأفكار كثيرون ولكن قلة ينفذون. إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة - فإن فساد الرأي أن تترددا". 2/ "كلمة جميلة من موظف حكومي تعني الكثير للمراجع. فلننشر الكلمة الطيبة". 3/ "حتى تكون مبدعا وناجحا فيجب ألا تخاف من الخطأ". 4/ "عند الانتقاد: افصل السلوك عن الشخص وانتقد الفعل وليس فاعله.. واذكر الإيجابيات قبل أن تبدأ في النقد". 5/ "من فينكس أريزونا: مدينة متميزة فيها جمال طرقها ونظافتها مع العلم أن جوها مثل الرياض. يجب أن نتعلم من هذه المدينة كيف نطور مدننا". الخلاصة: ليس أمام الوزير أي مخرج.. قال شيئا.. وتمنى أشياء.. وبث أحلامه وتطلعاته التي ظن ألا أحدا سيقرؤها.. لكن الناس علموا عنها وقرؤوها..