في الماضي كان أهل الجزيرة العربيّة يستخدمون نوى التمر طعاما للحيوانات حيث يجمعونه ثم ينقعونه بالماء وأحياناً يطبخونه ليلين ليطعموا به حيواناتهم كرفد يسمونه «المدودة» يساعدهم على التوفير في العلف. ولكن استخدام نوى التمر لإطعام الحيوانات نُسي مع مرور الزمن لتوفر مواد أخرى لإطعام الحيوانات مثل الشعير وغيره من الأعلاف. واليوم مع انتشار زراعة النخيل وكثرة محاصيله أصبحت كميات مهولة من نوى التمر تذهب هدراً. ولكن الاهتمام بهذه المادة الواعدة يعود مجدداً ولكن على استحياء كمنتج للإنسان وليس للحيوان، فقد وجد فريق بحث برئاسة الدكتور صباح جاسم في «مجمّع زايد لبحوث الاعشاب والطب التقليدي» في أبو ظبي، المعروف سابقاً باسم «مركز أبو ظبي لطب الاعشاب،» أن خلاصة نوى التمر تحتوي على مركبات لها خصائص ممتازة في قتل الفيروسات. يقول الدكتور جاسم: «ولكن النوى مادة نفايات، فلا أحد سيأكل النوى. ولكن عندما عايناه وجدناه يحتوي على مركبات قوية مضادة للفيروسات كانت قادرة على القضاء على الفيروسات في دقائق. ولذا فهي شديدة القوّة عند مقارنتها بمركبات أخرى مضادة للفيروسات رأيتها في نباتات أخرى.» ويضيف الدكتور جاسم بقوله إن البحث الآن جارٍ عن مستحضر أساسه منتجات التمر يساعد على التئام القروح. ويرى أن إيجاد مستحضر على شكل مرهم قادر على ذلك. ويؤكد والدي الشيخ محمد بن ناصر العبودي هذه المعلومة بقوله في كتاب «معجم النخلة في المأثور الشعبي» أن قدماء المصريين كانوا يستعملونه في تطهير جثث الموتى لأن النواة تحوي مواد دهنيّة بنسب تتراوح بين 8.5% إلى 10.5% «. ويذكر أيضاً أن نوى التمر أصبح يدخل في صناعات عديدة مثل صناعة الصابون للاستخدام العام ولعلاج بعض الأمراض الجلدية وفروة الرأس. وحسب نشرة منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة التي بعنوان: « منتجات نخيل التمر Date Palm Products» فإن التركيب الكيميائي لنوى التمر، والذي يذكره الوالد أيضاً في كتابه، هو: رطوبة (5-10%)، بروتينات (5-7%)، زيوت (7-10%)، ألياف خام (10-20%)، نشويات (55-65%)، رماد (1-2%). ويبدو من هذه النشرة أن محتوى النوى من النشويات، التي تشكّل أكثر من نصف وزن النوى، يتألف في مجمله من النشويات المركّبة والقليل منه سكريات. ومحتوى النوى من المعادن كالبوتاسيوم والفسفور والمغنيزيوم والكالسيوم جيّد، ومحتواه من الصوديوم قليل. وغنى النوى بالنشويات المركبة والمعادن النافعة وقلّة السكريات والملح فيه يجعل امكانية استغلاله في الاستهلاك الآدمي ممكن للاستفادة أيضاً منه كمادة خام واعدة في قدرتها الكامنة للقضاء على الفيروسات. وفي كتاب الوالد: «معجم النخلة في المأثور الشعبي» ذكر لمجموعة من المنتجات تًظهر الاستفادة من مسحوق نوى التمر، ومن أهمها قهوة النوى التي تحضّر عن طريق نقع النوى في الماء لمدّة 72 ساعة ليزداد وزنها بمقدار 25%. وقد يتم نقعها لمدّة أسبوع بحيث يزيد حجمها بمقدار 50%. وبعد النقع يحتاج النوى إلى تكسير ليسهل تحميصه ثم طحنه. وفي معرض النخيل والتمر الذي أقيم مؤخراً في أبو ظبي وجدت منتجاً من نوى التمر، وهو بديل القهوة نوى التمر من إنتاج «تمور الطلع الوطنيّة» من سلطنة عًمان (وقد سمعت أن مصنعاً في الاحساء يسوّق قهوة النوى)، وطعمها ورائحتها يشبه طعم ورائحة القهوة سريعة التحضير. وقهوة النوى ممتازة لمن يرغب في الاستمتاع بالقهوة من دون التعرض لأضرار الكافيين. هذه المعلومات تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع.