يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي للسل الذي يصادف هذا العام يوم الخميس 19 ربيع الآخر 1432ه الموافق 24 مارس 2011م حيث يأتي الاحتفاء هذا العام تحت شعار... "في مسيرة دحر السل: من مكافحة السل إلى استئصاله" وذلك بهدف تكريس الجهود لمكافحة هذه الآفة وتقييم وتحليل الوضع الراهن والوقوف أمام الإنجازات التي تحققت لمكافحة انتشار هذا المرض وكذلك مستجدات العلاج والسل المقاوم الأدوية علاوة على التغيرات التي طرأت على خصائص هذا المرض، صرح بذلك الأستاذ الدكتور توفيق بن أحمد خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، وأضاف بأن هذا اليوم قد اختير لإحياء ذكرى اكتشاف الدكتور روبرت كوخ، في عام 1882، الجرثومة المتسبّبة في الإصابات بالسل. وكان ذلك الاكتشاف الخطوة الأولى نحو تشخيص المرض وعلاجه، وقد وضعت منظمة الصحة العالمية، برنامجاً يهدف إلى الحد من معدلات وقوع السل ووفياته بنسبة الضعف بحلول عام 2015م. واستطرد الدكتور خوجة قائلاً بأن المشكلة التي تقلق كل من يعنى بمكافحة السل في العالم هي انتشار الجرثومة المقاومة للعلاج والأخطر من ذلك هو ظهور حالات من المرض تدعى السل شديد المقاومة للعلاج حيث يصعب علاجه حتى باستعمال الأدوية الحديثة، ويجب معالجة هؤلاء الأشخاص المصابين بعقاقير ذات تكلفة مرتفعة و لمدة أطول تتراوح بين 18 إلى 24 شهرا. وقال المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بأن دول مجلس التعاون أول من قام بمبادرة التخلص من السل والتي تستهدف خفض معدل وقوع الحالات بين المواطنين إلى 1 لكل 100 ألف من السكان أو أقل من وذلك بحلول عام 2010م من العام الماضي، وكانت أو مبادرة مشتركة على الصعيد العالمي للتخلص من السل كان ذلك في الاجتماع الأول لمسؤولي برامج مكافحة السل في دول مجلس التعاون والذي عقد في مسقط عام 1996م بمشاركة منظمة الصحة العالمية، وقد لاقت هذه المبادرة التقدير والمباركة من قبل معالي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، كما أن دول مجلس التعاون قد تبنت التوصيات الصادرة عن الاجتماع السادس حول مبادرة التخلص من السل في دول المجلس والذي عقد في مسقط في عام 2005م وتم تحديد ضابط اتصال من كل دولة ليكون حلقة الوصل مع المكتب التنفيذي والعمل على تفعيل وتسريع الخطوات المتخذة للوصول إلى الأهداف المطلوبة. وكان المكتب التنفيذي بالتعاون مع الصحة العالمية قد قام بعقد ورشة عمل حول أولويات بحوث السل وفيروس العوز المناعي البشري وذلك لوضع استراتيجية خليجية مستقبلية في هذا الخصوص حيث هدفت الورشة إلى مراجعة التوصيات السابقة الصادرة على مستوى دول الخليج بخصوص البحوث في مجال لإيدز والسل وتحديد الفجوات المتعلقة بتنفيذ هذه التوصيات، وتحديد أولويات بحوث السل بهدف تقوية إجراء المكافحة الحالية في إطار البرامج الوطنية... وقد خرجت هذه الورشة بإجماع دول الخليج على أهمية القضاء على مرض السل وفيروس نقص المناعة البشرية ودعم المبادرة الخليجية (جعل شبه الجزيرة العربية خالية من السل / فيروس نقص المناعة البشرية) ليصبح هدفاً قابلاً للتحقيق، وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق نسبة شفاء 95% من حالات السل، وانخفاض معدل الإصابة بمرض السل الرئوي الإيجابي إلى 100.000/1 بحلول عام 2015، والاندماج الكامل لبرامج مكافحة السل وفيروس نقل المناعة البشرية في الرعاية الصحية الأولية، وضمن النظام الصحي الوطني، والسماح للفحص شامل للفئات المعرضة لمخاطر الإصابة بالسل وفيروس نقص المناعة البشرية.