يفيدنا الباحثون في مركز (Robarts Research Institute) التابع لجامعة ويسترن أونتاريو أنه يوجد صلة وصل بيولوجية بين الاجهاد والكآبة والقلق، على المستوى الجزيئي. ونجح هؤلاء الباحثون في تطوير جزيئية، ذات المفعول المثبط، سيتم تسخيرها مستقبلاً لعلاج هذه الأمراض، ذات الجذور النفسية! في الحقيقة، يفتح تطوير هذه الجزيئية الأبواب أمام جيل ثوري من الأدوية. وسيتم استعمال هذه الأدوية لاستهداف مناطق معينة بالدماغ بصورة انتقائية وأكثر فاعلية لمحاربة الكآبة، في المقام الأول. وتكمن الخطوة القادمة، بعد بناء الآلية البيولوجية الجزيئية المناسبة، في دراسة أفضل الطرق لتحويل الجزيئية الجديدة، التي تتمتع بمفعول مثبط، الى دواء قابل للتسويق وقادر على اخماد شرارات هذه الأمراض النفسية الثلاثة التي تصيب الملايين حول العالم. تتمثل الآلية البيولوجية الجزيئية المكتشفة في تفاعل بين مستقبلات عامل افراز هرمون الكورتيكوتروفين، معروفة باسم (CRFR1)، وأنواع خاصة من مستقبلات السيروتونين، معروفة باسم (5-HTR). يذكر أن عامل إفراز هرمون الكورتيكوتروفين تحرره الخلايا الغدية العصبية (Neuroendocrine cells)، المقيمة في الهيبوتالاموس، رداً على الضغوط النفسية. في الواقع تعمل مستقبلات عامل افراز هرمون الكورتيكوتروفين على زيادة عدد مستقبلات السيروتونين (5-HTR) على السطح الخلوي لأعصاب الدماغ. بما أن تنشيط مستقبلات (CRFR1) يؤدي الى القلق، رداً على الاجهاد، وفي ضوء علاقة مستقبلات السيروتونين في الاصابة بالكآبة تبرز الدراسة تشابكاً بيوكيميائياً بين الكآبة والقلق والاجهاد عبر تحفيز عدة آليات دماغية مشتركة.