يشارك عدد من أبرز الاستشاريين السعوديين من عدة تخصصات في إجراء عملية فصل للتوأم السيامي السعودي (رنا ورنيم) واللتين تشتركان في منطقة الرأس في عملية صعبة ومعقدة تستغرق 18 ساعة متواصلة وبنسبة نجاح 60% وذلك صباح أمس الأحد 5 رجب 1435ه الموافق 4 مايو 2014م في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لوزارة الحرس الوطني بالرياض. وقال رئيس الفريق الطبي لعملية الفصل استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور أحمد الفريان: أن التوأم السعودي (رنا ورنيم) ولدا بعملية قيصرية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في شهر اغسطس 2011م ومنذ ولادتهم وهما تخضعان لعناية خاصة حيث تم إجراء العديد من الفحوصات ومنها القسطرة لأوردة وشرايين الدماغ، ووجد الفريق الطبي المشرف على حالة التوأم إلتصاق كبير وشديد بين رأسي التوأم وخصوصا في الأوردة. اكتشف الأطباء حينها أن جزء من دم رنيم يرجع إلى رنا وأن جزء من دم رنا يرجع إلى رنيم، وهذا مما صعب قرار إجراء عملية فصل الرأس بين الطفلتين لوجود احتمال النزيف في هذه الحالة وهذا مما تسبب في تأخير إجراء عملية الفصل النهائية حيث انتظر الأطباء نمو الأنسجة. ولفت الدكتور الفريان إلى أن صعوبة هذه الحالة جعلت الفريق الطبي حينها يستعين بالأستاذ الدكتور جيمس قودريتش أستاذ ومدير قسم جراحه الأعصاب للأطفال في مستشفى مونت فرو في كليه ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك والذي شارك الفريق الطبي في العمليات الثلاث السابقة لعمليه الفصل النهائي وهو خبير في مثل هذه الحالات حيث نصح بتكوين نموذج ثلاثي الأبعاد مصنوع من البلاستك مقارب لوضع الأوردة والشرايين للمخ والرأس كما بدت في صور الأشعة في شركة طبيه متخصصة وذلك للمساعدة في رسم خطة العمل الجراحي للتوأم السعودي (رنا ورنيم). وأضاف الدكتور أحمد الفريان أن أعضاء الفريق الطبي وبعد دراسة حالة التوأم من كافة جوانبها قرر أن عملية الفصل ممكنة عبر أربعة مراحل بدأت المرحلة الأولى في شهر ابريل من عام 2013م تم فيها قص الأوردة ما بين دماغي الطفلتين ووضع شريحة من السليكون بين الدماغين وقد تمت العملية حينها بنجاح ولم تحدث أي مضاعفات ولله الحمد. وبعد شهر كانت المرحلة الثانية وفيها تم فصل ما تبقى من الأوردة وفصل جزء من الشرايين الواردة من دماغ الطفلة رنا إلى دماغ رنيم وتمت بحمد الله أيضا بنجاح وبدون مضاعفات. أما المرحلة الثالثة فكانت في شهر أكتوبر 2013م وكانت من أصعب المراحل وتم فيها فصل الجزء الثالث من الأوردة والشرايين وجزء من الدماغ المشترك بين الطفلتين وتم وضع شريحة سيليكون بين الطفلتين وتمت العملية بنجاح رغم تأثر الطفلة رنا بضعف مؤقت باليد اليمنى زال بعد فترة ولله الحمد. ويضيف الدكتور الفريان انه بعد نجاح المراحل الثلاث حدد الفريق الطبي شهر مايو 2014م موعدا لإجراء المرحلة الرابعة والأخيرة والتي سيتم فيها عملية فصل التوأم (رنا ورنيم). وقد واصل الفريق الطبي متابعته الدقيقة لحالة التوأم حيث استطاع استشاري الأشعة والتدخل الإشعاعي الدكتور رياض العقيلي خلال الفترة الماضية أن يغلق جزء كبير من الأوردة في الجزء الرابع بين الدماغين وهي المرة الأولى التي تحصل في تاريخ فصل السيامين الملتصقين بالرأس ان استشاري الاشعة يدخل بالقسطرة ويغلق الأوردة مما يساعد في عملية الفصل وتكوين أوردة بديلة بين الدماغين. ونوه الدكتور الفريان إلى أن عملية فصل السياميتين (رنا ورنيم) اشترك فيها منذ البداية فريق كامل لا يمثل فيه الجراح إلا قرابة 25% فقط بدءا من قسم النساء والولادة ممثله بالدكتورة صفيه السلطان والتي اشرفت على حاله الأم والأطفال إلى حين ولادتهم، وطب الاطفال ممثلين بالدكتور محمد الشعلان والدكتور سليمان العلولا والذين قاموا منذ ولادة التوأم بجهود كبيرة في العناية والمتابعة حتى ما بعد عملية الفصل، وكذلك الدكتور رياض العقيلي من قسم الأشعة والذي كان له الفضل، بعد الله، في إغلاق الأوردة والشرايين. والدكتور نزار الزغيبي والدكتور محمد جمعة من التخدير وكذلك من الجراحة التجميلية الدكتور مناف العزاوي والدكتور ناصر الهديب وكذلك فريق العناية المركز الدكتورة هالة عالم وزملاءها وكذلك فريق التمريض اضافة إلى قسم جراحة المخ والأعصاب والتي سيشترك 6 منهم في هذه العملية وهم الدكتور أحمد الفريان والدكتور مرداس العتيبي والدكتور معتصم الزعبي والدكتور محمود يماني من مدينة الملك فهد الطبية والدكتور علي بن سلمه من مدينة الملك سعود الطبية. وبهذه المناسبة رفع معالي المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني المشرف على العيادات الملكية الدكتور بندر القناوي شكره وتقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه على دعمه وتوجيهاته الكريمة كما شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران وصاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني على دعمهم المتواصل لخدمه المريض.