ترتفع أيادي أبناء المملكة، اليوم الأحد 4 مايو، بالدعاء للتوأم السيامي "رنا ورنيم"، المشتركتين في منطقة الرأس، واللتين دخلتا في عملية "معقدة" تستمر 18 ساعة متواصلة، بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض. من جانبه، لفت رئيس الفريق الطبي في عملية الفصل استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور أحمد الفريان إلى "أن التوأم السعودي وُلدتا بعملية قيصرية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض في شهر أغسطس 2011، ومنذ ولادتهما وهما تخضعان لعناية خاصة". وأضاف: "تم إجراء العديد من الفحوصات ومنها القسطرة لأوردة وشرايين الدماغ، ووجد الفريق الطبي المشرف على حالة التوأم التصاقًا كبيرًا وشديدًا بين رأسي التوأم، وخصوصًا في الأوردة"، بحسب صحيفة "اليوم" في عددها الصادر اليوم الأحد 4 مايو. و وفق "عاجل" أشار الفريقان إلى أن الأطباء اكتشفوا حينها أن جزءًا من دم رنيم يرجع إلى رنا، وأن جزءًا من دم رنا يرجع إلى رنيم، ما صعّب قرار إجراء عملية فصل الرأس بين الطفلتين؛ لأن احتمال النزيف في هذه الحالة وارد جدًّا، وتسبب في تأخير إجراء عملية الفصل النهائية حيث انتظر الأطباء حتى تنمو الأنسجة. ويتم الاستعانة في هذه العملية بالدكتور جيمس ريتش، أستاذ ومدير قسم جراحة الأعصاب للأطفال في مستشفى مونتفرو بكلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، والذي شارك الفريق الطبي في العمليات الثلاث السابقة لعملية الفصل النهائي، وهو خبير في مثل هذه الحالات. ونصح "مونتفرو" بتكوين نموذج ثلاثي الأبعاد مصنوع من البلاستيك مقارب لوضع الأوردة والشرايين للمخ والرأس، كما بدت في صور الأشعة في شركة طبية متخصصة، وذلك للمساعدة في رسم خطة العمل الجراحي للتوأم السعودي (رنا ورنيم). وبعد دراسة حالة التوأم من كافة جوانبها، تقرر إمكانية إجراء العملية على أربع مراحل، الأولى بدأت في شهر أبريل 2013، وتم فيها قص الأوردة ما بين دماغي الطفلتين، ووضع شريحة من السيليكون بين الدماغين، وبعد شهر كانت "الثانية" وتم فصل ما تبقى من الأوردة، وفصل جزء من الشرايين الواردة من دماغ الطفلة رنا إلى دماغ رنيم، وتمت أيضًا بنجاح. أما المرحلة الثالثة فكانت بشهر أكتوبر الماضي وتعد "أصعب" المراحل، وتم فيها فصل الجزء الثالث من الأوردة والشرايين، وجزء من الدماغ المشترك بين الطفلتين، وتم وضع شريحة سيليكون بين الطفلتين، وأيضًا تمت العملية بنجاح رغم تأثر الطفلة رنا بضعف مؤقت باليد اليمنى زال بعد فترة. وذكر الفريان أنه بعد نجاح المراحل الثلاث حدد الفريق الطبي شهر مايو 2014، موعدًا لإجراء المرحلة الرابعة والأخيرة، والتي سيتم فيها عملية فصل التوأم (رنا ورنيم). يُذكر أن هذه العملية تحمل الرقم (33) في سلسلة التوائم السيامية في المملكة، واستمرت أكثر من عام عبر أربع مراحل.