أتحدث اليوم عن رجل القيم العميقة والمبادئ القيِّمة.. أكتب عن الرجل الوقور ذي الابتسامة المضيئة.. أكتب عن المُعَمِّر السعودي؛ الذي عاش 115 عاماً وتوفاه الله قبل أيام.. أكتب عن إنسان عاش مع كل الأجيال يتداول معهم القصص عن أمكنة سعودية عانقها.. عاش (...)
من أرض مكةَ.. من نجرانَ.. من هَجَرِ
من الرياضِ التي يشتاقها عُمُرِي
من القطيف.. إلى أبها وزينتها
قلبي سينبضُ حبّاً مشرقَ المطرِ
أنا السعوديُّ في علياءِ بسمتهِ
أعانقُ الريحَ ضوءً مشرقَ الوترِ
في كل عامٍ لنا غيمٌ بساحتهِ
يُراقصُ الكونَ مشتاقًا إلى (...)
مخرجات القيل والقال المُفضية إلى النميمة وأخواتها، أقل ما يمكن وصفها ب«هوس الثرثرة».. فالهدرة الزائفة التي تبث الشقاق والعداء وتمزق العلاقات الاجتماعية؛ خوض في الخصوصيات واقتحام لها بلا معنى ولا جدوى.. هؤلاء المنافقون غير المنضبطين الذين لوّثوا (...)
مثل ناي حزين
كانت الثقوب تزين ظهري
أنا الهاربة من جيب العالم
التائهة مثل أعمى
أولد من النهايات المشوهة
حيث انسياب الحقائق
وموت الرغبة
أحيا مثل حصاة مرمية على الطريق
في الشارع الذي يؤدي إلى العدم
المطلي بأقدام الفقراء والبائسين
لذلك أنا أعرف كيف يصبح (...)
يبرز اسم علي الحازمي صوتاً متميزاً، إذْ تجسد قصائده الثراءَ العاطفي والعمقَ الثقافي اللذين يميّزان الشعر المعاصر في الشرق الأوسط. ومجموعته الشعرية (شارع في جدار) تدعو القراءَ إلى عالمٍ تتعايش فيه التقاليدُ والتحولات في توازن دقيق، ومنذ الخامسة عشرة (...)
لو قُدّر لي أن ألتقط مشهداً من حياتي، وأعلقه في مكان عالٍ ليراه الناس جميعاً، لما اخترت سوى هذا المشهد:
أنا عائد من المدرسة، عقب ظهور نتيجة الصف الرابع الابتدائي. في يدي اليسرى شهادة بيضاء، من ذلك النوع الذي تُصفّ فيه الدرجات من الأعلى إلى الأسفل، (...)
1
سأبدأ من بعيد ما دام الكلام عن الشعر.
إذا صح القول من أن الطفل يتأثر وهو في الرحم بأمه ومحيطه، فإنني إذن ولدتُ وترًا مشدودًا وإيقاعًا رائقًا؛ فقد كانت أمي -رحمها الله- تُغَنّي في معظم أوقاتها. هي شاعرة، وإذا صح لنا أن نسمي من يقرأ ولا يجيد الكتابة (...)
ويسكب من حبره حسرات وأفراح
وآخر ينصت أو يقرأ
في إعجاب، وفي حيرة أَحْيانًا
القصيدة اثنان
من يكتب غِناءً وَخَوْفًا؟
ومن يتساءل أَحْيانًا
اثنان شريكان، حتى لا تموت
الأول في مأزق حلو المذاق
والثاني في ابتسامة عابرة تجلو المكان
القصيدة ليست (...)
ونحن على مقربة من شهر رمضان الكريم، الذي قربت إطلالته المباركة، لعله يكون من الصيام المستدام الإمساك عن خطل الأقوال والأعمال الذميمة، كل عام وكل يوم وأنتم بخير.
يتناهى إلى أسماعنا أراجيف من القيل والقال، والهمز واللّمز، وسفاسف الأمور؛ يتبرع بنقلها (...)
بالأمس القريب وبعناق حميم بين الإنسان والمكان، تجلت أبهى صور الوطنية والبهجة.. احتفلنا لأول مرة ب«يوم التأسيس» على يد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله، قبل 300 عام.. هذا اليوم المجيد له أبعاد ومعانٍ مهمة لا تُختصر في عجالة أو احتفال.. إنها هوية ومجد (...)
لم أجد من يغسلني. أرى من حولي، وأسمعهم وهم يبتعدون عني. وضعوني فوق نعش، ثم أخذوني ووضعوني في الثلاجة. كنت مسجّى على نعش خشبي، بعد أن لفّوني بكفن، ومن ثم في كيس بلاستيكي.
أنا أكره الأماكن الضيقة والظلام الحالك. ذكرني هذا المكان بجهاز الرنين (...)
لا تُورث الحكمة، وإن بُنيتْ في صحراء. فالصحراء تدسّ أسرارها في جوفها إذا وصلتها الجُموع ودنا منها الصُنّاع. لا تستريح إلاّ للندّرةِ، والمُخاتلة.
نهارُ المدينة الهائلة انتصرَ دونما نِزال، أتربتهُ منعت الطير، وأجبرت المسافر على المُقام في حواشيها (...)
شعر رقيق النبرات، تأملي المسار، يرتكز على أبيات متعددة الموضوعات، ذلك الذي يقدمه الشاعر العربي علي الحازمي للقراء في مجموعته الشعرية «وشم الفراشة»، التي ترجمتها عن الإنجليزية في إيطاليا الشاعرة كلاوديا بيتشينو، ونشرتها دار «Il Cuscino di (...)
تطير فراشة لتحط فوق الجلد العاري، فوق القلب. في خفقان نحو التحرر، كما في مشهد من فيلم شهير، تحلّق في سفر الذاكرة.
حين تبدو أجنحة الفراشة هشة، يفضل الشاعر وشمها على الأثواب. هل يمكن لوشم أن يرمم المشهد؟ أكاف هو رسم او مداد ليقود الذكريات؟
تشكل قصائد (...)
عليك أن تعلم بأنّك مقبل على عمل خاص ومختلف جداً، عندما تختار قراءة رواية «رجل الشتاء»، وإلاّ سيصعب الاستمرار في صفحاتها.. هذا ما تبادر لي وأنا أنتهي من هذا العمل، وأتأكد أنّ يحيى امقاسم لم يخيب أمل كل من قرأوا «ساق الغراب» وفتنوا بها. لقد قدّم لهم (...)
دمعة هربت من عينِ أبي
مودّعة جثّةً أخرى
جاءهُ الموت:
يمتطي حماراً قزحياً
يدخّن سيجارةً ويضحك
مهرجٌ مملّ
بأنفٍ أحمرَ كرويّ
كهذا الكونِ المُدمّى
أرى الدمعة في السقوط العظيم
صورٌ متآكلة
داخل قطرةِ ماءٍ مقدسٍ
ترجفُ في الهواء لتسقط في البيت ذاته
أمام (...)
ذهب آخر آبائي لنزهته الخالدة في رحاب الغفور الرحيم، ودّع دنيانا بالأمس، قبل أنْ أفِي بوعدي وألقاه. والدنا محمد بن صالح الشيبة آل سدران اليامي -يرحمه الله-، الشّهم الذي عاش حياة لا مثيل لها وغادر كاعتذارات النبلاء.
عن الرجل الذي كان أكثر الناس ثباتاً (...)
الفتى الذي سحرته أضواء النيون أو حفريات في ذاكرة المكان: بمعول الذاكرة يشق الأستاذ عبد الله الكعيد أخاديد المكان باعتباره فضاء سيكولوجياً موغلاً في الحميمية. فمن (الخرج) مسقط رأس السارد ينطلق الفتى الذي يتولى عملية السرد بضمير الغائب نحو الرياض، حيث (...)
عرفت في الآونة الأخيرة موجة من النقد الأدبي الحديث التي تتناول النص الأدبي كوحدة روحية مستقلة ، بينما شرعت الأقلام خارج النص المؤطر بقصد معرفة ابعاد الحالة الشعورية واللحظة الميتافيزيقية لكاتب النص،وهذا النوع من النقد لا يعنى بالمسافة الزمنية بين (...)
منذ اليوم الأول الذي استعاد فيه الملك عبدالعزيز وطن آبائه وأجداده وشعبه، والشعب الوفي أضحى يحتفي بهذه الذكرى المهيبة، مواطنين ومواطنات، وأصبحت عادة سنوية يتوارثونها، وذكرى عزيزةً يتذكرون فيها أمجاد الشموخ.
فهنا آثار خُطى لمن سبقوهم من المخلصين (...)
تتهادى قصائد ديوان الشاعرة السعودية آسية العماري (بشأن وردتين)* إلينا بخطوات رشيقة، ولكن عندما نقترب منها، نجد أنها تحلق بنا بين أكاليل من ورود تعانق صباحات وتهامس الغيم، وتبكي عند المساءات، تلك القصائد التي تتكشف لنا تارة بملامح قصائد تفعيلة وتارة (...)
يقودنا صالح زمانان في مجموعته الجديدة ‘'عائد من أبيه''، والمهداة إلى روح أبيه الراحل، إلى منطقة لا يتجلى فيها الموت تجسيداً لعالم مفارق، بقدر ما هو تعديل للحياة في انزياحاتها المتعددة عبر الذات والأشياء والكائنات، بحيث يتجاور الذاتي واليومي والهامشي (...)
أيُّ الخيانات هذي؟ لستُ أعرفُها
هل يُخْلِفُ الدّمعُ ميعادًا مع الشّجَنِ؟
هل أبرقَ المطرُ المجنونُ يقذفُني؟
تركتُ قلبي على عطفٍ من الفننِ
تناثرَ العطرُ حتّى الموت وانطفأَتْ
كواكبُ اللّيل حتّى آخرِ المدنِ
أبكي ولم يبكِ لي أهلٌ ولا أحدٌ
وحيدةٌ مثلَ (...)
كان ولا يزال (أستاذ قيادة الإعلام والتعليق والتطوير الرياضي المثقف الشامل ) الأستاذ علي داوود على صهوة جواده، فارساً مولعاً بركوب الخيل.. كلما عاد من جوانياته امتطى جواده الأدهم وذهب إلى حيث (ذلك النغم الإنساني ) ..
إلى المزارع المتاخمة لشواطئ (...)