عرفت في الآونة الأخيرة موجة من النقد الأدبي الحديث التي تتناول النص الأدبي كوحدة روحية مستقلة ، بينما شرعت الأقلام خارج النص المؤطر بقصد معرفة ابعاد الحالة الشعورية واللحظة الميتافيزيقية لكاتب النص،وهذا النوع من النقد لا يعنى بالمسافة الزمنية بين المبدع والنص كون أحادية الشعور الميتافيزيقي بين النص وزمنه مرتبطة بالأثير الشعوري الآني المتسرب في اللحظة الشعورية للنص، وكثير من النقاد مولع بالهوس حول كيفية بناء النص الأدبي كونه بعيدا عن الحالة الشعورية للكاتب، وهذه نقطة اساسية تخالف منهج النقد الأدبي. ولعل ما يهمنا قوله هو كون النص حالة شعورية تخضع لعوامل متعددة في نفس الكاتب وكون الحالة الشعورية حالة انفرادية متغيرة من آن لآخر ومن زمن لآخر في نفس المبدع او الكاتب ؛ بمجمل القول نقول ان الإستثناء الحادث في النقد الأدبي اليوم لا يستقيم عليه الحال ما دام النص بمعزل عن القراءة النقدية التي تتوغل في ابعاد النص الميتافيزيقية والتي تعنى بالدرس الآني للنص. ومع ذلك فإن حركة النقد الأدبي اليوم لا تثير كثيرا من الشجون ولا تسترعي اهتمام الجمعية كونها خارجة عن اطار مدلول الحداثة لتغييرها لواقع الإبداع وكون بعض النقاد محصورين على طرق معينة في التعبير وهذا ما هو حادث في الحركة النقدية هذه الأيام. ولا سبيل لبلوغ الدرس الأدبي ككل الا بمعرفة الكيفية البنائية للحدث التعبيري ومدلوله في النص المقترح دراسته وبحثه، وعلى هذا تتم الحركة الإحداثية في النقد الأدبي.وبمجمل القول نقول اذا لم تساير الحركة النقدية في النص الأزمنة المبتكرة في المخيلة الإبداعية ويوافق بذلك مد التفكير الآني للكاتب والا فقد النص جزءا مهما من دراسته وتلاشى بموجبه عامل الإستقراء النصي المبتكر وسار بموجبه النقد على غرار النقد القديم المجانب لكثير من إحداثية النص الإبداعي المتسرب في الذاكرة.. ...........................................