تصاعدت حدة التوترات في كرة القدم المصرية بعد إعلان النادي الأهلي تهديده بالانسحاب من بطولة الدوري الممتاز، اعتراضًا على تعيين طاقم تحكيم محلي لمباراة القمة أمام الزمالك، وجاء هذا التصعيد بعد بيان رسمي أصدره النادي، أكد فيه رفضه خوض اللقاء إلا بعد استقدام حكام أجانب، متهمًا اتحاد الكرة ورابطة الأندية ب"التخبط وسوء التنظيم". بداية الأزمة وتصعيد الأهلي بدأت الأزمة عندما قرر اتحاد الكرة تعيين حكام مصريين لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وهو ما رفضه الأهلي، مطالبًا بحكام أجانب، ووفقًا لبيان النادي، فإن موقفه يأتي بسبب "الأخطاء التحكيمية المتكررة التي أثرت على نتائج المباريات"، مشيرًا إلى أن قراره ليس موجّهًا ضد نادٍ بعينه، بل دفاعًا عن نزاهة المنافسة. وأكد البيان أن الأهلي لن يتراجع عن موقفه، مهددًا بالانسحاب من البطولة إذا لم يتم الاستجابة لمطلبه، وهو ما وضع اتحاد الكرة ورابطة الأندية في موقف حرج، خاصة مع تأكيد الزمالك استعداده لخوض المباراة في موعدها المحدد. عقوبات محتملة في حال انسحاب الأهلي وفقًا للوائح الاتحاد المصري لكرة القدم، فإن انسحاب الأهلي من الدوري قد يؤدي إلى عدة عقوبات، أبرزها غرامة مالية تصل إلى 10 ملايين جنيه مصري إذا انسحب من البطولة، وخصم ثلاث نقاط من رصيده إذا انسحب من مباراة واحدة، إضافة إلى اعتباره مهزومًا بنتيجة 0-2، إلى جانب احتمال هبوطه إلى دوري القسم الرابع في حالة الانسحاب الكلي. مراقبون: الأزمة تكشف فشل الإدارة الرياضية في مصر ويرى محللون رياضيون أن هذه الأزمة تعكس فشل الإدارة الرياضية في مصر في إدارة البطولات المحلية، مشيرين إلى أن مثل هذه المشكلات تشوه صورة مصر رياضيًا وتضعف جاذبية الدوري المصري للاستثمارات الخارجية، وتهدد استضافة مصر للمنافسات الدولية، حيث قال الناقد الرياضي أحمد السعيد في تصريح ل "جريدة الشروق": "ما يحدث في الكرة المصرية يعكس خللًا إداريًا كبيرًا. عندما يصل الأمر إلى أن أحد أكبر الأندية في أفريقيا يهدد بالانسحاب بسبب سوء التنظيم التحكيمي، فهذا يعني أن هناك أزمة حقيقية في منظومة الكرة المصرية". وبدوره، اعتبر المحلل الرياضي محمود عفيفي في حديثه ل "اليوم السابع" أن الأزمة تعكس غياب التنسيق بين اتحاد الكرة ورابطة الأندية، مضيفًا: "لماذا لا يتم اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة من البداية؟ كان يجب أن يكون هناك تنسيق مسبق بشأن طاقم التحكيم، بدلاً من الوصول إلى مرحلة التصعيد والتهديد بالانسحاب". انعكاسات الأزمة على الكرة المصرية وتسببت هذه الأزمة في إحراج كبير للكرة المصرية، خاصة أن الدوري المصري يُعد من أقوى الدوريات في أفريقيا، ومثل هذه الأزمات تؤدي إلى تراجع الثقة في منظومته. كما أن تكرار المشاكل التحكيمية قد يدفع بعض الأندية للمطالبة بالتحكيم الأجنبي في جميع المباريات، مما يزيد من الأعباء المالية على الاتحاد المصري لكرة القدم. هل تتدخل الدولة لحل الأزمة؟ مع تصاعد الأزمة، تتزايد الدعوات لتدخل وزارة الشباب والرياضة لحل الموقف، خاصة أن استمرار الأزمة قد يؤثر على جدول الدوري وإيرادات البث التلفزيوني، ورغم أن الوزارة لم تصدر بيانًا رسميًا حتى الآن، إلا أن مصادر مقربة أشارت إلى أن اجتماعات مكثفة تُعقد خلف الكواليس لمحاولة احتواء الأزمة قبل أن تصل إلى نقطة اللاعودة.