في 11 مارس 1937م أصدر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أمره بالموافقة على قرار مجلس الشورى رقم "354"، الذي أقر فيه مقاس العَلَم السعودي وشكله، ومن هذا المنطلق، نص الأمر الملكي الكريم الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في 9 شعبان 1444ه، الموافق 1 مارس 2023م على: "أن يكون يوم 11 مارس من كل عام يومًا خاصاً بالعلم، باسم (يوم العلم)"، وهي المناسبة الوطنية الغالية التي نعيشها هذه الأيام، لقد جاءت اللفتة الكريمة من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- تجاه العلم السعودي نظراً لأهميته كمظهر من مظاهر الدولة السعودية وقوتها وسيادتها، وما يرمز له من معاني التلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية. إن عَلَمنا السعودي يحمل الكثير من المضامين الوطنية التي ينبغي تبيانها لشباب الوطن بجنسيه، فهذا العلم الخفاق يحكي قصة ملحمتنا الوطنية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ منذ العام 1137ه حتى اليوم، إن هذه الملحمة تتسيد المشهد التاريخي منذ نشأة الحضارة البشرية، فهي تحكي قصة شعب بناء ملتف حول قيادته، وقيادة عادلة وضعت شعبها على رأس اهتماماتها، ما أنتج لنا هذه المعادلة الرائعة من الولاء والانتماء. يحكي هذا العلم كذلك قصة كفاح مؤسس المملكة -رحمه الله- الذي بذل أكثر من ثلاثين عاماً مع رجاله في توحيد هذا الكيان الشامخ عسكرياً، وقضى بقية عمره في تحديث الدولة وتطويرها، هذا التوحيد الذي أفضى إلى قوة الدولة، وكرامة مواطنيها والنماء، والرخاء الذي ننعم به اليوم. يحكي هذا العلم الخفاق لنا اليوم وللعالم أجمع قصة دولة احتلت مكانتها العالمية بجدارة حتى أصبحت رقماً صعباً في النظام العالمي الحديث، ويكفينا فخراً أن تتفاوض الولاياتالمتحدة اليوم مع روسيا وأوكرانيا بشأن إنهاء إحدى أخطر الحروب العالمية اليوم، وهذا العلم وهو رمز العدل والسلام يزين قاعة المفاوضات هذه في أرض المملكة، يحكي لنا هذا العلم أن دولتنا كانت وما زالت رمزاً للسلام والاعتدال والحفاظ على النظام العالمي.