تكاد تكون الزحمة هي صفة معرض بيروت اللصيقة في دورته التاسعة والخمسين (من 28 تشرين الثاني- نوفمبر حتى 10 كانون الأول-ديسمبر). فمن زحمة سير خانقة في الخارج إلى تدافع الحشود في الداخل، يقف الزائر في حيرة من أمره: من أين انبعث كلّ هؤلاء القرّاء؟ في (...)
في «مديح لنساء العائلة»، يستكمل الكاتب الفلسطيني محمود شقير (مواليد القدس 1941) حكاية بدأها في روايته السابقة «فرس العائلة» عن أسرة بدوية تتفرّع من عشيرة «العبد اللات»، تنتقل من طور البداوة إلى الحياة القروية فالمدنية. لكنّ منّان، إبن محمد العبد (...)
ما إن خمدت العاصفة التي أثارتها السرقة «الموصوفة» عن كتاب «الرواية العربية، المتخيّل وبنيته الفنية» (دار الآداب، 2011) للناقدة والروائية يمنى العيد، حتى حصلت فضيحة جديدة تمثلّت بسرقة أخرى سافرة عن كتاب «في الرواية، وقضاياها» (دار الغدير، 2011) (...)
لم تتكلّم سارة الجاك عن أعمالها الأدبية، حين التقيناها في بيروت، إنما عن كنوز القصّ والحكي في السودان. تواجه السؤال عن كتاباتها بكلام عن الرواية السودانية وكتّابها. هي تدرك حجم الهوّة بين السودان والدول العربية الأخرى، لذا فإنها تحاول دوماً أن تُضيء (...)
رواية واحدة كانت تكفي لتصنع من الصحافي الفرنكوفوني كمال داود روائياً «نجماً» في فرنسا وخارجها. وليست النجومية في حالته مبيعاً وصوراً وتوقيعات فقط، إنما هي اعتراف نقدي بروائي جديد يملك حرفة الكتابة وأدواتها. اختار داود واحدة من أهمّ روايات الأدب (...)
إذا كانت سيمون دو بوفوار تساءلت في «الجنس الثاني» عن أسباب عدم تكتّل النساء معاً في مواجهة واقع ذكوري مفروض عليهن، فإنّ جمانة حدّاد تسأل في كتابها الجديد «الجنس الثالث» عن أسباب عدم تكتّل الإنسانية، بذكورها وإناثها، في وجه مجتمعات مكبّلة بأغلال (...)
مع «لغة السرّ» (2004)، أنهت الروائية اللبنانية نجوى بركات مشروعاً روائياً اتخذ من القسوة تيمة أثيرة له. هكذا جاءت روايات «يا سلام» و «باص الأوادم» و «لغة السرّ» أشبه بثلاثية عبّرت فيها بركات عن خوفها من خطر لا تعرف ماهيته، لكنه آتٍ لا محالة. وإزاء (...)
غالباً ما يتحدّث ألبرتو مانغويل عن المكتبة بصفتها عالماً للفرص. ولا شكّ في أن ما يقول هو انعكاس لتجربة شخصية عاشها، هو الصبيّ الذي منحه تركيب الأحرف في طفولته المبكرة فرصة أن يشعر بتفوقه، قبل أن تحقّق له مكتبة بورخيس- التي عمل فيها قارئاً للكاتب (...)
إذا كانت الدراما تقوم على ثلاثية الكاتب - المخرج - الممثّل، فإنّ عاملاً آخر دخل المعادلة ليكسر الهرم بمثلثه التقليدي. موسيقى المسلسل المعروفة ب «الشارة» أو «التتر» كانت عنصراً مهماً في الأعمال الدرامية العربية، لكنّها اليوم تجاوزت دورها «المُكمّل» (...)
لا يكتفي الجزائري أمين الزاوي بأن يكون روائياً، فهو يرى نفسه مناضلاً ثقافياً على اعتبار أنّ لا دور للمثقف إن لم يكن حاضراً في المسائل التاريخية المفصلية. ولكن في مسألة اللغة فقط، اختار الزاوي ألاّ يكون طرفاً في النزاع الثقافي الطويل بين من يكتبون (...)
حين تكون الحرب جزءاً من حياة الإنسان تصير الإحتمالات كلّها ممكنة. أن تعيش بذراعٍ واحدة، بعين من زجاج، بوجه لا يبتسم... بل واردٌ أيضاً أن تموت ثمّ تنبعث فيك الحياة قبل أن تموت عن حقّ. هذا على الأرجح أوّل انطباع تخرج به من المجموعة القصصية الأولى (...)
في مشهد يجمع بين «ياسمين» (نادين نسيب نجيم) و«تيمور» (تيم حسن) على متن يخته الخاص، يحصل ما يشبه التواصل الموقت بين بطلي مسلسل «تشيللو» للمخرج السوري سامر البرقاوي. نظرات الرغبة تُقابلها نظرات خوف، مسافة شعورية يجيد الممثلان التعبير عنها بخطاب داخلي (...)
تستكمل جنى فواز الحسن في روايتها «طابق 99» (منشورات «ضفاف ودار الاختلاف») ثورة كانت بدأتها في «أنا هي والأخريات» (وصلت إلى اللائحة القصيرة لجائزة البوكر العربية) ضدّ مجتمع موبوء بشتى أنواع الآفات والعلل. لكنّ الكاتبة اللبنانية الشابة تخلّت هذه (...)
قبل أن يُبحر القارئ في مذكرات الشاعر اللبناني الفرنكوفوني صلاح ستيتيه الهائلة بحجمها ( نحو 700 صفحة)، لا بدّ من أن يقف مندهشاً، بل حائراً أمام عنوان اختاره المؤلّف من كلمة فرنسية غامضة تكاد تكون عصيّة عن الترجمة هي Extravagance. فالمرادفات العربية (...)
حدثان ثقافيان تعجّ بهما مدينة بيروت أواخر كلّ عام. تفصلهما مسافة زمنية قصيرة حتى يكاد يكون الثاني امتداداً للأول. ومع اقتراب موعدهما، تتولد فجأة حماسة هائلة في نفوس اللبنانيين، الشعب الذي يتفاخر دوماً ب «ثقافة» هي أصلاً غائبة عن اهتماماته اليومية. (...)
بعد حوادث العراق الأخيرة وتهديد المسيحيين وتهجيرهم من مدنهم، عادت رواية «يا مريم» ليتردّد صداها بين القرّاء والمهتمين بالشأن الثقافي العربي، باعتبارها من أبرز الروايات التي تطرح موضوع الطائفية الدينية بهذه الجرأة. وعلى رغم أنّ الزمن الذي قضاه كاتبها (...)
تحكي الأساطير العربية القديمة أنّ طائراً كان يخرج من رأس القتيل أو عنقه، فيظلُّ ينوح عند قبره إلى أن تأخذ عشيرة المقتول بثأره من قاتله، فيطير ويختفي في الفضاء الرحب. وقد عُرف هذا الطائر في المعتقدات العربية ب «طائر الصدى»، تسمية اختارها الكاتب (...)
«أنا نفسي لم أتوقّع هذه الجائزة. لم أكن أتوقعها البتة»... بهذه الكلمات علّق الروائي باتريك موديانو على فوزه بجائزة نوبل للآداب، خلال مؤتمر أقيم في صالون دار غاليمار. وهذا التصريح إن يدلّ، فعلى تواضع وحياء تتسّم بهما شخصية كاتب يؤثر الظلّ على الضوء، (...)
بين العزلة والانتظار، يبني صموئيل بيكيت فضاء مسرحيته المعروفة «نهاية اللعبة» (منشورات الجمل، ترجمة الشاعر بول شاوول). فراغ لانهائي يتحكّم بحياة أربع شخصيات، من عائلة واحدة، يعيشون في عزلة واحدة عن العالم. عزلة شبه تامّة توضح معنى العبثية عند بيكيت (...)
لا تنطلق رواية الكاتبة البحرينية رنوة العمصي «الزيارة» (دار الآداب) من الحدث المفاجئ نفسه، بل من الوصف الذي يقدمه النص لهذا الحدث. زحمة ناس وسيارات تتوافد إلى الحيّ الصغير، هذا يُزيّن البلاكين باللمبات المضيئة وذاك يحمل صناديق زجاجات المشروبات (...)
لا يتخلّى الكاتب اليمني حبيب عبدالرب سروري في روايته الجديدة «ابنة سوسلوف» (دار الساقي) عن لغته النقدية الثائرة. فهو يمزج بأسلوبه المعتاد، بين تاريخ اليمن المعاصر والواقع الذي يشهد تسلّل الأفكار الظلامية «الداعشية» إليه. هكذا جاءت روايته، كما (...)
يُثير الكاتب اللبناني اسطفان روكز في روايته «زاوية النسيان» (الدار العربية للعلوم- ناشرون) قضية إنسانية بأبعاد فلسفية تُزاوج بين الرمز والواقع. فالموت- ثيمة التصقت طويلاً بكتابات روكز ولا سيّما في «موت متواصل» و «قارئ المستقبل»- يحضر أيضاً في روايته (...)
ظاهرة جديدة يشهدها عالم الفايسبوك عربياً عنوانها «تحدي الكتب»، لكنّ روادها، وهم كتاب وروائيون ونقاد، لا يرمون بدلو ماء أو ركام على رؤوسهم كما في مبادرة «تحدي الثلج» او «الركام»، بل يتنافسون على تسمية عشرة كتب كان لها أثر كبير في حياتهم. هنا (...)
قد يصعب على أيّ كاتب سوري، في لحظة متأزمة كهذه، أن يواصل أعماله الإبداعية، شعرية أكانت أم سردية، متحرراً من ثقل الواقع الراهن وقسوته. فما تمرّ به سورية منذ ثلاثة أعوام ولّد قلقاً عميقاً لدى معظم السوريين، إمّا على ضياع وطنٍ كان يجمعهم، أو على ضياع (...)
لم تكن الجزائرية ربيعة جلطي تطمح إلى مزيد من الشهرة والحضور الأدبي، حين اختارت أن تتجّه من عالم الشعر إلى النثر، إنما كانت تُحقق رغبة دفينة في رسم شخصيات وحيوات وأمكنة وأزمنة أخرى تتوازى مع عالم واقعي تعيشه. فجاءت روايتها الأولى «الذروة» (2009) (...)