قديماً قالوا إذا أردت أن تعيش عاماً، فازرع بذرة.. وإذا أردت أن تعيش عقداً من الزمن، فازرع شجرة.. وإذا أردت أن تعيش كل الحياة، فثقف الناس ووعيهم، وخذ بأيديهم نحو الحقيقة والتي أعدها بر الأمان، وطوق النجاة، وسفينة نوح لمن ارتضي لنفسه أن يتحمل مسؤولية (...)
يُحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل، وطُلب منهم أن يستكشفوا ما الفيل؟، فتحسسوه، وبدأ كل منهم في وصفه، فخرج الأول وقال: الفيل هو أربعة أعمدة على الأرض، وقال الثاني:الفيل يشبه الثعبان بالضبط، وشبه الثالث الفيل بالمكنسة، وحين وجدوا أنهم (...)
و.ض. و.ح ، أربعة أحرف منفردة، لكنك لو جمعتها ووضعتها بنفس الترتيب لتكونت لك كلمة تضيء دربك مثل الشمس، فحديثي لكم اليوم عن الوضوح والذي يعد من أهم سمات الشجعان في العمل الإعلامي، هؤلاء الذين لا يخشون شيئاً سوى احترامهم لجمهورهم ورضاهم عن أنفسهم، فما (...)
همست في أذنه ليهدأ .. ولم يفعل، أحضرت له كأساً من العصير البارد لأهدئ من روعه .. دون جدوى، بل ظل غاضباً .. ثائراً .. منفعلاً، فأخذته بعيداً عن أعين الحضور وسألته عن سبب انفعاله، فوجدته سبباً تافهاً لا يستحق ردة الفعل هذه، وحتى ولو كان سبباً آخر كبير (...)
نأى بنفسه بعيداً عن الشبهات، وأبى إلا أن يكون نزيهاً شريفاً عفيفاً، أحدثكم هذه المرة عن صحفي شاب ابن مسؤول كبير في هيئة دولية مرموقة تربطني به علاقة عمل، والذي رفض مساعدة رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها، حينما وضع اسمه مجاملةً لوالده على تحقيق صحفي (...)
مايولا جيوفانا الباحثة الإيطالية والمدربة الدولية في مجال دراسات الإعلام والاتصال السياسي والاجتماعي، الاسم الذي أتذكره حتى الآن، ومحاضرتها التي خصصتها لنقد بعض الممارسات الإعلامية في الوطن العربي والتي لا تزال تعلق بذهني بتفاصيلها الدقيقة، فلا يمكن (...)
لمع زميل لي في عالم الصحافة الرياضية، وكلما تذكرته أدعو له بالتوفيق، وكل ما حل ذكره أُثني عليه وأشيد به؛ لأنه كان لماحاً، فلن أنسى له حينما كنا في دورة في الصحافة المتخصصة، وكان هناك شق عملي لمادة الإخراج الصحفي نتلقاه بإحدى دور الصحف، وإذ بسكرتير (...)
قصة قصيرة قرأتها مصادفةً ذات يوم فوقفت أمامها طويلاً، فقررت أن أسردها لكم اليوم لتنقلنا إلى سمة مهمة من سمات الإعلامي الناجح، بل واعتبرها قمة النجاح وقبلة التميز، وهي تحكى أنه كان هناك مدير شركة يتجول دوماً داخل مكان العمل، ويتحقق مما يفعله موظفوه، (...)
فَخ ذكي لم يفطن له الكثير منا، وضعه لنا أستاذ مخضرم في إحدى امتحانات الدكتوراه، حيث قام بافتتاح ورقة الامتحان بتوجيه كٌتب بخط صغير في صدر الورقة يقول فيه: أجب على سؤالين اثنين مما يلي على أن يكون الثالث أحدهم، ففرح الجميع لاعتقادهم أن الامتحان (...)
عادة صديقي المؤرخ الكبير، كلما جمعتنا جلسة حولها بذكائه لمحاضرة تاريخية، وهذه المرة وضع يده على كلمة من وسط جمله قالها صديق مشترك جالس بيننا وهي كلمة (العبقرية)، وذكر لنا أسطورة وادي عبقر، والتي تقول أنه وادي تسكنه شعراء الجن منذ زمن طويل، واختتم (...)
ضمني زميل لي يعمل مديراً لمحطة فضائية عربية كبيرة إلى لجنة اختبار مذيعين جدد يرغبون في انضمام بعضهم لفريق العمل في القناة، فانصب تركيز زملائي أعضاء لجنة الاختبار على مقومات واشتراطات المذيعين النمطية المعروفة، أما أنا فكان تركيزي منصب في اتجاه آخر (...)
صرح مصدر مسؤول…جملة قرأتها في متن تقرير صحفي منشور بإحدى الصحف الإلكترونية عن مستقبل العمل الخيري بالمملكة، ولما قرأت تفاصيل التقرير، وجدت أن التصريح على لساني، فانزعجت من جراء ذلك، لأني لم أتفوه بثمة كلمة مما نشر، وبرغم عدم أهمية الموضوع أمسكت (...)
شاركت أثناء زيارتي لدولة عربية شقيقة في حفل أعده بعض الزملاء الصحفيين في صحيفة كبيرة هناك، لرئيس التحرير، الذي تجاوز سن التقاعد، مُسلِّماً الراية من بعده لأحد تلاميذه.
وما بين كلمات الوداع المؤثرة، والمشاعر الجياشة، والأمنيات الصادقة، والدعوات (...)
سمعتُ صغيري يهمس في أذن أخته بجملة، وقال لها بصوت منخفض هذا سر بيني وبينك، وبعدما لاحظا وجودي في الغرفة، نظرا إلى بعضهما البعض، وحاولا أن يغيرا الموضوع بسرعة.
فقال صغيري لأخته وهو يبتسم ويهز رأسه: لم يعد سراً بل أصبح الآن خبراً.
فقالت له بسرعة: (...)
ذهب صاحبي في يوم لإحدى الجامعات السعودية، حيث كان مدعواً في ندوة علمية حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وأثناء دخوله القاعة استوقفه أحد مشاهير السوشيال ميديا الذي كان حاضراُ بغرض التغطية ، وأمسك المشهور يد صاحبي اليسرى بيده اليمنى، بينما كان يمسك هو (...)
دق ثلاث دقات على الباب وانتظر، هذا أدب دخول البيوت والذي علمنا إياه ديننا الحنيف، فما بالك بمن يدخلون عليك بيتك دون استئذان!!
نعم دون استئذان، فبتحريك الجوال أو بضغطة زر واحدة تضغطها أنت أو أحد أفراد أسرتك يقتحمون بيتك، ويناقشون قضاياك، ويشغلون (...)
خاب وخسر من مَر عليه الزمان، ومضت من حوله الأيام، واختفت من بين يديه السنون ولم يتبارَ ويدخل في منافسة شريفة مع زملاء مهنته للوصول إلى الأفضل، فعلمتنا الحياة أن العمل الإعلامي درب لا يخلو من العواصف والمطبّات، أشواكه سامة تمزّق جسد النجاح، وهو ممر (...)
حضرت مع صديقي حاتم؛ وهو مدير لمؤسسة إعلامية كبيرة، اجتماع عمل بمقر مؤسسته؛ وهو معروف منذ نعومة أظافره باللين واللطف والطيبة والرقي في التعامل، وبعد أن وضع فنجان القهوة بنفسه أمامي، أمسكت بيده ضاحكاً وقلت له أأنت يا حاتم أصبحت مديراً لهذه المؤسسة (...)
جمعتني جلسة مع أحد أساتذة الطب النفسي الكبار بصحبة صديق إعلامي مشترك بيننا بأحد الكافيهات المشهورة على ضفاف نيل القاهرة الساهرة، وبعد دقيقتين تقريباً جاء عامل المقهى المسؤول ليسألنا عما إذا كنا نريد أن نأكل أو نشرب شيئاً، ولو كان يعلم ما ينتظره ما (...)
ثوانٍ معدودة من لقاء تلفزيوني شاهدته قدراً لمذيع يستضيف أحد الخبراء الأمنيين على إحدى الفضائيات العربية، يناقشان أكثر قضايا المنطقة عمقاً، وأشدها تعقيداً وهي قضية الأمن الوطني، لاحظت خلال هذه الثواني التي خطفتها أذناي من الحوار أنه لا يوجد قاسم (...)
بينما أنا منهمك في كتابة مقالي الأسبوعي، بعدما اختلست ساعة واختليت بنفسي في مكتبتي بعد يوم طويل شاق، وإذ بصغيري الذي لا يتجاوز عمره الثمانية أعوام، يخطو نحوي خطوات بطيئة، فلم أشعر به إلا عندما ارتفع صوته وهو يتلعثم في قراءة كلمة في مقدمة المقال – (...)
أحبة أفاضل.. كوادر إعلامية كبيرة من جنسيات مختلفة، كنا قد انتهينا من جلسة ختامية جمعتنا سويًّا في أحد المؤتمرات حول أخلاقيات العمل الإعلامي، والتي كان لي شرف المشاركة فيها بورقة علمية حول التزام الإعلامي بأخلاقيات المهنة… بين الحرية والمسؤولية، (...)
تعلمنا في الصغر أن حروف الهجاء ثمانية وعشرون حرفاً تقع بين الألف والياء، ومنها تتكون الكلمة التي هي في اصطلاح النحاة اللفظة الواحدة التي تتركب من بعض الحروف الهجائية وتدل على معنى مفرد.
وحينما كبرنا أدركنا ما لم نكن ندركه صغاراً بأن للكلمة أهمية (...)
مما لا شك فيه أن الثورة التقنية التي طالت الإعلام، قد أحدثت فيه تغييراً فِي الفكر والأدوات، وخطت به خطوات كبيرة فِي الوصول للجمهور والتأثير فيه.
ولعل من أبرز مَا تمثلت فيه هذه الثورة التقنية كان فِي مَا سمي ب"الإعلام الجديد New Media"، أو كما يحلو (...)
عرَّفت دائرة معارف العلوم الاجتماعية الأزمة بأنها: "حدوث خلل خطير ومفاجئ في العلاقات بين الشيئين"؛ فيما عرفها وليم كونت بأنها: "النقطة الحرجة واللحظة المناسبة التي يتحدد عندها مصير تطور ما".
وحين ننظر للأزمة نجد أنها تتمايز عن مفاهيم أخرى؛ فهي ليست (...)