الدين عقيدة وإيمان يجيب على أسئلة البشر دنيوياً وفي الآخرة، بينما السياسة فن ودهاء تتبدل بتغير المصالح. حين يركب الديني موجة السياسة فهو يعلن بكل وضوح تخليه عن تعاليم الرب وتبنيه أفكار البشر التي لا تخلو من الأخطاء إذ الحكمة تقول "حلول الإله كاملة (...)
أذكر أنني قد كتبت هنا قبل زمن طويل لا أذكر متى تحت عنوان "الواشي الاليكتروني" وقت كانت المنتديات في الشبكة العنكبوتية في أوج نشاطها وإقبال المستخدمين من كافة الأعمار عليها. معظم ما كان يكتب في تلك المنتديات طروحات سطحيّة تكتبها أشباح اليكترونية إن (...)
قبل أن يشطح خيال أحدهم ويوسوس له شيطان التخريب أو دعاة الفلتان الأمني خُبثاء الأهداف سأُبادر في فاتحة حكاية اليوم توضيح العنوان وأنني أعني منع أسباب دخول السجن بالقضاء على الجهل والبطالة وهما بعض وسائل منع الجريمة، وبالتالي انتفاء أسباب وجود السجون. (...)
في الصين كان ممثلو الحزب الشيوعي الصيني يُلزمون الفرد الذي يخرج عن التعليمات الصادرة من الحكومة بممارسة ما يُسمى " النقد الذاتي " ويُفرض على الخارج عن التعليمات تقديم إّما تقارير مكتوبة أو شفهيّة أمام مندوب الحزب وبالتفصيل عن اعترافه بالذنب أو الخطأ (...)
أذكر في بداية الثمانينيات الميلادية أي قبل حوالي 30 عاماً وحينما فاض الكيل بالناس من تجاوزات رجال المرور أن تم التفكير بإصدار دليل مكتوب يُحدد الخطوط العامة وكذا التفاصيل فيما هو مطلوب منهم فعله وما هي المحذورات عليهم.. نظام المرور لم يُحدد كيفية (...)
إذا كانت القوانين والأنظمة التي لها مساس مباشر بحياة الناس ومصالحهم لا تُنفّذ بالشكل المطلوب فما بالك بالمشاريع والقرارات والأوامر التي تصدر إلى الأجهزة الخدمية؟
لنقرأ التالي: "أوضح التقرير أن نسبة المشروعات المنفذة بلغت تسعة وثلاثين في المئة (...)
هب أن وزيراً في دولة من دول العالم الثالث خالف النظام فهل يجرؤ أحد من التنفيذيين مجرّد سؤاله لماذا خالف ناهيك عن التفكير بتطبيق النظام عليه.إن النظام في مثل هذه المجتمعات يُطبق فقط على الضعفاء وممن لا سند أو ظهر لهم، لهذا تجد الناس كل الناس لا تحترم (...)
متى أُنشئت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ، وكذا هيئة حقوق الإنسان في بلادنا؟ لا ضير لو قلنا: أُنشئت حديثاً بل حديث جداً. السؤال الثاني هل الناس هُنا لم تك تعرف حقوقها وفجأة عرفوها؟؟ الجواب سيتضح من خلال سياق حكاية اليوم التي أخذتُ أُقلّبها ذات اليمن (...)
كانت الناس تتندّر على النشرة الجويّة في تلفزيوننا رغم أحلى الأماني التي يختتم بها مُقدّم النشرة أيام زمان. اليوم تغيّرت النشرة كُليّاً بوجود شباب مؤهل ومتخصص. نقلوا مفهوم التوقعات الجوية من نشرة شكليّة إلى حقائق واقعية.
عقيل العقيل أحد هؤلاء (...)
يُحكى عن الفيلسوف طاليس حسب رواية المفكر العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه "مهزلة العقل البشري" أنهُ (أي طاليس) كان يتأمل في السماء وهو يمشي غائب الذهن فسقط في البئر حيثُ ألهتهُ السماء عن رؤية الأرض التي يمشي عليها. إذاً هدف البحث في الإنسان وفي (...)
كنّا وما زلنا مبهورين بحضارة الغرب ، علومهم ومخترعاتهم. كان التواصل على مدى تاريخ العرب الطويل مع الغرب هو السبب في هذا التعلّق والإعجاب. مبكراً حضروا لمنطقتنا كمستعمرين فتطبعت الشعوب العربية ببعض طباعهم وتبنت ثقافاتهم. بعد نهاية حقبة الاستعمار بعثت (...)
قلتُ وأقول بأن العودة لبعض أفكار الأسلاف ومقولاتهم تُحبط الهمم. سأضربُ مثلاً بالشعر الذي يُعبر عن فكر الأمّة وثقافتها. يقول زهير بن أبي سلمى :
وأعلمُ ما في اليومِ والأمسِ قَبْلهُ
ولكنني عن عِلمِ ما في غدٍ عَمِي
العربُ بصفةٍ عامّة لم يُعرف (...)
حين ينظرُ أحدنا للحياة من زاوية عاطفية بحتة يقع في المآزق. فالحياة اليوم بكل تعقيداتها تحتاج إلى رؤية ثاقبة وعقل ناقد. كل فرد في المجتمع يعتقد بأنه مُلم بقضايا الأمة وهمومها. لهذا تراه يطرح الحلول لكل مشكلة. لا بأس في هذا فكلّ له الحق في طرح ما يراه (...)
هنالك فرق شاسع مابين الإثارة والاتزان. ومن هنا تظهر شخصية الإنسان. فهناك -أشخاص أو كيانات - من يسعى للإثارة منهجاً في سبيل إيصال أهدافه أو أفكاره أو مصالحه ومصالح غيره. وهناك من يختط الحقيقة المُجردة يقولها بكل نزاهة رغم إدراكه بالمتاعب والعداوات (...)
تأتي أفواج القبائل والعشائر لمجلس الملك مستنكرةً فعل البعض من الشباب المغسولة أدمغتهم لتتبرأ من أفعالهم. لا أقصد أحداً بعينه إنما المشهد يفرض وجوده. كان هاجس المجتمع بمُجملهِ قبل يوم الجمعة الفارط 11مارس 2011م، عن شكل وقوّة تحرك الشارع (...)
حسب طريقة الناس هنا على الاسترشاد بالفتوى حتى في أمورهم الهامشيّة أبدأ بسؤال : أيجوز للمراجع مصافحة فضيلة القاضي ؟ إذا كان الجواب لا، أوضحوا للناس كل الناس في مداخل جميع المحاكم أن " لا مُصافحة للقاضي " . أما إذا كان نعم يجوز مصافحته ولا بأس في ذلك، (...)
وصف أطلقه الكاتب المصري الساخر محمود السعدني رحمه الله على أهل الحناجر الصارخين ليل نهار في الوسائل الاتصالية والمنابر. أثناء ثورة الشارع في تونس وتلاها ميدان التحرير بالقاهرة برزت ظاهرة أهل الحناجر المسمومة فأينما تنقّلت بين الفضائيات تجدهم بوجوههم (...)
لخّص الفرنسي كوسيديير( 1808-1840) الفكرة بقوله إن النظام ينبغي صُنعهُ من الفوضى، بمعنى أن القوانين والأنظمة حين تُقرها السُلطات التشريعية في بلدٍ ما تستمد قوتها من تطبيقها خصوصاً حين تسود الفوضى ويصبح الفلتان وليس القانون هو سلاح الأقوى . حين يضرب (...)
لنتأمل حجر الزاوية بعين العقل ، ونتساءل كيف يمكن إقناع النشء في أيّ أُمّة كانت بالتشارك مع بقيّة الأمم في إعمار الكون وهم يؤمنون في دواخلهم بأنهم الأفضل والأقدر وخير الأمم قاطبة؟ لقد قيل لهم بأنهم من يمتلك الحقيقة المُطلقة! ما الداعي إذاً للجد (...)
ليسمح لي الصديق الكاتب الصاخب بأناقة المغربي إدريس أبو زيد استعارة العنوان الذي تصدّر مقالته منذ سنوات خلت في جريدة الأسبوع المغربية وسبب اختياري لذات العنوان أنني لم أجد أصدق تعبيراً عن حالتنا اليوم في ظل انفلات حبل الفتاوى غير عنوان زميلنا أبو زيد (...)
ما أجمل أن تجد المواطن هو الذي ينتفض ضد الفساد والأجمل أن تكون مبادرته تلك تسترشد خطوات ملك الإصلاح عبدالله بن عبدالعزيز حين أمر بتشكيل لجنة يحق لي تسميتها (اللجنة الفورية لمُساءلة كائن من كان) التي استبشر بها الجميع لتكون خطوة مُهمة في مسيرة قمع (...)