هب أن وزيراً في دولة من دول العالم الثالث خالف النظام فهل يجرؤ أحد من التنفيذيين مجرّد سؤاله لماذا خالف ناهيك عن التفكير بتطبيق النظام عليه.إن النظام في مثل هذه المجتمعات يُطبق فقط على الضعفاء وممن لا سند أو ظهر لهم، لهذا تجد الناس كل الناس لا تحترم الأنظمة ولا الجهات المُطبقة لها، وبدورها تتساءل تلك الأجهزة وبكل سذاجة لماذا لا يحترم الناس النظام ؟ فيرد الناس ولماذا لا تُطبق الأنظمة على الكل سواء بسواء. ثم هناك أمر آخر وهو ضياع قيمة العدل . قيل ان المشنقة لم تُنصب إلا للبائسين دلالة على غياب العدالة بين بني البشر. إن أسوأ شعور يمكن أن يجتاح الفرد هو وقوعه ضمن دوائر العقوبات بينما يرى غيره يرتكب ذات المخالفات ويخرج منها دون مساءلة تُذكر وبرأس مرفوع. لنتمعّن في تفاصيل الخبر الآتي : فرضت سلطات بلدية لندن غرامة مقدارها ما يعادل نحو 194 دولاراً، على الرئيس الأميركي باراك أوباما لعدم دفعه رسوم الازدحام خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى بريطانيا. وقالت صحيفة " الصن " إن الغرامة فُرضت على سيارة الرئيس أوباما المعروفة باسم (الوحش)، بعد أن طالبه رئيس بلدية مدينة لندن دفع رسوم الازدحام البالغة 10 جنيهات إسترلينية على سيارته وجميع السيارات المرافقة له. ومعروف أن بلدية مدينة لندن تفرض رسوم الازدحام على كل سيارة تدخل إلى مناطق وسط لندن أثناء ساعات الدوام الرسمي من الاثنين إلى الجمعة.(جريدة الرياض). هل عرفنا الآن لماذا هذه الأمم تحكم العالم وتُسيطر على مقاليد القوّة فيه ؟؟ ليست فقط حكاية ديمقراطية أو حقوق إنسان وبقية الحُريات الأخرى إنما بتساوي كل البشر أمام القانون فلا فرق بين مسؤول كبير في الدولة أو أبسط مواطن فيها.ألم نسمع ونقرأ عن كبار المسؤولين في تلك الدول يقدمون الاعتذار علناً ثم يستقيلون في حالة ثبوت مخالفات تهرّبوا منها أو استغلوا سلطاتهم لتحقيق مصالح شخصيّة؟؟ إذاً سرّ قوة أي أمة في تحقيق العدل بين الناس وتطبيق مفهوم السواسية كأسنان المشط غير هذا لا مناص من الارتكاس في قاع قُفّة الأمم.