الدين عقيدة وإيمان يجيب على أسئلة البشر دنيوياً وفي الآخرة، بينما السياسة فن ودهاء تتبدل بتغير المصالح. حين يركب الديني موجة السياسة فهو يعلن بكل وضوح تخليه عن تعاليم الرب وتبنيه أفكار البشر التي لا تخلو من الأخطاء إذ الحكمة تقول "حلول الإله كاملة بينما حلول البشر ناقصة غير تامة". مناسبة قولي هذا ما يدور اليوم من جدل حول دخول حزب أو هو (ميلشيا) يدعي الانتماء للدين كاسم بينما هو غارق لأذنيه في وحل السياسة ثم تاه في دهاليزها. هو بالتحديد ما يُسمى ب (حزب الله) تأسيسه المكاني الجمهورية اللبنانية لكنه في الواقع ينتمي عقيدة ومذهباً وروحاً لإيران. بالفعل تركيبة عجيبة: ارض معظم سكانها ينتمون لدين غير الإسلام بعيدة جغرافياً عن أرض فارس يتحدث الناس فيها اللغة العربية وبعض الفرنسية واعتقد لو سألت أهل الجبل هناك عن عاصمة إيران قطعاً لن يعرفوها. إذاً كيف نبت هذا الحزب وترعرع في هذا المكان بالتحديد؟ هذا ما يجعل اللغز يتفكك عقدة إثر عقدة. أتمنى من أهلنا الشيعة في بلادنا أن يفرقوا بين المذهب الذي نحترمه وبين ألاعيب هذا الحزب الذي أُفتضِح أمره حينما كان يدعي قادته أنه وجد من أجل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي واليوم وجدناه يقف في صف توجهات الأعداء بكل وضوح. تدعي إيران أنها تقف في وجه (الشيطان الأكبر) بينما الأحداث اليوم تؤكد بأنها تصافح يد هذا الشيطان من تحت الطاولة وحيث أن حزب الله مكتب مفضوح لوزارة الخارجية الإيرانية في لبنان وهذا يعني أن مقاتلي الحزب ومليشياته كتيبة صهيونية بلباس عربي إسلامي يتلقى الأوامر شكلياً من طهران بينما التعليمات مرسومة بدقة من غرفة عمليات الحرب في (تل أبيب). كاتب هذه السطور لا يقف في صف الأحزاب السياسية الدينية مثل جيش النصرة الارهابي ومثله القاعدة وحزب الله المخادع لهذا تمنيت وكم تمنيت لو تُرك الشعب السوري يعالج أموره بنفسه دون تدخل من أحد.