إلى امبرتو إيكو الذي أوحت لي محاضرته "حلم اللغة المثالية" بهذه القصة
كان البناؤون بدأوا في الارتفاع إلى قمة البرج التي يعملون عندها منذ ساعات الصباح الأولى، وحين وصلت إلى الموقع، بعد أن قطعت حوالى الألف كيلومتر من السفر المضني، لم يكونوا وصلوا بعد (...)
كان الولدان سامي وسلوى يجلسان في حال ملل بعد أن خرج والدهما للتعزية في وفاة زميل للوالد مات إثر اصابته بالجمرة الخبيثة، ولم يكن أمام الولدين ما يفعلانه، خصوصاً وأن والدهما كان قد وقّع عليهما عقاباً منذ الأمس. فوضع جهاز التلفزيون في كارتونة اغلقها (...)
كان مصطفى يمشي الهوينى في شوارع القاهرة غير عابئ بشيء، بعد أن تأكد من أن مشاعره، هذه المرة، لم تخنه، وأن حب ناتاشا قد تمكن منه لدرجة أنه لا يزال يحس بطعمها في فمه، ويده، وأحضانه، على رغم أن اللقاء نفسه لم يستمر سوى ثوانٍ، لحظات، ابتسمت خلالها ناتاشا (...)
"انظر هناك... أنظر"
قال جورج، السائق الهندي، وأنا أرى على وجهه علامات مختلطة: قليل من الذعر، وبعض السخرية، والعجب.
قلت مأخوذاً:
- "ماذا؟".
قال وهو يقود السيارة بسرعة أكبر:
- "هذا الرجل الكبير ذو العوينات!".
قلت:
- "أين؟".
قال:
- "إنه هناك في تلك (...)
لأنه كان قد مر بتجارب مريرة، لم يكن يتصور أنه بالإمكان أن يعيش هذه اللحظات التي ظن انها انتهت من العالم، لم يكن يصدق أن ما يهزه الآن هو محض ما يسمونه الحب. هكذا، بهذه البساطة، وهو عائد من لقائها يحس ان روحه ترفرف بعيداً، وأنه سعيد، سعيد حقاً، وأن (...)
كان من الممكن، لو أردت أن اساير موجة الإدعاء السائدة أن يكون العنوان في صيغة "الرواية العربية الجديدة"، لكن عدتي المعرفية، كما هي عليه، أصغر من ذلك الطموح، فعلى رغم انني تربيت على كوني عربياً منذ نعومة اظافري، لكن هذا لا يبرر لي أي ادعاء، ففي بلدي (...)
كانت عينا يوسف قد دمعتا وهو يغلق باب شقته غصباً عنه لا لشيء، إلا لأنه رأى جارته أم صابر تعنف صغيرها صابر، الى درجة أنه لم يحتمل النظر، خصوصاً وأنه لمح في يدها سكيناً من ذلك النوع الذي يخشى مجرد الإمساك به، لا استعماله.
ما أن نزل يوسف السلم ووضع (...)