عبث جامد عانق جسده وطعم الغبار قد لامس صفحة وجهه فقد صحا قبل أن يتيقظ من نوم غير هادئ جلب له أحلاماً مزعجة تركض خلف ظهره بوحشية يتبرأ منها كل من يشاركنا العيش فيها على هذه الأرض الفسيحة من مخلوقات لازالت تحافظ على كرامة بني جنسها ولكن هل هذه أحلام تتهيأ له؟ .. أم أحجار بركانية يرى لعابها حقيقة ماثله أمام عينيه تسيل منه وإليه .. جر معه خطواته المثقلة بما يعتريها من زلازل ومحن إلى أن وقف بجسده المترهل أمام تلك المغرورة الصامتة التي كانت كذلك إلى أن تحينت الفرصة السانحة لتنقض على رقبته الزرافية البلهاء وتنفض عنها إليه تساؤلاتها المرة .. من أنت؟ .. أنا إنسان ! حقاً أنت كذلك .. ألا تخجل من هذه الإنسانية التي تفتخر أن ترتبط بها وتتبرأ هي منك أن تدمى .. وتهان .. وتداس .. وتعلك إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام عينيك ثم تشيعها بيديك إلى مثواها الأخير .. إذن أين أنت منها وهي مدفونة ونعالك يبعثر ما فوقها من تراب .. أخبرني مرة أخرى من أنت؟ .. أنا رجل ! هل حقاً أنت كذلك في زمان تشابهت فيه الأنوثة بالذكورة ، أنا لا أقبل منكِ هذا الكلام فصمتك كان دوماً لدينا حكمه فما أجملك وأنت فقط تنظرين إلينا بعيون ناعسة ونحن فقط نقف أمامك نطأطئ رأسنا لنظهر أقبح مافينا على أنه جميل .. هل هذه المرة تعاتبني على أنني أغير في الموازين وأقلب الحقائق .. ربما أنت كذلك ولكن صدقيني لايحدث ذلك إلا بإرادتنا وما أجهلها من إرادة .. أخبرني إذن إلى أين أنت ذاهب .. ولماذا؟ .. لكي أقف لك طويلاً بإرادتي ! وهل لديك إرادة .. نعم .. فمن حقي أن أجعلك تزحزحني لا تكسر على أصابع قدميك وربما أدميك وصدقني لا أحاول أن أفعل ذلك خاصة لجسد ليس به دمٌ أو بالأحرى لإنسان يراق دمه كل لحظة! أنت في هذا الصباح فيلسوفه ! المهم أنا ذاهب لأرتشف قهوتي مع صديقي ونتكلم قليلاً عن العيون الخضراء في وله القصيدة . التزمت هذه المرة الصمت المطبق .. حاول أن يحدثها .. أن يداعبها .. أن يغازلها ولا حياة لمن تنادي هل ماتت ذلك ما يأمله فقط من عالمه المجنون وهو متعب فحينما تنظر إليه في كل مرة يلفظ أنفاسه ألف مرّة ولكن ذلك ما لا تأمله في زمان لم يعد فيه لصائدي التماسيح فائدة ولا لمدربي الخيول فائدة ولا لعاشقي الظباءِ فائدة !! . فيا نزيف الصمت أغسل الأزهار قبل أن تغسل الموتى لأن الربيع ربما يمر من هنا وعندها قد لا تموت في الزحام رائحة الأريج . ومضة :- من شعر فاروق جويده: لاتسأليني .. كيف ضاعَ الحبُّ منا في الطريق ؟ يأتي إلينا الحبُّ .. لاندري لماذا جاء .. قد يمضي .. ويتركنا رماداً من حريق فالحب أمواجٌ .. وشطآنٌ وأعشابٌ .. ورائحةٌ تفوح من الغريقْ .