ومضت تلك الفاتنة مضت وهي تسكب بوحها على انتشاءة الحنين مضت ببراءة نحو آفاق السعادة اللامتناهية رُبما إلى شمال سعيد أوجنوب أسعد في ظل مشاعر وضاءة تبعد عنها التيه لنشد اللقاء الصادق ، مضت وهي تلتحف السماء بنداء مدهش يتوق إلى هدير البحر وشهوة البكاء ، مضت وهي توغل في المدى نحو الصدى ليورق الظل في ضوء الندى . مضت وأعينها فرحة بالرغم من لوعة حزنها المشوبة بعاصفة الفراق .. فراق وكرها الطبيعي المتأرجح بين نغمات صيفها وهدهدة ذلك الشجن الذي يحبو فوق هام السحب وغيم حوله ولا مطر . ألم قد يصدها عن البوح المطلق لذاتية منطقها وهي تعلم تماماً بأنها مثل تلك التي هاجرت لتوّها . ارتاحت قليلاً مع نفسها ومع تلك التي غادرتها على أمل العودة لتتبصّر الأشياء بعينيها المجردة بعيداً عن مادية اللهاث . سكون انكفأ عليها في تلك اللحظة يعشق الهدوء وهدوء وصلت إليه لملم خشيتها . بحثت قدماها منذ زمن عن مرتع رطب قرب شجرة الدرّاق لتقطف ثمره . آه ما أروع تلك الرائحة التي خرجت عليها لتوّها من باقة الشيح والعرعر سمعت حينذاك خرير تلك المياه المنسكبة في بحر أذنيها بجلاء فالضجيج لا مكان له عندها في عالم البداهة والتوتر لا طريق له في عالم فطرتها حياة منها وفيها الحياة لغز تتيبس منه فواصل كل الكلمات ومفاصل قادرة على أن تعطي كل شيء بلا حدود . تُرى هل تطغى السعادة التي تملكت زمام حيرتها على شفافية براءتها . ربما كذلك وربما تنسحب اغادير ماتفكر فيه بإمعان على أوجه مختلفة وملونة تحتار فيها ولا تختار منها لأنها تبحث عن الحقيقة عبر حنادس اللا معقول حتى ولو كانت مؤلمة وقاسية . هي كذلك تحاول أن تستجدي وأن تعبر عن رأيها بصرخة فرح توأمها الأمل على أرضية معطاءة مخضرة ألوانها بريئة كما هي وكتلك أيضاً التي هاجرت لتوّها . هي لا تأبه لكل ما هو قادم إليها من تلك الشفاه السمراء البغيضة لأن في قلبها شوق لكل حب بلا ضجر وطهر رونقها ينثر رؤاها العطرة على مساحة ركضها بين نجوم ثراها ونفسها الطاهرة المعشوشبة على أنغام ألوانها الهادئة وهي تتأرجح كما في تلك التي في مخيلتها بين قمر انكفأ عليها وشفق زال لتوّه بخيوطه الرائعة عنها . وما يزيد من رهافة إحساسها الفطري هو الأمل في عودة تلك التي تحيا من أجلها بعد رحلة شاقة ومضنية إلى حيث وكرها الطبيعي فهل سوف يستوعبها ذلك الثرى أم أن بعضاً منها سوف لن تسمح لها الثريا بالركض بعيداً عنها ؟ وكيف تسمح لها وهي ترشح بالحياة ؟ ترشح بالحب والحنين وذلك أجمل مافي رقصة الربيع !! . ومضة :- من شعري : ولهٌ قد صاب قلبي فغدا في تيهٍ غير معتبرِ يناظر عبرتي الحرّى على القد بخجلٍ وهي تنتحرِ فيحبو فوق هام سُحبي بوردٍ على الغيمِ .. ولا مطرِ