نشوةٌ استوعبت كل ضجيج الحياه بأنينها وشوكها وسماء فرحها تبخترت حتى حبت بوله فوق هام السحب لذلك الفرح الشامخ الذي كانت تحمله بين جنباتها فقد حاولت بخجل أن تخبئه بين أحضان عينيها التي كانت في حيرة من أمرها حيث كانت تستجيب لذلك الشعاع الذي كان يبرق من زوايا عديدة نحوها وحولها .. وفي المقابل كانت الشمس تسطع فوق قمة ذلك الكهف بشوق وتبدو حزينة في ابتسامتها وهي تدور بشغف لتقابل ذلك الأمل الدافئ بقشور باردة .. لم يتسرب ذلك الدفء بعمق ولم يتمالك خجلها نفسه فارتمى ذلك الغصن البان على حديقة من مرمر حتى كادت أن تتلاشى فيه .. كانت ترمقه بعنفوان الأنوثة فقط من خلال تلك الحيرة التي انسابت وبشكل عفوي على أجمل ما في صفحة وجهها المستدير .. ترى هل كانت تبحث عن ما كان يبحث عنه هو داخل سراديب الوحدة؟ .. أم ياترى هو شوق فطري نابع من أطراف النسيان ليتابع ما قد يتلمس بالصدفة من حنان مفقود! .. في تلك اللحظة كانت متعبة ومنكسرة ولكنها فرحة فقد ترددت كثيراً لتفصح عن ماقد كان يعتري تلك الحيرة التي أبت إلا أن تلاطم وجه الحقيقة بدون رتوش أو إضافات! .. خرجت من دائرة جسمها وهي تنظر إلى ذلك النور الأصفر القادم إليها من غير موعد لتفتح في بؤبؤة عينيه جرحها الفرح .. خرجت مرة أخرى بارتعاشات حول معصمها وكانت تريد أن تقول شيئاً مهماً للمجهول القادم إليها من خلف مراكن الخوف الخريفية أو ربما ذلك المجهول الهارب إليها في ليلة شتوية قارسة بأقدام ثابتة من أمام تلك الموانئ البعيدة المنكسرة .. كانت ارتعاشات شبه طبيعية تدور في مخيلته ربما قديمة في مدها وجزرها . وبينما هو كذلك كانت تلك المضارب المرمرية تلفها ببرد الخوف والسكينة انصهرت بين حنايا الصمت في ظل هدوئها الساحر من خلال شلال ضوء تدفق من عينيها التي أبت خضرتها إلا أن تنسكب بدموع متدفقة وارتعاشة باردة على مشارف الشفق .. ضحكت كثيراً مما كانت فيه وهي كذلك كانت كل مسامات أنفعالاتها تذوب برفق داخل ما كان يسبب لها ذلك الخوف الكبير .. كان فرحاً بما ملك من عواطف في ظل ذلك السكون العاشق للهدوء وذلك الهدوء الذي لملم خشيتها وكانت فرحتها أكبر من حيرتها البريئة القادرة على أن تعطي كل شيء بلا حدود كيف لا وحنانها الطبيعي وارد إليه وهو بعد متكيء على شرفات الفجر . متكئ ووقته يرشح بالحياه فهل ذاب عنه رماد العمر؟ .. وهل الشمس سوف تسكب صمتها على قارعة النسيان؟. ومضة:- من شعر حسن عبدالله القرشي: وفي المساء وحين يورق الأمل وتذبلُ العيون يمر بي خيالها الكسير خلف الفِ باب غصناً من العذاب ويسخرُ الصِّحَاب من وجدي العقيم من خُطَى الفقيرِ للسّراب