كانت الساعة تجاوزت العاشرة ليلاً حين كان الدكتور أبو مالك يتابع من منزله في العاصمة السعودية نشرة الأخبار وهي تعرض صوراً لجرحى سوريين أصابتهم شظايا القذائف، قبل أن تنتقل الكاميرا إلى ناشط يتحدث من مستشفى ميداني عن نقص المعدات والأدوية وحاجة البلاد (...)
قصص حزينة تلك التي يعيشها السوريون كل يوم، يروونها كحاضر حي، ويعيشون تفاصيلها كجزء منها لا كمعاصرين لها فحسب، هي في الواقع تاريخٌ يُصنع لحظة بلحظة، شهوده أحياء مثقلون بالأسى والألم، يعانون يومياً أكثر من مرة ، ويبكون من فقدوا في هذه الرحلة الطويلة، (...)
الصورة الشعرية هنا ليست ترفاً لغوياً تتسلى به الذائقة، ولا تلويناً للفراغ الباهت بين الواقع والمجاز، بل ضرورة لحكاية لا تصلح لها اللغة الخبرية المباشرة، ولا تكتمل عناصرها بغير الشعر، فليس من صميم البلاغة أن تروى قصة كهذه بأخوات «كان»، وإلا أضحت (...)
الصورة الشعرية هنا ليست ترفاً لغوياً تتسلى به الذائقة، ولا تلويناً للفراغ الباهت بين الواقع والمجاز، بل ضرورة لحكاية لا تصلح لها اللغة الخبرية المباشرة، ولا تكتمل عناصرها بغير الشعر، فليس من صميم البلاغة أن تروى قصة كهذه بأخوات «كان»، وإلا أضحت (...)
تذرَّع الغربيون طويلاً بالفيتو المزدوج (الروسي - الصيني)، ليتهربوا من اتخاذ موقف جدي ينقذ السوريين من براثن النظام، وحين بدأ هذا الفيتو يفقد قدرته على الإقناع وتلاشت جاذبيته في تبرير التقاعس، عادوا إلى معزوفة «تشتت المعارضة وضرورة توحدها»، وهي (...)
تحتوي برامج تحرير النصوص على مدقق لغوي تلقائي يعرفه المستخدمون العاديون ويعتمدون عليه في تصحيح الأخطاء العفوية التي ترد في خطاباتهم انطلاقا من جهل معظمهم باللغة وقواعد الإملاء، في الوقت الذي يفترض بالأدباء ألا يعتمدوا على آلية هذا المدقق في تخليص (...)
لم أفهم سر التعلق الشديد الذي أبداه الكاتب الأمريكي مارك توين تجاه «ويجيس» إلا حين زرت هذه البلدة النائمة باطمئنان في أحضان جبل «ريجي» الذي يبدو في وقفته الشامخة يحرس هدوء سفوحه بحنان أبوي عجيب، مزهوا بالمكانة التي يتربع عليها في وسط سويسرا التي (...)
بدلا من الهرب بعيدا عن أرض تشتعل، آثر محمد السويدان الطالب السعودي المبتعث إلى مصر، أن يبقى في الحي الذي يسكنه بالقاهرة، ليشارك متطوعا في الحراسة والتموين بالطعام، متعاونا مع أشقائه المصريين. ورغم إلحاح سكان الحي عليه أن يلحق بإحدى طائرات السفارة (...)
المدن العربية تتشابه في أوجه كثيرة، من بينها ثقافة «قيادة السيارة»، ومن كتب له أن يتربع خلف مقود سيارة في مدينة عربية، يعلم تماما أن استخدام مفردة «ثقافة» في سياق كهذا مهانة كبرى يزيد من سوئها حشر مفردات أخرى كالتمدن والتحضر والذوق!.
لكني بسبب ميلي (...)
سمعت أن الوزير عبدالعزيز خوجة مستاء من أداء الإذاعات المحلية التي حصل معظمها على تصريح البث أخيرا، لكني أتوقع أن الوزير لم تسمح له انشغالاته المتعددة بمتابعة ما تبثه هذه الإذاعات من «روائع»، فهو لم يستمع إلى النشرة الجوية التي تختمها المذيعة بأمنية (...)
انتابت المجتمع السعودي، بأطيافه كافة، موجة من الاستياء العارم بعد العروض المؤسفة التي قدمها المنتخب في بطولة كأس آسيا الأخيرة، وخروجه من المنافسة بثلاث هزائم متتالية، وهي نتائج دفعت الكثيرين إلى التساؤل عن أسباب التدهور الذي وصلت إليه الكرة السعودية (...)
«الصحفي لسانه طويل، فإياك أن تستفزه يا ولدي.. اكسب صداقته حتى لا يدمر مستقبلك».
هذه القاعدة يتعلمها المسؤول من أمه وهو في بطنها، حتى قبل أن تتفاخر أمام جاراتها بالمستقبل العريض الذي ينتظر جنينها، وزير المستقبل!
لن أناقش «الشتيمة» التي وزعها الدكتور (...)
أكتب اليوم عطفا على المقال الأخير «القبح.. وحقوق المرأة» الذي أدرجته على صفحتي في «الفيسبوك»، ولم أتلق عليه إشارة إعجاب «Like» إلا من فتاة واحدةٍ أخجلتها صلة القربى فرحمتني بلكزةِ «ماوس»!.
أتفهم تماما أن تحجم امرأة عن التعليق على مقال ساخر كهذا، (...)
على مدى سنوات طويلة، ترسخ في ذهني انطباع عن المتحمسات لتحرير المرأة، فلطالما تخيلتهن قبيحات بشعور قصيرة وملامح صارمة ووجوه متأكسدة بفعل التجهم الدائم!.
وحين أبحث عن منشأ هذه الحالة، أرجح أن يكون السبب قراءاتي الأولى لنوال السعداوي في عمر التكوين ثم (...)
لا شيء يشفع للمخرج نجدت أنزور حتى أنتصر له أمام حملة شرسة منيت بها قامته المهيبة التي تعرضت لنقد موضوعي تناول أعماله «البليدة»، ولتجريح شخصي ذكره فيه أحدهم بالشطيرة التي ابتاعها له أيام المدرسة!
لذلك سأنضم إلى هذه الحملة من الجانب الموضوعي «ربما»، (...)
تلقى طلاب القانون في جامعة بيتسبيرج الأمريكية رسالة إلكترونية على عناوينهم الرسمية تحذرهم فيها إدارة الجامعة من محاولة الدخول إلى موقع التسريبات الشهير «ويكيليكس» وتصفح محتوياته، دون أن تفصح الرسالة عن عقوبة محددة تطول المخالفين، لكنها أشارت في نصها (...)
قد يبدو مفهوما أن تكتسح اللغة الصينية أرجاء العالم ما دام اقتصادها يجتاح أعتى حصون الدول المتقدمة ويعصف بها، لكن الإقبال المتزايد على تعلم اللغة الكورية في أوساط الفتيات السعوديات ظاهرة غامضة لا تفهم- للوهلة الأولى- دوافع نشوئها، فما الذي يغريهن في (...)
تلقى طلاب القانون في جامعة بيتسبيرج الأمريكية رسالة إلكترونية على عناوينهم الرسمية، تحذرهم فيها إدارة الجامعة من محاولة الدخول إلى موقع التسريبات الشهير «ويكيليكس» وتصفح محتوياته، دون أن تفصح الرسالة عن عقوبة محددة للمخالفين، لكنها أشارت في نصها إلى (...)
لم يعد أحد يصدّق ما ترسله «الرياض» من تباشير الشتاء في مستهلّ ما يسمى «المربعانية»، التي بدأت في وقت سابق من هذا الشهر حسب «التقويم الشعبي»؛ فهذه المدينة التي تعِد سكانها بالبرد القارص حين يستفيقون على نسائمها الباردة في مطلع الفجر، لا تلبث أن تنكص (...)
ربما تكون الوجودية أقرب الفلسفات - التي ابتدعها الأفاكون - إلى نفسه.. فهي تتيح له أن يؤمن بذاته مترفعا عن زحام الجماعية المملة دون أن يسرف في أنانية مفرطة أو عدمية بلهاء على حد كذبة سارتر.
لا يحب أن يتفلسف كثيرا.. لكن النساء عادة يستدرجنه بحنكة إلى (...)
«يوميات» كان عنوانا ملائما للحالة الإبداعية التي جمعت نصوص الشاعر العراقي سعد الياسري مع صور الأديبة والمصورة الكويتية هبة بوخمسين، والمصور السعودي محمد اليوسف ضمن معرض مشترك أقيم في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية تحت رعاية النائبة في مجلس الأمة (...)
اشتهر الدكتور حمزة المزيني بجرأته في طرح أفكاره التي تتصادم مع المجتمع وتستفز فئات كثيرة منه، فهو لا يتوقف عن مناقشة المسكوت عنه من قضايا قد يراها التيار الديني ضمن «المسلّمات» مثل رأيه في استخدام الحساب الفلكي لتحديد الأهلة، ومطالبته المستمرة (...)
لم تكن مطالبة عبثية تلك التي أطلقها الكاتب السويدي أوغست سترندبيرج، قبل قرن من الزمان، حين أعلن أن الأزرق والأصفر لا يليقان بعلم دولة كالسويد، وأن الأخضر والأحمر هما اللونان المثاليان للتعبير عن طبيعة البلاد، فالتقاطع الآسر بين اخضرار الغابات وحمرة (...)
من المجحف حقا أن يُطالَب المثقفون بالبرء من مشكلات مجتمعاتهم والقفز على حواجز تخلفها، ما دامت الشرائح النخبوية الأخرى تقف على العتبة نفسها من التخلف والكسل، حتى لو راق لنا الحديث عن إنجازات علمية رفيعة في محافل عالمية، فهي لا تعدو كونها مآثر فردية (...)
انقلاب شاعر كبير مثل أدونيس على حاضر قصيدة النثر، لا على تراثها بالضرورة، هو إعلان قطيعة بين الرواد والأنصار، ومحفز للفريقين للبحث عن مواطن الخلل في الإنتاج النثري الأخير، ومعالجة قصور التجربة عن تلبية المعايير التي وضعها المنظرون في مستقر (...)