أكتب اليوم عطفا على المقال الأخير «القبح.. وحقوق المرأة» الذي أدرجته على صفحتي في «الفيسبوك»، ولم أتلق عليه إشارة إعجاب «Like» إلا من فتاة واحدةٍ أخجلتها صلة القربى فرحمتني بلكزةِ «ماوس»!. أتفهم تماما أن تحجم امرأة عن التعليق على مقال ساخر كهذا، فهي، إن كانت قبيحة، لن تتقبل دعابة ثقيلة، وإن كانت جميلة فسيحرجها أن تفصح عن حسنها أمام زميلاتها في موضع النيل من الكرامة النسوية، وإن كانت بين هذه وتلك، فهي في النهاية امرأة تنتمي إلى جنس من المخلوقات لا يمزحن حين يتعلق الأمر بالعمر والجمال!. إذن، من الطبيعي أن تحجم النساء عن التفاعل مع مقالة مسيئة لهنّ، أو يرينها كذلك، لكن بضعة تعليقات رجالية تجرأ أصحابها على المغامرة بتدوينها، لا تكفي لنزع تهمة الجبن عن بني جنسي، لأن معظمهم كان يهمس في أذني معبرا عن امتنانه الشديد؛ لأني انتقمت له من حركات تحرير المرأة، مع أني لم أكن أقصد ذلك مطلقا، وكان الأمر مزحة رأيت في سردها شيئا من الطرافة فأطلقتها. ورغم كل ما نقوله عن النساء، دعونا نعترف بالجبن المستفحل في ذواتنا الكسيرة أمام قامتهن، فمن منا يجرؤ حقا على المجاهرة برأيه في حضورهنّ دون أن يتلقى «تكشيرة» نووية من فصيلة الدمار الشامل، أو يغامر بقضاء ليلته نائما على أريكة غرفة المعيشة، أو ربما يمضي صباحه الكئيب دون قهوته المفضلة؟ لن يكون هجومي الموجز على الرجل كافيا لتبرئة ساحتي مما اقترفت الأسبوع الماضي، إذ علي أيضا أن أنتقد الجميلات انتصارا للقبيحات، وإعلانا عن حسن نيتي المسبق، وهذا سيكون مشروعا لمقال مقبل لن يسعفني الوقت لكتابته اليوم، فالزميل يوسف، ساعي الجريدة، يتعقبني الآن في أروقة المبنى كقاتل مأجور يكاد صبره ينفد مع مماطلتي في تسليم مقالي، لذلك لن تلوموني إن كنتُ أكثركم جبنا لا مع امرأةٍ هذه المرة، بل مع رجل، كيوسف، يبدو عدوانيا رغم محياه الهادئ. تفضل يا يوسف.. ها هو المقال مبتورا، «كرمى» لصبرك الجميل على تأخري!