بدلا من الهرب بعيدا عن أرض تشتعل، آثر محمد السويدان الطالب السعودي المبتعث إلى مصر، أن يبقى في الحي الذي يسكنه بالقاهرة، ليشارك متطوعا في الحراسة والتموين بالطعام، متعاونا مع أشقائه المصريين. ورغم إلحاح سكان الحي عليه أن يلحق بإحدى طائرات السفارة العائدة، لم يقو السويدان على ترك أهل حارته غارقين في الفوضى دون أن يساعدهم، وذكر «قال لي أحدهم، أنتم ضيوفنا ولا ينبغي أن نزعجكم بمشكلاتنا، لكني اتفقت مع أصدقائي على البقاء ريثما تهدأ الأمور». ويروي السويدان كيف استطاع أهل الحي تنظيم جهودهم في الحراسة والتموين «أحد الجيران لواء متقاعد تمكن من رسم خطة للسيطرة على أمن الحي، إذ أشار علينا أن نتفرق فرادى وجماعات على المداخل، وأن نشعل أضواء المساجد ومكبرات الصوت لنستخدمها في الإنذارات العاجلة». وخلال يومين، لم يستطع السويدان وصحبه أن يهنؤوا بنوم عميق، مع أن الجميع تناوبوا على العمل والراحة، موضحا «كنا قلقين جدا، فالإشاعات تنتشر سريعا في أيام كهذه». وخلال إحدى جولات الحراسة، استطاع صالح العثمان، مبتعث آخر من سكان الحي، أن يقبض على مجهول هارب حاول أن يدخل الحي بسيارة إسعاف مسروقة، وأوضح: «استوقفناه بالقوة، وخلال استجوابنا اتضح أنه لص هارب من السجن، فسلمناه إلى وحدات الجيش التي تولت أمره». وحين استتب الأمن في الحي، اختار السويدان وزملاؤه السعوديون أن يحزموا أمتعتهم ليدركوا الطائرة، التي عادت بهم إلى الرياض بعد مجهود أعجب جيرانهم المصريين.