تلقى طلاب القانون في جامعة بيتسبيرج الأمريكية رسالة إلكترونية على عناوينهم الرسمية تحذرهم فيها إدارة الجامعة من محاولة الدخول إلى موقع التسريبات الشهير «ويكيليكس» وتصفح محتوياته، دون أن تفصح الرسالة عن عقوبة محددة تطول المخالفين، لكنها أشارت في نصها إلى أن دخول الموقع قد يقلص من الفرص الوظيفية بعد التخرج: «قراءة الوثائق تؤثر بشكل كبير في عدم اختيارك لشغل وظائف فيدرالية في المستقبل». وكان موقع «ويكيليكس» نشر خلال فترات متقاربة من هذا العام عددا هائلا من الوثائق السرية التي اعتبرتها أمريكا ودول أخرى أسرارا دبلوماسية وعسكرية يحظر نشرها أو تداولها؛ لأنها تضر بالأمن القومي والعسكري لهذه الدول. ولأنهم غير مهتمين بالوظائف الفيدرالية، فلا يبدو أن الطلاب السعوديين أو الأجانب من غير الأمريكيين معنيون بالتحذير، لكن زملاءهم الأمريكيين الذين يطمع بعضهم في تبوؤ مراكز مرموقة بعد التخرج، استنكروا هذه الطريقة التي تتبعها بلادهم في ترهيب طلاب الجامعات لردعهم عن الاطلاع على المعلومات المتاحة، واصفين التصرف بأنه مخالفة صارخة للدستور الأمريكي الذي يقضي تعديله الأول بحرية الصحافة وعدم فرض قيود على نشر الحقيقة. ورغم استيائها الشديد من الرسالة، لم تلقِ كاتريناف وهي طالبة أمريكية تدرس القانون في جامعة بيتسبيرج، باللائمة على إدارة الجامعة: «لأننا اعتدنا أن نتلقى نصائح وتحذيرات من الجامعة حول ما ينفع وما يضر في مستقبلنا المهني، وهذه الرسالة جزء من نشاط الجامعة في توعية طلابها، لا سيما أنها لا تحمل تهديدا مباشرا على معدلاتنا الدراسية أو مسيرتنا الجامعية مثلا، لكني ألوم الحكومة الفيدرالية على مجرد التفكير في تهديد مواطنيها» .