يُلقي على الدنيا رداءَ غرامِهِ
مقدارَ ما هُوَ يرتدي (ليلاهُ)
ما انسلَّ من شجر العناق بموعدٍ
حتَّى تدلَّى في يديهِ جَنَاهُ
الصدقُ كلُّ الصدقِ في شَهَوَاتِهِ
والزيفُ كلُّ الزيفِ في تقواهُ
ما العشقُ؟ قِيلَ لهُ.. فقالَ: طريقةٌ
كي نصطفي من مَوتِنَا (...)
حينما صَمَتَ الشاعرُ (محمد الثبيتي)، خَسِرَتْ جغرافيا اللغة أكبرَ أقاليمها.. في ذكراه مبدعًا جميلًا وصديقًا أجمل!
الريحُ تنأى.. عزاءً أَيُّها القَصَبُ!
لن نسمعَ النَّايَ بعد اليومِ ينتحبُ
لن نسمعَ الخمرَ تُرغي وَسْطَ حنجرةٍ
فيها يُحَدِّثُ عن (...)
هناك الكثيرُ من المبدعين الذين نختلفُ ما بيننا حولهم حدَّ الفُرقة، وهناك قلَّةٌ من المبدعين الذين يختلف الواحدُ منَّا حولهم ما بينه وبين نفسه حدَّ الانشطار، وربَّما حدَّ التشظِّي.. وعلى قمَّة هؤلاء القلَّة يأتي الناقد محمد العباس الذي يُشَظِّي (...)
وأَصابَني ما ليسَ في حُسباني ..
أُنثى بطَعْمِ بشائرِ (الرحمنِ)
كان اللقاءُ بها مُجَرَّدَ قهوةٍ ..
والحُبُّ قد يأتي من الفنجانِ!!
هِيَ رشفةٌ واندسَّ حافرُ مُهرَةٍ ..
في القلبِ جامحةٍ بغيرِ عنانِ
واصفرَّ قلبي.. احمرَّ.. أصبحَ أخضرًا ..
فتَرَكْتُهُ في (...)
آتٍ لبَحرِكِ من جفافِ رمالي
فتَهَيَّئي بالمَوجِ لاستقبالي
لا تجزري مَدَّ العناقِ، فساحلي
هُوَ صورةٌ عن أَوَّلِ الأطلالِ
ظمآنُ دهرٍ في هواكِ وأَعصُرٍ..
ما ضَرَّ لو طالَ العناقُ ليالي؟!
يا كلَّ قافلةٍ تعودُ لأهلها
يا كلَّ مَنْ يُدلُونَ دلوَ (...)
جاءتْ على مُهرةٍ من كعبِها العالي
تُؤَرْجِحُ الأرضَ في أحضانِ زلزالِ
تَفَتَّحَ الرملُ من أعماقِ تُربَتِهِ
كما تَفَتَّحتُ من أعماقِ صلصالي
كان المقامُ مقامَ الفيضِ فالتبستْ
مشاعري بين أحوالٍ وأحوالِ
وبِتُّ أشعرُ أنَّ الأرضَ هاويةٌ
في داخلي، وأنا أهوي (...)
لقد علَّمني – وما أكثرَ وأعظمَ ما علَّمني- أنَّ ذَرَّةَ كرامةٍ أثقلُ من طنِّ قمحٍ، وأنَّ الشرفَ هو الهِبَةُ التي يهبُها الإنسانُ إلى ذاته، وأنَّ الحقيقةَ مساحةُ بحثٍ وليستْ شاطئَ وصول، وأنَّ الجبلَ في انضباطِهِ ليس كتلةَ أحجارٍ وإنَّما أيقونةُ (...)
إلى روح الصديق الشاعر محمد رضي الشماسي رحمه الله
حينما يرحل الجميلون فإنَّهم لا يرحلون وحدهم
وإنما يأخذون معهم الزمنَ الجميلَ كلَّه
أَرثيكَ أمْ أرثي زمانَكَ أَجمَعا؟!
وَدَّعتَ أنتَ كأنَّما هُوَ وَدَّعا
يا روحَ ذيَّاكَ الزمانِ، ونفحةً
تحكي خلاصةَ ما (...)
مدينة (بيروت) تشبه الشعر كثيرا في جوهر تكوينها.. تشبه الشعر في حريتها، حيث كلاهما يستمدُّ وجوده الحقيقي من هذا العنصر المشعِّ داخل الإنسان.. (بيروت) تشبه الشعر في مقاومتها للزمن، حيث الشعر يمثِّل فعلَ مقاومة ضدّ الفناء.. (بيروت) تشبه الشعر في تعدُّد (...)
الريحُ تنأى.. عزاءً أيُّها القَصَبُ!
لن نسمعَ النايَ بعد اليومِ ينتحبُ
يا شاعرًا هرولتْ في مرجِ خاطرِهِ
قصيدةٌ/ مهرةٌ يعدو بها الخَبَبُ
يُزَيِّنُ الأرضَ من أصفى معادنِها
فليسَ ثمَّةَ إلا الفكرةُ/ الذَّهَبُ
ما خَطَّ بيتينِ كي يغفو بظِلِّهِما (...)
هل يمكن أن تُصاب الروحُ الإنسانية بالتخمة الشعرية؟ وهل يوجد في الأصل ما يمكن تسميتُهُ بالتخمة الشعرية مقابل التخمة التي تنتج عن امتلاء المعدة بعد أن تجثم عليها تشكيلةٌ من الأطعمة الفارهة أو غير الفارهة؟
في البداية، إذا جاز لنا أن نضع الشعر على قائمة (...)
مجذوبًا بغوايات الصِّبا في ميعةِ أيَّامِهِ، كان ثَمَّةَ ارتجاجٌ في دماغ الفكرة التي أحملُها عن النساء، بسبب خوفي من أن أتعثَّر بحجرِ الشرف المزعوم. عبثًا أدَّعي أنّ كلَّ امرأةٍ تخبِّئ سورةَ (يوسف) في جيبها، إلا أمِّي فهي تخبِّئ في جيبها سورة (...)
الضحكُ بصفتِهِ فيضان الفرح خارج وعاء النفس بعد امتلائها به.. هذا الضحك دائماً ما يجيءُ في نوادر منثورة نتيجةً لطبيعتهِ الفيضانيَّة، ومن أصعب فنون الكتابة هو اعتقال الضحك في شبكةٍ من الكلمات المنسوجة من تفاعيل وأوزان.. وبالتالي تحويل الفيضان إلى نهرٍ (...)
صوت الوطن عندما يأتي من ابن الوطن يكون له رجعه المميز في النفوس.. وعندما تصاغ العبارة بنفس العشق المتغلغل في عروق ابن الوطن.. يكون مدى التفاعل معه أكبر وأصدق.فالكلمة الصادقة العفية تجد مداها في القلوب والعقول.لقد اتى هذا الشاعر من بين شواطئ القطيف (...)
تشيخُ القامات كالبيوتِ القديمة، وتبتدئ الأعضاء خديعتها، مثل خديعة الأحجار في تلك البيوت .. ولكنّ قامةَ الوطن تبقى منتصبةً على الزمن. مرّتْ عليهِ السيولُ فلم يشردْ بهِ سيل، واقتحمته العواصف فلم تهربْ بهِ عاصفة .. ذلك لأنّه متجذّرٌ بكلّه في أرواح (...)
لا أدري إلى أيّ مدى نودّ أن ينطلق حصان التغيير في ميادين موروثاتنا ؟ هل نودّ لهذا الحصانِ أن ينطلق إلى أقصى الشوط أو إلى منتصفه، أو ربما إلى ربعه أو أقل أو أكثر ؟ لا أدري، لكنَّ ما أدريه هو أنَّ على امتداد هذا الشوط تنتصبُ حواجز رفيعة جدا، وكثيرة (...)
في عام 1924م، وفي يومٍ واحدٍ من أشدّ الأيام هولاً على مصر، حدثَ حدثان كبيران: إطلاق الرصاص على الزعيم السياسي (سعد زغلول)، ووفاة الأديب الكبير (مصطفى لطفي المنفلوطي)، فكتب أمير الشعراء (أحمد شوقي) قصيدته الرثائية في المنفلوطي وافتتحها بهذه (...)
في هذه الفترة من الزمن، تفتنُّ السياسةُ وهي تُعيد إنتاج (الملل والنحل) من جديد وتشدّ كلَّ فئة من الناس إلى عَصَبِهَا، مما حدا بكلِّ طائفة لأن تتمترس خلف متاريس من أحاديث وروايات وأقوال مأثورة وخرافات.. ثمَّ تطلق النار على الطائفة الأخرى دون وعي. (...)