تمتدُ المسافة ولا تتجذر في المواقف وعند لزوم التأريخ، غير أنّ السؤال المُشبع بالتعجب وتناقضات السنوات الفائتة، يظل معلقاً منذ التكوين الأول في سقيفة العقل المبني للمجهول، ولا يمكن لأحد ما أن يدرك أن كل الأسئلة المحشورة في حلق الغريب الحانق ليست إلا إجابات قديمة، وربما لا تشفي صدور قوم مؤمنين! ربما كان الاتجاه هو السبب الأكبر في تكوين «حالة الضياع» بين جغرافية الإجابة التاريخية الثابتة والمبتذلة، وبين شكل السؤال غير الافتراضي، والذي يسقط من عليٍ بشكل غير متوقع، غير أنّ السحيق الخالي من الإجابة والسؤال دائماً ما يكون كفيلاً بإجهاض محاولة الخروج عن النص «الحياتي» والإبقاء على شكل النسق الأقدم، والتعليل في تلك الاستمرارية الرتيبة بحياء الفرد المارق عن خصوصية المجتمع. من المدهش حقاً أنّ التاريخ الذي يطوي المسافة ويجثم على بداياتها والنهايات ويقطع في أحيانٍ كثيرة أوصالها هو الوحيد الذي يصنع التساؤل في قالب الفخ الذي يقود العقل إلى أمرين لا ثالث لهما، فإما غضب ومقت، أو تناقض وجحيم، فحين يحدث الأول ينفض الجمع من حولك خوفاً من شبحك الكاسر الهائج، ليس خوفاً على أنفسهم بل على تلك الأفكار التي حملوها في عقولهم كتمائم لا يدركون مدى الخرافة الساكنة فيها. ولا يحدث الأمر الثاني إلا وقد انحرف السلوك بك حين تخرج مجبراً من نفسك التي اعتدت عليها، فلا يعرفك أحد، وربما الأدهى والأمر أنك لن تعرف نفسك! ويبقى السؤال الكبير كما يلي: - هل التاريخ والمسافة متعاقبان؟! أم متوازيان؟! لكن الأكيد أنّ بين التاريخ والمسافة «سؤال»! - عادل الدوسري [email protected]