أيعقل أن يُستقبل المفكّر الفرنسي روجيه غارودي، بعد تخبّطه في وحال «التحريفيّة» على الراحات في بيروت، من دون وقفة نقديّة تُذكر؟ أيجوز أن يتسابق المثقّفون إلى الترحيب به «نصيراً للعرب وقضاياهم»، فلا يخطر ببال أحد أن يبحث خلف الواجهة البرّاقة عن مجموعة (...)
قاعة ابن زيدون كانت تغصّ، تلك العشيّة، بمشاهدين من مختلف الثقافات والانتماءات. التوتّر واضح على الحاضرين المتشوّقين والفضوليين والباحثين عن المتعة والاكتشاف، وهم لن يبقوا على غليلهم... نحن في أحد مسارح مجمّع"رياض الفتح"الشهير في العاصمة الجزائريّة، (...)
يخطئ من يظنّ أن يوسف رخّا انتقل من فضاء إلى آخر، حين قام برحلته بين القاهرة وبيروت، تلك الرحلة التي حفظها في نصّ أدبي عنوانه"بيروت شي محلّ"منشورات"مجلّة أمكنة"في الاسكندريّة، اخراج محيي الدين اللبّاد. بقي رخّا حيث هو دائماً، في عالم خاص وصاخب يضجّ (...)
مسرح"الأوديون"الباريسي، أحد أبرز معاقل الفنون المشهديّة الأوروبيّة منذ أيّام موليير، يستقبل اليوم ضيفه العربيّ الأوّل: الفاضل الجعايبي. هنا يفتتح المخرج التونسي المعروف، هذا المساء، مسرحيّته الجديدة"أجساد رهينة"، بعد أربعين عاماً بالتمام على معركة (...)
المسرح فن زائل بامتياز. بعد اسدال ستارة الفصل الأخير على العرض، لا يبقى منه سوى صور وانطباعات، أطياف وذكريات. من هنا تبدو استعادة عمل مسرحي، بعد مرور سنوات على عرضه الأوّل، حدثاً فنّياً مهمّاً بذاته. فهو يطرح مسألة الوقت، وتحوّل الوعي، وتغيّر (...)
رحل عوني كرّومي في أحد مستشفيات منفاه البرليني، تاركاً المسرح العربي في حالة ذهول ليست ببعيدة عن مناخات تلك الأعمال التي برز من خلالها قبل عقدين، وكان يبنيها دائماً عند الحدّ الفاصل بين الطوباويّة والفجيعة.
في ثمانينات القرن المنصرم في بغداد، (...)
"لست رجل مسرح يهوى السفر، بل مسافر يمتهن الاخراج المسرحي" . هكذا يعرّف بنفسه بيتر بروك الذي تشكّل بيروت محطّته الراهنة في رحلة طويلة، زادت على النصف قرن، بين الثقافات والحضارات والمدن والشعوب واللغات وأشكال التعبير. بيتر بروك"ساحر المسرح"كما يطلق (...)
تضيق شبكات التوزيع على اختلافها، بالتجارب الموسيقيّة الشبابيّة، كما تضيق بها وسائل الاعلام الأكثر انتشاراً في العالم العربي. والمقصود هنا بالموسيقى الشبابيّة طبعاً، التجارب المبدعة والطليعيّة التي تعرف ازدهاراً خاصاً في لبنان منذ تسعينات القرن (...)
لم تخفِ مي عريضة فرحتها، يوم أمس، وهي تقدّم للإعلاميين برنامج"مهرجانات بعلبك الدوليّة"لهذا الصيف 13 تمّوز/ يوليو - 16 آب/ أغسطس. فرئيسة اللجنة واكبت هذه التظاهرة العريقة منذ انطلاقتها، وشهدت مع آخرين تلك المحطّات النادرة في ذاكرة الثقافة العربيّة (...)
رحلة البحث عن الطرب الأصيل محفوفة بالمخاطر... فهي غالباً ما تفضي إلى نوع من المتحفيّة الميتة التي تجرّد الفنّ من حيويّته وغناه الداخلي، أو توقع في فخاخ الفولكلور السطحي. أما المشاريع التي تدّعي"تجديد"التراث الموسيقي العروبي وتطويره، فقد تنقلب بدورها (...)
"مقهى الجميزة"كان ذات يوم"قهوة القزاز"الشهيرة في تاريخ بيروت. كانت"قهوة"شعبيّة للرجال، تلمّ زعران ساحة البرج وقبضاياتها، وتسرع النساء بخفر وانزعاج لدى المرور أمام واجهاتها الزجاجيّة... ثم جاء من رممها قبل سنوات قليلة، وأعاد افتتاحها بديكور مستحدث (...)
ذات يوم من شتاء العام 2005، لملمت رندا شعث كاميراتها على عجل، استقالت من وظيفتها في"الأهرام ويكلي"، جمعت بعض الملابس والدفاتر في حقيبة قديمة، أغلقت أبواب شقّتها القاهريّة، وركبت الطائرة إلى الجزائر... هذه الجملة كأنّها مأخوذة من فيلم أكرم الزعتري (...)
كان سائق التاكسي يضحك ملء فمه، وهو يستمع إلى مقطع من مسرحيّة زياد الرحباني"فيلم أميركي طويل"تبثّها إحدى الاذاعات اللبنانيّة. كأنّه وحده في السيارة التي تجوب شوارع بيروت، تلك الليلة، لا يعبأ بنا وهو يتابع المواجهة بين"إدوار""المعقّد من المحمودات"، (...)
جمهور المسرح العربي يعرف جواد الأسدي جيّداً، ويتابع أعماله بشغف وحماسة منذ أوائل الثمانينات، حين قدّم، في دمشق عملاً لافتاً بعنوان"العائلة توت"عن نصّ للمجري إسطفان أوركيني. ثم جاء عرضه"خيوط من فضّة"ليسلّط الضوء على لغة مميّزة، تقارب"مسرح القسوة"كما (...)
مارسيل خليفة في القاهرة هذا المساء، وغداً. قد لا تكون الاطلالة الأولى لهذا الفنّان اللبناني المغاير على أرض الكنانة، علماً أن القاهرة - أحد أبرز معاقل الموسيقى العربيّة العريقة - لم تحتفِ بمارسيل بما فيه الكفاية حتّى الآن. لكن الجديد في حفلتي خليفة (...)
يراهن كريم غطّاس في مهرجانه"موسيقى في الميوزيك هول"MusicHallogies على الأبعاد القصوى للجاز، أو بالأحرى على التجارب التي تذهب إلى ما بعد موسيقى الجاز. وبعد عازف البيانو الكوبي عمر سوسا، والمغنية الفرنسيّة البينينيّة مينة أغوسي، يستضيف غداً الخميس (...)
"لا شيء يحدث، لا أحد يذهب، لا أحد يجيء" ... الجملة التي يضعها صموئيل بيكيت في مسرحيته الشهيرة"في انتظار غودو"على لسان أحد متسكّعيه الخالدين، تكاد تختصر عالم هذا الكاتب الواقف على حدة بين كبار القرن العشرين. دخل بيكيت الكتابة من باب موارب، وأراد أن (...)
"يوم الحَشَرة"يوم معلّق خارج الزمن، فرشت فوقه سوسن بوخالد احتفالها الطقسي، برفقة إدوارد بوند وحسن بيضون وآخرين. أول من أمس في"مسرح دوّار الشمس"في بيروت، شهدنا من دون شكّ ولادة فنّانة مسرحيّة في مدينة تفتقر بشدّة إلى مثل هذه الأحداث السعيدة.
وقفت (...)
ردّد المسرحي اللبناني المعروف ريمون جبارة على مسمع تلاميذه طويلاً، أن"الممثّل الجيّد، والمسرحي الجيّد، بوسعهما أن يقدّما أي شيء على الخشبة... أي نصّ، أيّة كلمات". وكان يضيف:"بوسعكم أن تمثّلوا... حتّى دليل الهاتف!". معادلة جبارة التي تمجّد دور المخرج (...)
يكثر الكلام عن"خصخصة"الثقافة، بصفتها حلاً سحريّاً للخروج من الأزمات القاتلة التي تكبّل الانتاج الابداعي، بشكل عام، وتشلّ المخيلات والمواهب والمهارات الفنيّة في العالم العربي. ويدعو بعضهم الى تحرير القطاع العام من أعبائه الكثيرة، والتخلص من مؤسساته (...)
عمر سوسا موسيقي كوبي... هو ربّما أبرز الورثة الشرعيين لجماعة"بوينا فيستا"التي خلّدها فيم فندرز وراي كودير في فيلم شهير بالاسم نفسه. كومباي سوغندو نفسه اعتبره الوحيد القادر على تحقيق اجماع الجمهور. وهو أيضاً هديّة كريم غطّاس الى الجمهور اللبناني! هذا (...)
يعيد روجيه عسّاف هذه الأيّام تقديم "جنينة الصنائع"حتّى 26 شباط فبراير الجاري، في مسرحه الجديد في بيروت. والحدث يكتسي أهميّة خاصة على أكثر من صعيد. فالمسرحيّة التي قدّمت للمرّة الأولى عام 1996، تشكّل مفترق طرق في مسيرة هذا المخرج والممثل الذي يقف على (...)
تأخذ احتفاليات التكريم في المهرجانات الكبرى عادة, طابعاً روتينياً قد ينحصر في حالات كثيرة ضمن دائرة المجاملات, أو المناسبات الاجتماعيّة والاعلاميّة... إلا في حالات نادرة تأتي فيها اختيارات المشرفين على التظاهرة, في هذا السياق, محكمة ومدروسة. وقد (...)
دخلت "مجلّة الطفولة العربيّة" عامها السابع، مع صدور عددها الخامس والعشرين الذي يتضمّن مجموعة من المقالات والأبحاث. فيما تواصل مجلّة"الأم"، في العدد الحادي عشر، نموّها وانتشارها بمشاركة عدد لافت من الأطباء والاختصاصيين. المجلّة الأولى تصدر، في حلّة (...)