مارسيل خليفة في القاهرة هذا المساء، وغداً. قد لا تكون الاطلالة الأولى لهذا الفنّان اللبناني المغاير على أرض الكنانة، علماً أن القاهرة - أحد أبرز معاقل الموسيقى العربيّة العريقة - لم تحتفِ بمارسيل بما فيه الكفاية حتّى الآن. لكن الجديد في حفلتي خليفة والميادين هذا المساء وغداً على خشبة المسرح المكشوف في الأوبرا في"ساقية الصاوي"، أنّهما ثمرة مبادرة خاصة، لا مبادرة رسميّة. أي أن الجهة المنظّمة للحدث، جمعيّة أهليّة مستقلّة، مسجّلة في بلجيكا، هي"مؤسسة المورد"التي تشرف عليها بسمة الحسيني. تندرج حفلتا خليفة القاهريتان ضمن"مهرجان الربيع للموسيقى والشعر"الذي يشتمل على مواعيد موسقية وغنائيّة وشعريّة نادرة من النوع الذي تفتقر إليه العاصمة المصريّة، على رغم كثرة نشاطاتها، وعلى رغم النهم الحقيقي لدى جمهور واسع لهذا النوع من الفنّ. وحبّذا لو أن"المورد"نظّمت حفلات أخرى لخليفة والميادين ولسائر فناني ربيعها الموسيقي والشعري، في الاسكندرية الجريح مثلاً، وفي المنية، وأقاليم مصريّة أخرى... علماً أن الفنان وفرقته ينتقلان مباشرة بعد القاهرة إلى السودان 22 الجاري، في اطلالة فنية أولى من نوعها، على خشبة المسرح الوطني في أم درمان، بدعوة من جمعيّة أهليّة أخرى هي"مركز الدراسات السودانيّة". تشارك في الامسيات أميمة الخليل التي بدأت مع فرقة"الميادين"صغيرة، وهي اليوم فنّانة لها شخصيّتها وتجاربها المستقلّة، رامي خليفة ابن الفنّان خريج أكاديميّة"جوليارد"النيويوركية، عازفاً استثنائياً على البيانو. ابنه الآخر بشار على الايقاع وايضاً البيانو. إضافة الى عازف الكونترباص النمساوي بيتر هربرت... وكتبت الصحافة المصريّة والعربيّة في مناسبة حفلات خليفة، مذكّرة أنّه"من أهم فناني الغناء الملتزم في العالم العربي، بعدما لمع نجمه منذ سبعينيات القرن المنصرم ، من خلال تأدية الأغنيات الثورية المتعلقة بقضايا العالم العربي والصراع مع إسرائيل". والمعروف أن صاحب"جواز السفر"يرفض هذه التصنيفات ويعتبر نفسه موسيقياً في المصاف الأوّل والأخير. وقد انصرف إلى التأليف منذ زكثر من عقد، وكانت آخر اصداراته في هذا السياق"كونشرتو الأندلس". بعد خليفة يستضيف"ربيع الموسيقى والشعر"في القاهرة، حفلتين للفرقة المغربية"مومو"، المعروفة بمزجها لإيقاعات التكنو والموسيقى الإلكترونية مع الإيقاعات المغربية التقليدية 28 الجاري في ساقية الصاوي، و30 في مكتبة الإسكندرية. وتشارك أيضاً فرقة"حوار"من سورية، وقد سبق أن اكتشفها الجمهور في بيروت وعمّان خلال الشتاء الماضي، وتعمل على تلاقح التقاليد الموسيقية الشرقية والموسيقى الغربية الكلاسيكية. أما مسك الختام في مهرجان"المورد"، فسيكون أنور براهم، عازف العود والموسيقي التونسي الذي حقق شهرة عالمية، ولمّا تحتف به القاهرة بعد كما يليق به... هو الآخر.