يراهن كريم غطّاس في مهرجانه"موسيقى في الميوزيك هول"MusicHallogies على الأبعاد القصوى للجاز، أو بالأحرى على التجارب التي تذهب إلى ما بعد موسيقى الجاز. وبعد عازف البيانو الكوبي عمر سوسا، والمغنية الفرنسيّة البينينيّة مينة أغوسي، يستضيف غداً الخميس في"ميوزيك هول"المسرح البيروتي الذي حوّله ميشال ألفترياديس الى معقل للموسيقى الترفيهيّة، عازف الناي الفرنسي، الكاراييبي الأصل، والموسيقي المغرّد خارج سربه ماجيك ماليك. اسم جديد يكتشفه الجمهور اللبناني، ضمن سلسلة أسماء تمثّل آخر نزعات الجاز في تحوّلاتها وتأثراتها الإثنيّة والثقافيّة المختلفة، من خلال ما يعرف بال"وورلد جاز"World Jazz. وطموح غطاس هو"انفتاح البرمجة على جمهور واسع خارج دائرة النخبة، من دون تقديم تنازلات على مستوى النوعيّة التي يتطلّبها جمهور الجاز الحقيقي". مقترباً من قلب العاصمة، في سبيل خلق تقاليد تتواصل طوال السنة، خارج صخب الصيف ومهرجاناته. ماجيل ماليك يريد لموسيقاه أن تكون جسراً بين الأنواع والمدارس، ويستعين لهذا الغرض بموسيقيين عالميين من آفاق شتّى، مثل عازف الساكسوفون الأميركي ستيف كولمان الذي يعتبر رائداً في تلك المدرسة"المتحررة"من الدوغماتيّة. تدفع هذه المدرسة الجانب"التقني"الى ذروته، وتعتمد هندسات ايقاعية من شأنها أن تفتح أمام العازف دخول منطقة تختلط فيها العناصر الهارمونية والميلودية والايقاعيّة... من شركاء ماليك الآخرين لا بد من الاشارة الى عازف الايقاع الكوبي أنغا دياز، والفرنسي جوليان لورو مؤسس جماعة Groove Gang الذي سيطل على الجمهور اللبناني نهاية الصيف ضمن المهرجان نفسه. يتميّز ماجيك ماليك بادائه لآلة الناي، وبأسلوبه في الغناء، في الوقت نفسه... قصّته مع الموسيقى يمكن اختزالها الى علاقته بالناي، هو الذي تتلمذ على يد مارك روفيلاس، واكتشف معه باخ وكزيناكيس ورافيل وستاكهاوزن. لكنّه قرر ذات يوم أن يبتعد عن تلك الأرضيّة الكلاسيكيّة، فكان عالم الجاز ملاذه ونقطة تحوّله... علماً أنّه مزج بين أساليب عدّة في الأداء والتأليف، ما يجعل تصنيفه عمليّة غاية في الصعوبة. ويبدو هاجس الاختبار والتجريب في قائمة مشاغل ماجيك الذي بدأ حياته مشرفاً على المناخات الموسيقيّة في نوادي الجاز، كما يتجلّى ذلك في أسطواناته الخمس خصوصاً في آخر تسجيلاته الصادر العام الماضي بعنوان 13 XP Song's book. نادراً ما نجد موسيقيّاً على صلة وثيقة بعالم الجاز، يجمع في مؤلفاته كل تلك المصادر المتنافرة: من الموسيقى الالكترونية إلى الدرام أن بايس، مروراً بالتأثيرات الشرقية، والنغمات اللاتينية والكاراييبية. ولعلّ فرادة التجربة التي يعيب عليها بعض النقاد البرود التقني والتصنّع، تكمن في الهندسة الأوركستراليّة التي بلغت درجة من التماسك والنضج. ماليك"عاشق البيوت ذات الأبواب المفتوحة"كما يعرّف بنفسه، يستلّ نايه السحري، كما الحاوي يحاول أن يأسرنا ويدخلنا في عالمه المركّب... ترافقه في هذه المهمّة مجموعة من العازفين يلتقي بعضهم على الخشبة للمرّة الأولى: دوني غيفارش ساكسوفون، جوزيف دومولان بيانو، مكسيم زامبييري ايقاع، سارا موريكا كونترباص.