تأسرني الكتابة إليك يا وطني، وأحسّ بشيء من الفخر والاعتزاز حين أكتبُ عنك، وأشعر بشيء من التقصير حين أحاول أن أبوح لك بما في النفس من الحب والامتنان، والوفاء، والعرفان، الكتابة عن الوطن شيء عظيم، وحين تكون الكتابة عن وطني المملكة العربية السعودية فإن (...)
كنتُ في الأسبوع الماضي (على الهواء) مع الإعلامي المتألق الأستاذ صلاح الغيدان في برنامجه المتميز (الشارع السعودي) الذي تبثه قناة السعودية، وكان موضوع الحلقة يدور حول (الكتابة الإبداعية)، وقد تحدثتُ في البرنامج عن بعض النقاط المهمة التي تتعلق بهذا (...)
إن العنوان في توجّهه للآخر يكشف عن مبدأ علمي تواصلي؛ إذ لا يخرج للمتلقي إلا بعد مراعاة حاله، والنظر في مقتضيات استقباله؛ ومن هنا اكتسب العنوان طابعاً تداولياً من هذا الجانب، وفي ضوء هذه التواصلية قد يصطدم العنوان بالقيمة الجمالية؛ ذلك أنَّ جعل (...)
منذ القديم تشير دلالات مادة العنوان في المعاجم اللغوية إلى الظهور، والتقدّم؛ وقد جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه) في مادة (عنن): «وعَنَّ لنا كذا يَعِنُّ عَنَنا وعُنُوناً: أي ظهر أمامنا، والعَنَونُ من الدّوابِ: المتقدمة في السير (...)
حظيت البلاغة العربية منذ القديم باهتمام واسع، وتنظير شاسع، بدءًا من تعريف البلاغة ذاتها، ومروراً بموضوعاتها، وظواهرها، وقضاياها، وكان البلاغيون في معظم موضوعاتهم التي ينسجونها لا يخرجون عن اصطلاحات متشابهة، وتعريفات متقاربة، منطلقين من وجوه البيان، (...)
انقسم دارسو الرواية إزاء تجنيسها إلى فريقين: فريق راح يرسم حدوداً فاصلة بين الأجناس، وآخر يمزجها ويدعو إلى وحدتها تحت مظلة النص المتعدد الخواص، فأما الفريق الأول فقد ظل ينتصر لتفوق جنس على آخر في الرواية، وأما الآخر فجعل الأجناس جسراً تعبر منه (...)
ما زال الأدب في عصرنا هذا (عصر الرؤية والطموح الوثاب) ينال في مملكتنا الغالية حظوة كبيرة، واهتماماً منقطع النظير، فبعد الجهود الدؤوبة والحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة، ها هي الهيئة العامة للترفيه تقدم لنا اليوم جائزة (القلم الذهبي للأدب الأكثر (...)
تستمد البنية مدلولها اللغوي من البناء؛ ولهذا يستعمل بعض الباحثين الصيغتين، ويراوح بينهما، فبعضهم يقول: «البنية السردية»، وبعضهم يقول: «البناء الفني»، غير أننا نميل مع استعمال البنية في بعض المواضع الخاصة، كالسرد مثلاً، ونرى استعمال البناء في مواضعَ (...)
اضطلعت مبادرة (السعودية الخضراء) برسالة حيوية سامية تهدف إلى تحسين البيئة، وتحقيق جودة الحياة؛ ليعم نفعها الحاضر والمستقبل، فهي مبادرة وطنية طموح تتطلع في المقام الأول إلى الحد من تداعيات تغيّر المناخ، وقد أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن (...)
تشير دلالات الغرس إلى الاستزراع النباتي، ومنه اشتق الاستزراع المجازي المعرفي في نظرية الغرس الثقافي، حيث تُعنى هذه النظرية بما يحققه الإعلام والثقافة من تواصل بين بني البشر؛ لذلك فإن دعائم هذه النظرية ترتكز على معززات تواصلية واجتماعية، وتمتح من (...)
تعد القهوة علامة من علامات الكرم والضيافة، وهي إحدى العادات الأصيلة المتجذرة في الروتين اليومي لدى كثير من السعوديين، كما أنها رمز للاحتفاء والانتشاء، ولو حاولنا البحث عن أصولها، وجذورها، وتاريخها لطال المقال، وامتد المثال، ولكن نشير هنا إلى أنها (...)
منذ أن كنا ندرس في مقاعد الطلب في مرحلة (البكالوريوس) ونحن لا نسأم من سماع عبارة (اختلف النحاة في هذه المسألة)، أو عبارة (يجوز الوجهان)، أو عبارة (يرى فريق هذا الحكم بينما يرى غيره الحكم الآخر)، وكنتُ وقتها أفكّر في الأمر جليّاً وأقول في نفسي: لماذا (...)
يوم عظيم من أيام الدنيا، قال الله تعالى فيه: «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ»، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها -: «ما مِن يَومٍ (...)
التغوير مصطلح نقدي يهتم بإحالة النص على نفسه، ويُعرف هذا الشكل عند النقاد الفرنسيين ب(التضمين الانعكاسي) كما عند (أندريه جيد 1951م)، أو (التضمين الذاتي) كما عند (تودوروف 2017م)، فهو أسلوب فني يشبه أسلوب التضمين، ويتجلى فيه الجزء المضمن مرآة داخلية (...)
تعود كلمة (التشخيص) في المعاجم اللغوية إلى مادة (شخص)، وقد أوردها الخليل بن أحمد الفراهيدي (175ه) في معجمه (كتاب العين) حيث قال: «شخص: الشَّخْصُ: سوادُ الإنسان إذا رأيته من بعيد، وكلّ شيءٍ رأيت جُسمانَه فقد رأيت شَخصَه، وجَمعُه: الشُّخوص، والأشخاص. (...)
جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه) إشارة إلى معاني مادة (شرف) ودلالاتها، فمن ذلك: «الشرف: مصدر الشريف من الناس. شرف يشرف، وقوم أشراف، مثل: شهيد، وأشهاد ونصير، وأنصار. والشرف: ما أشرف من الأرض. والمشرف: المكان تشرف عليه وتعلوه. ومشارف (...)
يعد مفهوم (التبئير) عند نقاد السرد المعاصرين بديلاً عن المصطلح المعروف ب(وجهة النظر)، أو الرؤية، أو الصيغة السردية, وقد حاول الناقد الفرنسي (جيرار جينيت 2018م) في أوائل السبعينات من القرن المنصرم أن يصوغ مصطلح (التبئير)، عندما استمده من تصور (...)
حين يموتُ الشعراءُ تخلّد ذكرهم قصائدهم، وتتحدث عن آثارهم أشعارهم، فكأنهم باقون في نفوس الناس لا يفارقونها، تعود ذكراهم وتتجدد في كل بيت شعري أبدعوه، وعند كل معنى مطرِب نسجوه، يتذكرهم من مرّ بموقفٍ صعب، أو فارق إنساناً عزيزاً، أو أحبَّ حبّاً مخلصاً، (...)
ألّفَ الأقدمون في الأخلاق أمثال: الجاحظ (255ه) في كتابه (تهذيب الأخلاق)، وابن حبان البستي (354ه) في كتابه (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء)، ومسكويه (421ه) في كتابه (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق)، وابن حزم الأندلسي (456ه) في كتابه (الأخلاق والسير)، أو (...)
للمطلع الشعري أهمية بالغة في نفوس الشعراء وعند من يتذوقون الشعر، وليس المطلع مفتاحاً للقصيدة أو مصراعاً فحسب، بل هو شعلة الإبداع الأولى التي تنبه الإحساس، وتوقظ العواطف، وتبعث على الجمال؛ ولهذا أَولاه بعض النقاد قديماً عنايتهم، فأطلقوا عليه أوصافاً (...)
كل عام أنتم بخير، هذه العبارة الجميلة التي طالما كانت قالباً لفظياً جمالياً يشبه باقة الورد التي تقدّم في مناسبة عزيزة، عبارة وسمها الدعاء بميسم الجمال والجلال، وأصبح لازمها اللفظي (وأنتم بخير) مرتبطاً بها، غير خارج عن مسارها، وليس ببعيد عن ألفاظها (...)
كلما دنا رمضان من الانتهاء، وأوشك على الرحيل والانقضاء، تجدّدت في النفوس مشاعر متباينة في وداعه، ما بين فرحٍ بتمام الصيام، وحزنٍ على الرحيل والانصرام، وهو ما جعل الناس في توديعه فريقين: متفائل، ومتشائم، ولكل من التفاؤل والتشاؤم درجاته، فأما درجات (...)
تنفتح السيميائية على العلامات وما تدل عليه، أو الرموز وما تشير إليه، وهي منهج نقدي حديث، ومعاصر، وإن كانت إشاراتها معروفة في القديم عند بعض الفلاسفة اليونانيين، كأفلاطون، وأرسطو، وغيرهما، والواقع أن السيميائية منذ إرهاصاتها الأولى، إلى اهتماماتها (...)
التداولية علم استعمال اللغة، وهي مبحث حيوي يجعل الخطابات أكثر تفاعلاً، وذلك من خلال مراعاة المقام، وأحوال المخاطب، وكيفيات التواصل، وأغراض الكلام، وقوانين الإقناع، وما يرمي إليه من مقاصد، وغايات، فهي تنظر إلى اللغة بوصفها ظاهرة خطابية، وتواصلية، (...)