ربما يكون الناقد الروسي (فلاديمير بروب 1970م) من أوائل نقاد السرد السيميائيين الذين ربطوا بين (المورفولوجيا)، و(السرد)، وذلك في كتابه (موروفولجيا القصة)، أو (مورفولوجيا الخرافة)، حيث ذهب إلى «أن الوظائف في بعض الأحيان لا تتالى مباشرة، فإذا قامت (...)
أَحْسَنَ الأستاذ الدكتور عبد الرزاق بن فرّاج الصاعدي صنعاً بعد إصدار معجمه (معجم اللغويين السعوديين ونتاجهم البحثي 1319ه -1445ه)، هذا المعجم الذي أصبح حديث الناس من المختصين والمهتمين في الشأن اللغوي، وأحسب أن الدكتور عبد الرزاق - مشكوراً مأجوراً – (...)
تدلنا الأصوات على الأشياء، فنحن نسمع أو نستمع إلى ما حولنا من أصوات بني البشر، أو الحيوان، أو الطبيعة، أو نحوها، فتنقلنا تلك الأصوات إلى المعنى، وتدلنا على ما يرمي إليه، فصوت الإنسان مثلاً يشير إلى معنى معين، وبخاصة عندما يكون فرحاً، أو حزيناً، أو (...)
حين ننظر في تراثنا الأدبي نجد كثيراً من الأدباء حملوا ألقاباً عرفوا بها أكثر من أسمائهم، وهو أمر ملحوظ في الشعر والنثر، فمنذ عصر ما قبل الإسلام ونحن نلمس تلك الظاهرة عند شعراء كثير، أمثال: المهلهل، والأعشى، والنابغة، والمتلمس، والمرقّش، والمثّقب، (...)
يُجمِع أكثرُ مؤرخي الأدب السعودي، والمهتمون بالأدب الروائي بأن الرواية السعودية قد سلكت مسارات متعددة منذ ولادتها، بدأت من النشأة، ومرت بالنضج، ووصلت إلى حد الاستواء والاكتمال، وقد تعرّض بعض الباحثين والمهتمين في مؤلفات خاصة لنشأة الرواية السعودية، (...)
تشير بعض الدراسات إلى أن مصطلح (الاستدامة الثقافية) ظهر أول ما ظهر في أواخر التسعينات الميلادية، وتحديداً في العام 1995م، عندما رُبِطت الثقافة بمفهوم الاستدامة، أو ما يعرف بالتنمية المستدامة، ومعلوم أن الاستدامة مصطلح اقتصادي، بيئي، اجتماعي، عالمي، (...)
تأسرني الكتابة إليك يا وطني، وأحسّ بشيء من الفخر والاعتزاز حين أكتبُ عنك، وأشعر بشيء من التقصير حين أحاول أن أبوح لك بما في النفس من الحب والامتنان، والوفاء، والعرفان، الكتابة عن الوطن شيء عظيم، وحين تكون الكتابة عن وطني المملكة العربية السعودية فإن (...)
كنتُ في الأسبوع الماضي (على الهواء) مع الإعلامي المتألق الأستاذ صلاح الغيدان في برنامجه المتميز (الشارع السعودي) الذي تبثه قناة السعودية، وكان موضوع الحلقة يدور حول (الكتابة الإبداعية)، وقد تحدثتُ في البرنامج عن بعض النقاط المهمة التي تتعلق بهذا (...)
إن العنوان في توجّهه للآخر يكشف عن مبدأ علمي تواصلي؛ إذ لا يخرج للمتلقي إلا بعد مراعاة حاله، والنظر في مقتضيات استقباله؛ ومن هنا اكتسب العنوان طابعاً تداولياً من هذا الجانب، وفي ضوء هذه التواصلية قد يصطدم العنوان بالقيمة الجمالية؛ ذلك أنَّ جعل (...)
منذ القديم تشير دلالات مادة العنوان في المعاجم اللغوية إلى الظهور، والتقدّم؛ وقد جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه) في مادة (عنن): «وعَنَّ لنا كذا يَعِنُّ عَنَنا وعُنُوناً: أي ظهر أمامنا، والعَنَونُ من الدّوابِ: المتقدمة في السير (...)
حظيت البلاغة العربية منذ القديم باهتمام واسع، وتنظير شاسع، بدءًا من تعريف البلاغة ذاتها، ومروراً بموضوعاتها، وظواهرها، وقضاياها، وكان البلاغيون في معظم موضوعاتهم التي ينسجونها لا يخرجون عن اصطلاحات متشابهة، وتعريفات متقاربة، منطلقين من وجوه البيان، (...)
انقسم دارسو الرواية إزاء تجنيسها إلى فريقين: فريق راح يرسم حدوداً فاصلة بين الأجناس، وآخر يمزجها ويدعو إلى وحدتها تحت مظلة النص المتعدد الخواص، فأما الفريق الأول فقد ظل ينتصر لتفوق جنس على آخر في الرواية، وأما الآخر فجعل الأجناس جسراً تعبر منه (...)
ما زال الأدب في عصرنا هذا (عصر الرؤية والطموح الوثاب) ينال في مملكتنا الغالية حظوة كبيرة، واهتماماً منقطع النظير، فبعد الجهود الدؤوبة والحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة، ها هي الهيئة العامة للترفيه تقدم لنا اليوم جائزة (القلم الذهبي للأدب الأكثر (...)
تستمد البنية مدلولها اللغوي من البناء؛ ولهذا يستعمل بعض الباحثين الصيغتين، ويراوح بينهما، فبعضهم يقول: «البنية السردية»، وبعضهم يقول: «البناء الفني»، غير أننا نميل مع استعمال البنية في بعض المواضع الخاصة، كالسرد مثلاً، ونرى استعمال البناء في مواضعَ (...)
اضطلعت مبادرة (السعودية الخضراء) برسالة حيوية سامية تهدف إلى تحسين البيئة، وتحقيق جودة الحياة؛ ليعم نفعها الحاضر والمستقبل، فهي مبادرة وطنية طموح تتطلع في المقام الأول إلى الحد من تداعيات تغيّر المناخ، وقد أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن (...)
تشير دلالات الغرس إلى الاستزراع النباتي، ومنه اشتق الاستزراع المجازي المعرفي في نظرية الغرس الثقافي، حيث تُعنى هذه النظرية بما يحققه الإعلام والثقافة من تواصل بين بني البشر؛ لذلك فإن دعائم هذه النظرية ترتكز على معززات تواصلية واجتماعية، وتمتح من (...)
تعد القهوة علامة من علامات الكرم والضيافة، وهي إحدى العادات الأصيلة المتجذرة في الروتين اليومي لدى كثير من السعوديين، كما أنها رمز للاحتفاء والانتشاء، ولو حاولنا البحث عن أصولها، وجذورها، وتاريخها لطال المقال، وامتد المثال، ولكن نشير هنا إلى أنها (...)
منذ أن كنا ندرس في مقاعد الطلب في مرحلة (البكالوريوس) ونحن لا نسأم من سماع عبارة (اختلف النحاة في هذه المسألة)، أو عبارة (يجوز الوجهان)، أو عبارة (يرى فريق هذا الحكم بينما يرى غيره الحكم الآخر)، وكنتُ وقتها أفكّر في الأمر جليّاً وأقول في نفسي: لماذا (...)
يوم عظيم من أيام الدنيا، قال الله تعالى فيه: «فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ»، وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها -: «ما مِن يَومٍ (...)
التغوير مصطلح نقدي يهتم بإحالة النص على نفسه، ويُعرف هذا الشكل عند النقاد الفرنسيين ب(التضمين الانعكاسي) كما عند (أندريه جيد 1951م)، أو (التضمين الذاتي) كما عند (تودوروف 2017م)، فهو أسلوب فني يشبه أسلوب التضمين، ويتجلى فيه الجزء المضمن مرآة داخلية (...)
تعود كلمة (التشخيص) في المعاجم اللغوية إلى مادة (شخص)، وقد أوردها الخليل بن أحمد الفراهيدي (175ه) في معجمه (كتاب العين) حيث قال: «شخص: الشَّخْصُ: سوادُ الإنسان إذا رأيته من بعيد، وكلّ شيءٍ رأيت جُسمانَه فقد رأيت شَخصَه، وجَمعُه: الشُّخوص، والأشخاص. (...)
جاء في كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (170ه) إشارة إلى معاني مادة (شرف) ودلالاتها، فمن ذلك: «الشرف: مصدر الشريف من الناس. شرف يشرف، وقوم أشراف، مثل: شهيد، وأشهاد ونصير، وأنصار. والشرف: ما أشرف من الأرض. والمشرف: المكان تشرف عليه وتعلوه. ومشارف (...)
يعد مفهوم (التبئير) عند نقاد السرد المعاصرين بديلاً عن المصطلح المعروف ب(وجهة النظر)، أو الرؤية، أو الصيغة السردية, وقد حاول الناقد الفرنسي (جيرار جينيت 2018م) في أوائل السبعينات من القرن المنصرم أن يصوغ مصطلح (التبئير)، عندما استمده من تصور (...)
حين يموتُ الشعراءُ تخلّد ذكرهم قصائدهم، وتتحدث عن آثارهم أشعارهم، فكأنهم باقون في نفوس الناس لا يفارقونها، تعود ذكراهم وتتجدد في كل بيت شعري أبدعوه، وعند كل معنى مطرِب نسجوه، يتذكرهم من مرّ بموقفٍ صعب، أو فارق إنساناً عزيزاً، أو أحبَّ حبّاً مخلصاً، (...)