مثل معظم النظريات والتيارات وحقول البحث التي تشهدها الثقافة العربية المعاصرة، جاءت النسوية (أو فيمينيزم) بوصفها حركة اجتماعية وسياسية إلى جانب كونها حقلاً للدراسات، ينطوي على نظريات ومفاهيم قادمة من خارج حدود العالم العربي، نظريات ومفاهيم جاءت من (...)
في تاريخ الدكتور جاسر الحربش الكثير من المواجهات التي أتوقع أن يكون هو أول المقرِّين بها، مثلما سيتفق معي فيها كثير من قرائه. فمنذ عرفته كاتباً في مجلة اليمامة حتى انتقاله إلى الجزيرة وهو يواجه، أو بالأحرى يصادم، قضايا يراها في صلب رسالته كاتباً (...)
محمد القشعمي ذاكرة ثقافية متحركة. سيقول الكثيرون عن ذلك الرجل عبارة كهذه، وسيصدقون، فهو بالفعل ذاكرة ثقافة، وحافظة جيل، بل أجيال. تستمع إليه فتستعيد ما أنجزه أفراد كثيرون بعضهم عرفهم أبو يعرب عن قرب وبعضهم عرفهم عن بعد، لكنه في كل الحالات كان دقيق (...)
تحت بند الدراسة الأكاديمية التي تتوخى العلمية والموضوعية ابتعد النقد العربي المعاصر عن إصدار الأحكام القيمية والجمالية، بل ادّعى البعض أن مجرد توجه الناقد إلى تحليل عمل ما هو اعتراف ضمني بقيمة هذا العمل وعبر إبداعات نصوص نقدية ربما تتميز بالصعوبة (...)
فاجئني أعضاء الملتقى الثقافي وضيوفه بجمعية الثقافة والفنون الأربعاء قبل الماضي، وفي اللقاء الافتتاحي للملتقى نصف الشهري بعد العودة من إجازة الصيف، بتكريم دل على نبلهم وحسن ظنهم أكثر مما دل على استحقاقي. وكان مما أتحفوني به من أشكال التعبير عن (...)
مما يشد القارئ إلى كتاب إدوارد سعيد "حول الأسلوب المتأخر" الذي عرضت لشيء منه في المقالة الماضية أنه يمزج التحليل النقدي بالسيرة الذاتية، في مجمل مقالات الكتاب. فهو يحدثنا عن الكتاب والنقاد والمفكرين من خلال صلته بالكثير منهم، وكأن الكتاب يسلط الضوء (...)
هو الكتاب الأخير الذي ألفه إدوارد سعيد دون أن يتمه أو يراه منشوراً. نشر الكتاب عام 2006 بعد وفاته بثلاثة أعوام وبجهد مشترك بين زوجته وبعض أصدقائه خاصة الناقدين الأمريكي رتشارد بواريير والإنجليزي مايكل وود. لكن الكتاب الذي ترجمه إلى العربية فواز (...)
تحت هذا العنوان في صيغته الإنجليزية (Experiences of Freedom) صدر قبل أربعة أعوام كتاب يستحق القراءة أو الاستعراض على أقل تقدير. هو كتاب يضم ثلاثين بحثاً توزعت على أربعة أقسام مع مقدمة. حرر الكتاب باحثان يدرّسان آداب اللغة الإنجليزية في إيطاليا وصدر (...)
نص درويش الذي اقتبست في مطلع هذه الملاحظات (في القسم الأول المنشور الأسبوع الماضي) يوضح مسؤولية الكتابة والقراءة معاً، ذلك أن الوصول إلى الفهم البسيط لمتلق بسيط هو بحد ذاته مسؤولية كما يراها الشاعر، كما أن تفسير الظلال للظلال مسؤولية أعلى وأصعب تجاه (...)
(هذه هي المقالة الأخير التي أترجم فيها محاضرتي في جامعة أتاوا الكندية في أواخر شهر مارس الماضي والتي نُشرت حلقتان منها على مدى الأسبوعين الماضيين. كنت في المقالة الأخيرة قد أشرت إلى أن العملين الروائيين اللذين استعرضتهما، لأميمة الخميس وبدرية البشر، (...)
التقيت محمد العلي لأول مرة في محاضرة لم أحضرها. كانت محاضرة ألقاها في الدمام، على ما أظن، وكنت حينها خارج البلاد. لكن المحاضرة نشرت في إحدى الصحف ولعلها صحيفة الرياض فأتيح لي أن «أحضرها» عن بعد. كنت إذ ذاك أتابع دراستي العليا في أمريكا في أوائل (...)
يغوص والاس ستيفنز في استكناه طبيعة المعضلة التي تواجه الشاعر الحديث، أو القصيدة الحديثة، حين يصف ذلك الشاعر.. بالميتافيزيقي الذي يعزف في الظلام ليقع في عزفه على لحظات صحة أو صدق غير مرسومة سلفاً كما كان الحال في الشعر ما قبل الحديث حين كانت الثقافة (...)
في كتاب صدر عام 2011 بالفرنسية ثم ترجم إلى الإنجليزية في العام التالي، وضع الفيلسوف الفرنسي آلان باديو Badiou، أحد أهم مفكري أوروبا المعاصرين، رؤيته للربيع العربي ضمن سياق أشمل من المتغيرات التاريخية، ولأهمية الكتاب ومؤلفه اخترت فيما يلي أن أعرض بعض (...)
(في هذه الحلقة ما قبل الأخيرة من ترجمتي للفصل المعنون "الحرية في حقبة الحداثة السائلة" من كتاب زيغمونت باومان "هل للحرية فرصة في عالم استهلاكي؟" يفصّل المؤلف في تحليل الضغوط التي يمارسها المجتمع الاستهلاكي بوصفه مجتمع حداثة سائلة على الفرد الراغب في (...)
(يربط المفكر البولندي زيغمونت باومان في الصفحات المترجمة هنا من الفصل الثالث من كتابه "هل للأخلاق فرصة في عالم استهلاكي؟" بين ما طرأ من تحولات سواء على الفنون الجميلة أو على الحياة التي تظل الفن الأكثر شيوعاً وممارسة حسب تعبيره. ففي كلتا الحالتين (...)
«لاغرابة إذاً أنه بحلول 31 يوليو 2006 كان هناك 50 مليون مدونة على الشبكة العالمية، وأنه حسب أحدث الإحصاءات فإن الأرقام قد تضاعفت بمعدل 175 ألف مدونة يومياً. ما الذي تضيفه تلك المدونات من معلومات ل»عموم الناس على الإنترنت»؟ إنها تخبرنا عن كل شيء يمكن (...)
(الثروة والشهرة والمجد التي هبطت فجأة على بعض الشبان الذين دخلوا الشبكة العنكبوتية في السنوات الأخيرة، مثل مؤسسي ماي سبيس و يوتيوب، وبالطبع غوغل وفيس بوك وغيرها، هي من ظواهر حديثة في طريقة الإثراء لم يعرفها العالم القديم، كما يؤكد باومان في هذا (...)
(في هذا الجزء من كتاب باومان "هل للأخلاق فرصة في عالم استهلاكي؟" يواصل المفكر البولندي تحليل السمات التي يتسم بها شبان اليوم في مواجهة متغيرات الحياة وما تطرحه من خيارات وتستدعيه من قرارات، ويضع نفسه، بطريقته المميزة في الخروج على الأسلوب الأكاديمي، (...)
(في هذه الحلقة من الفصل الثالث من كتاب باومان "هل للأخلاق فرصة في عالم استهلاكي؟"، يتناول المفكر البولندي ما آلت إليه الحياة الاجتماعية في حقبة "الحداثة السائلة" وذلك بمقارنة مواقف الجيلين القديم والجديد تجاه قضايا يومية ومصيرية. ومع أن مرجعية (...)
(في هذا الجزء من الفصل الثالث من كتاب باومان "هل للأخلاق فرصة في عالم استهلاكي؟" يواصل المفكر البولندي تحليل النمط الجديد من العلاقات القائمة بين الأفراد في مرحلة ما يسميه الحداثة السائلة. إنها علاقة الشبكة، أي ارتباط الأفراد بشبكة من العلاقات. ولعل (...)
(هذه هي الحلقة الثالثة من ترجمتي للفصل الثالث من كتاب البولندي زيغمونت باومان "هل للأخلاق فرصة في عالم استهلاكي؟" في النص المترجم هنا يواصل باومان مناقشة ما آلت إليه قيمة الحرية في مجتمعات الحداثة السائلة – وهي في المقام الأول مجتمعات غربية – بعد أن (...)
(هذه هي الحلقة الثانية من ترجمتي للفصل الثالث من كتاب عالم الاجتماع البولندي باومان "هل للأخلاق مكان في عالم استهلاكي؟" وأشير إلى أن الترجمة تتضمن هوامش أو ملاحظات توضيحية أدرجتها ضمن معقوفتين مربعتين داخل النص لأنها ليست جزءاً منه).
فلتكن لديك (...)
(أردت في مقالة هذا الأسبوع أن أعرض بعض أفكار طرحها المفكر وعالم الاجتماع البولندي زيغمونت باومان حول مفهوم الحداثة السائلة الذي يطرحه ويحلل أبعاده في عدد من كتبه. ثم بدا لي أن الفائدة ستكون أكبر إن أنا ترجمت فصلاً من فصول أحد كتبه التي تطرح تلك (...)
سيمر البعض على مفردة "تمثيل ثقافي" بسرعة ليمنحوها معناها المتداول: قيام مؤسسة ثقافية أو فرد له نفس الصفة بنشاط يقصد منه التعريف بالنشاط الثقافي في مكان ما. نشر كتاب خارج البلاد تمثيل لها ثقافياً، وإلقاء محاضرة خارج البلاد أو تقديم بحث لمؤتمر في (...)
الحديث عن العدو مفهوماً وتاريخاً في السياق الثقافي على مدى الأسبوعين الماضيين يستدعى شخصية تحفها الطرافة والعمق في الشعر الغربي الحديث. طيار ييتس، كما أشار إليه محمود درويش في قصيدة "عندما يبتعد" التي اقتبست منها في المقالة الماضية، هو طيار أيرلندي (...)