تحت بند الدراسة الأكاديمية التي تتوخى العلمية والموضوعية ابتعد النقد العربي المعاصر عن إصدار الأحكام القيمية والجمالية، بل ادّعى البعض أن مجرد توجه الناقد إلى تحليل عمل ما هو اعتراف ضمني بقيمة هذا العمل وعبر إبداعات نصوص نقدية ربما تتميز بالصعوبة أحياناً والغموض دائماً، وأصبحنا نواجه كارثة حقيقية، حيث أصبح النقد بعيداً عن القارئ غير المدرب على اكتشاف مناطق الجمال في النص الأدبي فضلاً عن فك رموزه ودلالته. إن وظيفة النقد الغائبة تتمثَّل في ضرورة العودة إلى أدواره التنويرية والتعليمية وبتبني مواقف قيمية تحكم على أي عمل بالجودة أو الرداءة.