من أهم مظاهر الاستفادة من الوسائل الحديثة توظيفها للمصلحة، وتفادي ما فيها من السلبيَّة، ويتمثل ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإنها إذا وُظّفت للنفع كانت رحمة، وإذا وُظّفت للإفساد كانت نقمةً، وقد جعلها المفسدون مطيّة توصلوا بها إلى الفتك ببعض (...)
اليوم الوطنيُّ مناسبة لاستذكار ضخامة الجهود التي بذلت؛ ليُبنى هذا الوطن، فعلى كلٍّ منا أن يعيَ أنه يعيش -بفضل الله تعالى- في حصنٍ منيع ذي ظلٍّ سابغٍ في عيشةٍ هنيئة، وأن هذا لم يحصلْ صُدفة بلا سبب، بل يسَّره الله تعالى بسعيٍ حثيث متنوِّعٍ، فهو ثمرةُ (...)
من مقتضى رُبُوبِيَّة الله تعالى إنعامُه على عباده بالنِّعمِ الظاهرة والباطنة، وهذه النِّعم عامَّة، فلا يخلو أحدٌ من نيلِ شيء منها، وهي من الكثرة بحيث لا يأتي عليها الإحصاء، كما قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ (...)
على المسلم أن يسلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا ليس تبرُّعاً يُؤمَّلُ منه، بل هو حقٌّ واجبٌ عليه، وإذا أخلَّ به فقد سجَّل على نفسِه تبعاتٍ كثيرةً، ومن أهمِّ الأسباب المُعينةِ على سلامة الناس من شرِّ المرءِ أن يستشعرَ في نفسِه كرامةَ الإنسانِ وعصمةَ (...)
من الأخلاق الفاضلة كفُّ الشرّ عن الخلق وإقبال الإنسان على شأنه، وعدم التطفُّل على شؤون الآخرين، فلا غرابة أن تكونَ هذه الخصال أصعبَ التصرفات على ذوي النفوس المريضة؛ لأنهم محرومون من الشيم النبيلة والقيم السامية، ولا يهدأ لأحدهم بالٌ ما لم يتسلَط على (...)
الفضائلُ والأعمال الصالحة أصناف متفاوتة، فمنها ما هو فاضل في نفسه، لكن غيره أفضل منه، كما أن لكل فضيلة ولعمل صالح درجاتٍ متباينةً في الأهمية، وهي بجميع أقسامها ودرجاتها مشتركةٌ في أصل الفضلِ، والتفاوتُ لا يُلغي هذا الاشتراك، وللتعاطي مع الطاعة (...)
من شأن العاقل أن تكون هناك أهدافٌ يصبو إلى تحقيقها، وهي إما أهدافٌ قد تقرر لدى جميع الناس أنها مطلوبة، وإما أهدافٌ خاصةٌ ببعض الفئات من الناس وتعارفوا على العناية بها، وإما هدفٌ معينٌ اهتدى صاحبه إلى فكرته، وسعى إلى تجسيده على أرض الواقع، وإذا نجح (...)
من الأمور التي يصعب استدراك الخلل فيها الثقة بين الناس إذا اهتزت، فالثقة من أغلى ما يكتسبه الإنسان في مسيرة حياته، ولا تُكتسب بسهولةٍ، والثقة انطباعٌ يتشكل عند الواثق ويسكن به قلبه، فإذا أخلَّ بها الموثوق به صعب أو تعذر استدراكها؛ لأن انطباع القلب (...)
قد يتعاطى أحدهم ما يضرُّ بصحته وبدنه، أو يؤول إلى الإضرار بالآخرين، فإذا نصحه مشفقٌ عليه احتجَّ بأن له الحقَّ في تصرفاته، وهو جاهلٌ أو متجاهلٌ أن نصحاءه من أسرته أو ذوِي ودِّهِ عليهم أعباءٌ معنويةٌ من جراء تأذيهِ أو تورطه، وكأنه يظنُّ أن كونَ الشيء (...)
عدم الموضوعية -وأعني به عدم تركيز التقويم على موضع الخلل- أهم معايير التقويم المعوج؛ ولهذا تجد صاحبه يجهد في أن يستحضر أكبر عدد من الملحوظات والأخطاء والهفوات التي يقع فيها الآخرون، ويفرح إذا استجدت له معلومةٌ من هذا القبيل، ولو حدثته بمحاسن ومناقب (...)
من توفيق الله تعالى لمجتمعنا أن قامت جماعةٌ من أبنائه البررة بهذه المبادرة، فهيأت للناس الفرصةَ المناسبة لهذه المرحمة، وأتاحت لهم من يُنسقُ تلك الفزعات بشكلٍ رسميٍ، وبصورةٍ يكون فيها المتبرع واثقاً من أنه أخرج معونته لجهة برٍّ بحقّ، وأنه وضعها في (...)
مما ابتليَ به الناسُ في هذا العصرِ الحكمُ على الآخرين، وعلى المواقف والأحداث، بحجة التعليق والمناقشة وإبداء الرأي، والحكمُ مسؤوليةٌ لا ينبغي الاستهانة بها؛ لأنها نوعُ شهادةٍ، والأصل في الخوض في مثل هذا أن لا يُتعاطى إلا لحاجةٍ تقتضيه، وإذا اقتضته (...)
خصَّ الله تعالى الإنسان بمميزاتٍ عديدةٍ وهذه المميزات يشملها على سبيل الإجمال خَلْقُ الإنسانِ في أحسن تقويمٍ، فهذا يشمل الخصائص الخارجية المحسوسة من تميز هيأة البشر وتناسق خِلقتهم، كما تشمل أحسنيةَ تقويمهم فيما يتعلق بالقُوى الباطنيةِ من فطرةٍ (...)
زرع الشكوك في النفوس مما يُراهنُ عليه من يلجؤون إلى الوسوسة في محاولة المكر بنا، ويودون لو وجدوا سبيلاً إلى تبني مواطني المملكة أسلوب التذمر والخوف على المستقبل؛ ليصير ذلك شرخاً في الأمة، وزعزعةً لصفها الموحَّد، وهذا سعيٌ خائبٌ يجب علينا أن نسعى في (...)
العبادات ليست أشخاصاً ماثلة للعيانِ، بل هي أفعالٌ صادرةٌ من الناس، فمن تطاول على الحجاج تطاول على الحج؛ ومن سَخِرَ من المتصدقين سَخِرَ من الصدقة، ومن استهزأ بالمصلين استهزأ بالصلاة، وقد تفاقمت تعدِّياتُ المتحزبين والمجرمين حتى آلت إلى النيل من كل ذي (...)
وظيفة الإنسان العليا أن يعبد ربه سبحانه وتعالى؛ تحقيقاً للحكمة التي لأجلها خلقه ربُّه، والمبيَّنة في قوله تعالى: (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)، وإنما تتم عبادة الله تعالى بالانقياد لأوامره واجتناب نواهيه، ويكون ذلك باتباع (...)
الاتصاف بطلاقة الوجه الصادقة من الاختبارات الصعبة التي نُميز بها بين صاحب الخلق الحسن ومن يتظاهر بذلك، فإن الصادق يُصاحبُ البشاشة بلا تكلفٍ، ويبذلها للعامة والخاصة، ولا يلتمس من خلالها مصلحة ولا لفْتَ نظر، بل من خواص أهل الأخلاق السمحة من يتحلى (...)
معلومٌ ما طُبع عليه الإنسان من حبِّ الاستزادة من المال، وهذه الطبيعة لا يُؤاخذ عليها الإنسان إن بذل الحقوق وأدَّى الواجباتِ، وتصرَّف حسب المأذون له فيه، فلا سقف للكسب الحلال المشروعِ، المضبوط بضوابط الشرع والنظام، لكن الحياة الأخروية الدائمة هي (...)
الدنيا دارُ عملٍ، ولا بد للإنسان فيها من أعمالٍ متنوعةٍ، منها ما يَتقرب به إلى ربه تعالى، ومنها ما يُصلح به أمرَ معاشه، مما يجري بينه وبين غيره من المعاملات، والإتقانُ مطلوبٌ في كل ما يتعاطاه الإنسان من عملٍ دينيٍّ أو دنيويٍّ، وهو بمثابة الرُّوح (...)
أرشد الله تعالى خلقَه إلى سبل اجتلابِ المنافع واجتناب المضارِّ، كما قال تعالى: (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)، وللإنسان في ذلك خُصوصيةٌ تناسب تكريمَهُ وعلوَّ شأنه، وإناطةَ تعمير الأرض به، فقد فتح الله له من الأسباب (...)
لا بد للإنسان من سعي في أعمالٍ يُصلحُ بها دينه ودنياه، ولن تستقيم حاله بإهمال السعي، ومعلومٌ أن فرصة السعي ليست مفتوحةً للإنسان متى وكيف شاء، بل هي محكومةٌ بعامل الوقت، ومرتبطةٌ بظروف الإنسان وأحواله البدنية والمادية، أما الوقت فساعاتٌ مُتعاقبةٌ (...)
حصاد الخير لا يتأتّى إلا ببذره، ومن رام غير هذا فما هو إلا مجردُ طمّاعٍ مغرورٍ، فالقاعد لا يجني الثمرات، وزارع الشر لا يحصد الخير، ومن أمثال العرب المأثورة: (إِنَّك لَا تجني من الشوك الْعِنَب)، فمن أراد الولوج إلى قلوب الناس، فليستعن بمفتاحها وهو (...)
للنفع حقيقته المتقررة، والمتمثلة فيما يُتوصَّلُ به إلى خيرٍ يتعلق بالمعاد أو بالمعاش، والنفع المتعلق بالمعاش منه ما يُتوصَّلُ به إلى مآربَ ماديّةٍ قد يتضرر الإنسان بعدم وصولها إليه، ومنه ما يُوصِلُ إلى مآربَ معنويةٍ، لا ضرر في تخلُّفها، لكنها تنفع (...)
من أسباب تضاعف مقدار العمل التي من تجاهلها أساء التقدير، أن يكون محل قدوة، فعلى الإنسان إذا أراد أن يشرع في عملٍ من شأنه أن يُقتدى به فيه أن ينظر: هل هو حسنٌ يصير به قدوةً صالحةً، أو سيءٌ يفتح به على الناس بابَ فتنةٍ وشرٍّ وشقاقٍ وبدعةٍ؟..
من أهم (...)
من الخسارة العظيمة أن يتخلى المسلم عن المعاني التي استلهمها من هذا الشهر، وينساها بمجرد إكماله، والمتخلي عن معاني الصيام وما تربَّى عليه أثناء الشهر لم يزد على أن خرج من واحة الأمان والطمأنينة مستثقلاً البقاء فيها..
ها نحن نكمل العدة بتوفيقٍ وفضلٍ (...)