غفر الله لوالد الجميع الشيخ محمد بن سليمان العليّط واسأل الله ان يرفع درجاته في الفردوس الاعلى ووالدينا وجميع المسلمين ويجمعنا بهم في الفردوس الاعلى من الجنة ان ربي جواد كريم أرثيك يا رجُلاً تعاظم ذِكرهُ، بين الأنام وهل يفيد توجدي وبياني ، وهل يجود الزمان بمثلهِ، شهماً شريفاً طيفه أشجاني . وانا اتصفح مواقع التواصل الاجتماعي الناس تتداول تشييع الشيخ الوالد ابي عمر كانت جنازة مهيبة خرجت من جامع الأمام محمد بن عبدالوهاب (الخليج)إلى مقبرة الموطأ وكان التصوير الجوي اكبر شاهد على الحضور الكبير الذي يندر ان ترى مثله حشود كبيرة ممن تعلوهم سيما الصالحين والمحبين وأهل الشيخ وجماعته وطلابه انها بريدة تودع رمز من رجالها وعلم من أعلامها عرف داعي إلى الله معلم للناس الخير زاهد بالدنيا وما فيها يرجو الله والدار الاخرة هذا ما عرفنا ولا نزكي على الله احد ويوم الجنائز شاهد بهيبة الموقف حيث من لم يعرف الشيخ يسأل من كل بلاد العالم وش يقرب لك الشيخ وعرفت ان هذا هو المجد الذي وهبة الله للشيخ الوالد محمد بن سليمان العليط غفر الله له قال تعالى : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). جاء رجل لمحمد بن واسع، فقال: (أوصني، قال: أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة، قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا). ويُروى في ابن ماجه: (ازهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وازهَدْ فِيْمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ). وقال الفضيل بن عياض: (علامة الزهد في الدنيا الزهد في الناس). والزهد درجتان: الأولى: الزهد في زخرف الدنيا وهذا المعنى العام للزهد قال جل جلاله: (وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا ۚ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ). الثانية: الزهد في ثناء الناس وحسن الصيت والرئاسة وهذه الدرجة لا يوفق لها إلا من أخلص الله قلبه لهم الآخرة وإرادة وجه الله وقال يوسف بن أسباط: (الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا). وبعض الصالحين يزهد في زينة الدنيا لكنه لا يزهد في الشهرة لخلل في إخلاصه وضعف في يقينه وهذه شهوة خفية يبتلى بها بعض المنتسبين للعلم والدعوة قال سفيان الثوري: (ما رأيت زهدا في شيء أقل منه في الرئاسة ترى الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال والثياب فإن نوزع الرئاسة تحامى عليها وعادى). وقال أحمد بن حنبل: (الزهد على ثلاثة أوجه: الأول: ترك الحرام وهو زهد العوام. والثاني: ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص. والثالث: ترك ما يشغل عن الله وهو زهد العارفين). والزاهد حقا من أتته الدنيا منقادة فطلقها ورغب ما عند الله وأعرض عنها أما زهد من عجز عنها ولم تفتح عليه فأمر سهل يحسنه كل أحد قال مالك بن دينار: (الناس يقولون: إني زاهد إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز الذي أتته الدنيا فتركها). قال ابن عبد الحكم: (لما ولي عمر بن عبد العزيز زهد في الدنيا ورفض ما كان فيه وترك ألوان الطعام). وبعض الناس يظهر الزهد حال فقره فإذا تولى المناصب وفتحت عليه الدنيا هجر الزهد وصار من المترفين. ولا يكون المرء إماما للناس حتى يزهد في الدنيا قال جل جلاله: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا). قال قتادة: (لما صبروا عن الدنيا). وقال سفيان: (هكذا كان هؤلاء ولا ينبغي للرجل أن يكون إماما يقتدى به حتى يتحامى عن الدنيا). قال ابن رجب رحمه الله: وقال الفضيل بن عياض: أصل الزهد الرضا عن الله عز وجل، وقال: القنوع هو الزهد، وهو الغنى. هكذا كان شيخنا ووالدنا الشيخ محمد بن سليمان العليط عالما ورعاً زاهداً في الدنيا راغباً عنها إلى ماعند الله نحسبه كذلك والله حسيبه ووالله إن العين لتدمع وان القلب ليخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ( إنا لله وإنا إليه راجعون). والموتُ حقٌ ولكن ليس كل فتىً، يبكى عليه إِذا يعروهُ فقدانُ. ليس من ماتَ فاستراحَ بميتٍ، إِنما الميتُ ميتُ الأحياءِ. إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين. أسال الله سبحانه الحي القيوم ان يخلف علينا خير ويعظم لنا الاجر وان يأخذ بأيدينا إلى ما يحب ويرضى ان ربي عليم حكيم جواد كريم.