من الخطأ إعراض الإنسان عن الميسور في شؤونه، فمن الخطأ أن يعامل الناس هكذا، فيتجاهل جهود من بذل الميسور، ولا يعذره فيما عذره الله فيه، فيقلّل من شأن هذا ويسخر من ذاك؛ لأنهما لم يُنجِزا ما يرى أنّه الإنجاز المنشود..
لا بدَّ للإنسان من سعيٍ حثيثٍ في (...)
من أهمِّ أدواتِ العدّة صقلُ العقل بالتَّجارب التي يمرُّ بها الإنسانُ في حياته، ففي التّجارب للعقل مَدَدٌ لا يُستهان به، ودروس الحياة تُملي علينا الكثيرَ من التّجارب، فاللّبيب من يستوعبها ويتذكّر المنعطفاتِ التي تعثّر فيها؛ ليتجنبها لاحقاً أو ليسير (...)
من التعاطي السلبيّ مع الواقع التنصّل من المسؤولية والتسبب في الإشكال، فبعض الناس يكون مهملاً في بذل الأسباب، فإذا رأى النتيجة الطبيعيّة لتقاعسه، تنصّل من تحمل مسؤولياته تجاه نفسه، والتمس أعذاراً من هناك وهناك ليلقي عليها اللومَ في ذلك، ولا شك أن في (...)
مما يوقع فيه رهاب الإحراج أن يتهرب الإنسان من شيء مما يراه حرجاً، فيقع في مخالفة النظام، وهذا كَمَنْ تُستغلُّ منه العاطفة، فيُطلبُ منه شيءٌ ممنوعٌ نظاماً، فيبذله دفعاً للحرجِ، فيضع نفسه في دائرة الحرج الحقيقيِّ..
من الخصال المركوزة في الفطر السليمة (...)
دولتنا -وفقها الله تعالى- لم تقصِّر في حراسة حقائقها، وحماية المجتمع من الأضرار الناتجة عن اتباع الوهم فيها، كما أنَّ هناك من يُسهم في هذه الحراسة بنشر المعلوماتِ الموثوقة، وهم جماعة من الغيورين على الوطنِ من أهل الاختصاصات المتنوّعة، وكلٌّ منهم (...)
النظام ضرورة حضاريةٌ، وما زال الناس تتجدد لهم الحاجةُ إلى تطويره، وكلَّما زادت أهمية الدولة وقوتها ازدادت حاجتها إلى تحديث الأنظمة؛ لتكون مواكبة لدورة الحضارة، وملائمة لحياة الناس، وضامنةً للمجتمع العيشَ الكريمَ بإذن الله تعالى..
خلق الله تعالى (...)
من بركات الاجتماع أنه قوةٌ لا تعادلها قوة، ولا تُحفظُ الكرامة ولا تُحمى الحقوق إلا باجتماع الكلمة ووحدة الصفِّ، ولا تتكسَّر أطماع الحاقدين إلا على صخرة الائتلاف واللحمة الصادقة، ولا يُلجَمُ أهل الظلم والعدوان إلا جوبهوا بالاتحاد، وبناء على ذلك فواجب (...)
يمنح الله تعالى من شاء من عباده ما شاء، ويفتح لمن شاء باباً معيَّناً من أبواب المواهب، فيشتغل به، وربما صار هذا الاشتغال تخصُّصاً دقيقاً ينقطع إليه صاحبه، ويعكف عليه، ويرتبط اسمه به، فيذكر به إذا ذكر، ويُيسِّر لبعضهم الاتصافَ بأكثر من موهبةٍ، (...)
من أهم مظاهر الاستفادة من الوسائل الحديثة توظيفها للمصلحة، وتفادي ما فيها من السلبيَّة، ويتمثل ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإنها إذا وُظّفت للنفع كانت رحمة، وإذا وُظّفت للإفساد كانت نقمةً، وقد جعلها المفسدون مطيّة توصلوا بها إلى الفتك ببعض (...)
اليوم الوطنيُّ مناسبة لاستذكار ضخامة الجهود التي بذلت؛ ليُبنى هذا الوطن، فعلى كلٍّ منا أن يعيَ أنه يعيش -بفضل الله تعالى- في حصنٍ منيع ذي ظلٍّ سابغٍ في عيشةٍ هنيئة، وأن هذا لم يحصلْ صُدفة بلا سبب، بل يسَّره الله تعالى بسعيٍ حثيث متنوِّعٍ، فهو ثمرةُ (...)
من مقتضى رُبُوبِيَّة الله تعالى إنعامُه على عباده بالنِّعمِ الظاهرة والباطنة، وهذه النِّعم عامَّة، فلا يخلو أحدٌ من نيلِ شيء منها، وهي من الكثرة بحيث لا يأتي عليها الإحصاء، كما قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ (...)
على المسلم أن يسلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا ليس تبرُّعاً يُؤمَّلُ منه، بل هو حقٌّ واجبٌ عليه، وإذا أخلَّ به فقد سجَّل على نفسِه تبعاتٍ كثيرةً، ومن أهمِّ الأسباب المُعينةِ على سلامة الناس من شرِّ المرءِ أن يستشعرَ في نفسِه كرامةَ الإنسانِ وعصمةَ (...)
من الأخلاق الفاضلة كفُّ الشرّ عن الخلق وإقبال الإنسان على شأنه، وعدم التطفُّل على شؤون الآخرين، فلا غرابة أن تكونَ هذه الخصال أصعبَ التصرفات على ذوي النفوس المريضة؛ لأنهم محرومون من الشيم النبيلة والقيم السامية، ولا يهدأ لأحدهم بالٌ ما لم يتسلَط على (...)
الفضائلُ والأعمال الصالحة أصناف متفاوتة، فمنها ما هو فاضل في نفسه، لكن غيره أفضل منه، كما أن لكل فضيلة ولعمل صالح درجاتٍ متباينةً في الأهمية، وهي بجميع أقسامها ودرجاتها مشتركةٌ في أصل الفضلِ، والتفاوتُ لا يُلغي هذا الاشتراك، وللتعاطي مع الطاعة (...)
من شأن العاقل أن تكون هناك أهدافٌ يصبو إلى تحقيقها، وهي إما أهدافٌ قد تقرر لدى جميع الناس أنها مطلوبة، وإما أهدافٌ خاصةٌ ببعض الفئات من الناس وتعارفوا على العناية بها، وإما هدفٌ معينٌ اهتدى صاحبه إلى فكرته، وسعى إلى تجسيده على أرض الواقع، وإذا نجح (...)
من الأمور التي يصعب استدراك الخلل فيها الثقة بين الناس إذا اهتزت، فالثقة من أغلى ما يكتسبه الإنسان في مسيرة حياته، ولا تُكتسب بسهولةٍ، والثقة انطباعٌ يتشكل عند الواثق ويسكن به قلبه، فإذا أخلَّ بها الموثوق به صعب أو تعذر استدراكها؛ لأن انطباع القلب (...)
قد يتعاطى أحدهم ما يضرُّ بصحته وبدنه، أو يؤول إلى الإضرار بالآخرين، فإذا نصحه مشفقٌ عليه احتجَّ بأن له الحقَّ في تصرفاته، وهو جاهلٌ أو متجاهلٌ أن نصحاءه من أسرته أو ذوِي ودِّهِ عليهم أعباءٌ معنويةٌ من جراء تأذيهِ أو تورطه، وكأنه يظنُّ أن كونَ الشيء (...)
عدم الموضوعية -وأعني به عدم تركيز التقويم على موضع الخلل- أهم معايير التقويم المعوج؛ ولهذا تجد صاحبه يجهد في أن يستحضر أكبر عدد من الملحوظات والأخطاء والهفوات التي يقع فيها الآخرون، ويفرح إذا استجدت له معلومةٌ من هذا القبيل، ولو حدثته بمحاسن ومناقب (...)
من توفيق الله تعالى لمجتمعنا أن قامت جماعةٌ من أبنائه البررة بهذه المبادرة، فهيأت للناس الفرصةَ المناسبة لهذه المرحمة، وأتاحت لهم من يُنسقُ تلك الفزعات بشكلٍ رسميٍ، وبصورةٍ يكون فيها المتبرع واثقاً من أنه أخرج معونته لجهة برٍّ بحقّ، وأنه وضعها في (...)
مما ابتليَ به الناسُ في هذا العصرِ الحكمُ على الآخرين، وعلى المواقف والأحداث، بحجة التعليق والمناقشة وإبداء الرأي، والحكمُ مسؤوليةٌ لا ينبغي الاستهانة بها؛ لأنها نوعُ شهادةٍ، والأصل في الخوض في مثل هذا أن لا يُتعاطى إلا لحاجةٍ تقتضيه، وإذا اقتضته (...)
خصَّ الله تعالى الإنسان بمميزاتٍ عديدةٍ وهذه المميزات يشملها على سبيل الإجمال خَلْقُ الإنسانِ في أحسن تقويمٍ، فهذا يشمل الخصائص الخارجية المحسوسة من تميز هيأة البشر وتناسق خِلقتهم، كما تشمل أحسنيةَ تقويمهم فيما يتعلق بالقُوى الباطنيةِ من فطرةٍ (...)
زرع الشكوك في النفوس مما يُراهنُ عليه من يلجؤون إلى الوسوسة في محاولة المكر بنا، ويودون لو وجدوا سبيلاً إلى تبني مواطني المملكة أسلوب التذمر والخوف على المستقبل؛ ليصير ذلك شرخاً في الأمة، وزعزعةً لصفها الموحَّد، وهذا سعيٌ خائبٌ يجب علينا أن نسعى في (...)
العبادات ليست أشخاصاً ماثلة للعيانِ، بل هي أفعالٌ صادرةٌ من الناس، فمن تطاول على الحجاج تطاول على الحج؛ ومن سَخِرَ من المتصدقين سَخِرَ من الصدقة، ومن استهزأ بالمصلين استهزأ بالصلاة، وقد تفاقمت تعدِّياتُ المتحزبين والمجرمين حتى آلت إلى النيل من كل ذي (...)
وظيفة الإنسان العليا أن يعبد ربه سبحانه وتعالى؛ تحقيقاً للحكمة التي لأجلها خلقه ربُّه، والمبيَّنة في قوله تعالى: (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)، وإنما تتم عبادة الله تعالى بالانقياد لأوامره واجتناب نواهيه، ويكون ذلك باتباع (...)
الاتصاف بطلاقة الوجه الصادقة من الاختبارات الصعبة التي نُميز بها بين صاحب الخلق الحسن ومن يتظاهر بذلك، فإن الصادق يُصاحبُ البشاشة بلا تكلفٍ، ويبذلها للعامة والخاصة، ولا يلتمس من خلالها مصلحة ولا لفْتَ نظر، بل من خواص أهل الأخلاق السمحة من يتحلى (...)