طالب مختصون ومهتمون بسن قانون للحماية الجنائية للطفل لحمايته من تسلط والده وأسرته، وحمايته من التحرش الجنسي الذي يقع ضحيته صغار السن بسبب إهمال الأب وغفلة الأسرة وعدم متابعتها لأبنائها، وذلك مع انطلاق الملتقى التربوي الثاني لمركز تدريب معلمات رياض الأطفال للعام الدراسي الحالي، حيث يبحث أكثر من 500 خبيرة ومختصة في مرحلة رياض الأطفال، غدا، الحلول الجذرية لمشكلة التحرش الجنسي بالأطفال وانعكاسها على الطفولة. ويهدف الملتقى الذي تبنته وترعاه صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة برنامج الأمان الأسري نشر ثقافة حقوق الطفل وأهمية احترامها، بالإضافة إلى توعية المجتمع بمخاطر الاعتداء الجنسي على الأطفال، والتعريف بطرق توعية الأطفال بحقوقهم وخطورة انتهاك هذه الحقوق وكيفية التعامل معها. وأوضح أخصائي ورئيس الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد والمشرف على موقع مجلة العلوم الاجتماعية والنفسية طلال الناشري، أن المعتدي حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل، وله علاقة ثقة وقرب للضحية، وقد دل كثير من الدراسات أن أكثر من 70 في المائة من المعتدين هم ممن لهم علاقة قرب مثل: أب، أخ، عم، خال، جد أو معروفون للضحية. ويتم الاعتداء عن طريق التودد أو الترغيب، وهو استخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا... إلخ. أو الترهيب أو التهديد: وهو التخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء، وذلك عن طريق: الضرب، أو التهديد بالتوقف عن حب الطفل، أو عدم أخذ الطفل إلى أماكن يحبها، أو التخلي عن الطفل بأنه السبب لأنه يريد ذلك. وحول آثار التحرشات الجنسية على نفسية الطفل وعواقبها قال: هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة، حيث يلجأ المعتدي لإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه، وقد يتلذذ الطفل بهذا الموقف ويستمر على ذلك ويؤدي به إلى الانحراف إذا أهمل ولم يتلق النصح والحذر من ذلك، وقد يشعر بالخوف من الطرفين والإفصاح لوالديه أو للكبار خوفا من العقاب أو التندر عليه أو الاستهزاء به. من الجانب الثاني يخاف من المعتدي لأنه يهدده بالقتل أو بشيء آخر إن أفشى ذلك لأحد رغم أنه يشعر بالإهانة من جراء ذلك التحرش، وقد واجهنا العديد من الحالات في العيادة، حيث يبكي الضحية أشد البكاء، ويسأل: ماذا أعمل؟ وهذا يدل على المرارة التي يشعر بها، كما أن الضحية قد يكون عدوانيا انتقاميا، وقد يعتدي على الآخرين مثلما اعتدي عليه، وتكون الحلقة مفرغة في هذا الموقف. وقد يكون انطوائيا منعزلا يكره الآخرين ولا يرغب في العلاقات الاجتماعية، ومن بينهم من يصاب باضطرابات نفسية مختلفة كالنكوص أو الكآبة وأحيانا الانتحار أو الوسواس القهري، وقد تكون ثقته بنفسه وبالآخرين ضعيفة جدا، وقد يصاب بالشذوذ الجنسي كاللواط للرجل أو السحاق للمرأة، وربما يعزف عن الزواج خوفا منه وإن أجبر على الزواج لا يسعد بذلك الزواج كونه يخجل من الإفصاح عما يعاني من أمراض في الجهاز التناسلي والتهابات مختلفة، كما يعاني من تأنيب الضمير، وتسيطر عليه أحلام اليقظة. وتشير الدكتورة إنعام الربوعي رئيسة جمعية الحماية الأسرية في جدة وإحدى المشاركات اليوم في الملتقى، إلى أن التحرش الجنسي الذي يقع داخل محيط الأسرة من أقارب الضحية يتم التكتم عليه حتى لايحدث بلبلة وشرخا في الأسرة خوفا من السمعة. أما الحالات التي تصل للمحاكم والشرط والتحقيق والادعاء العام فهي حالات غالبا ما يكون فيها الجاني من خارج محيط الأسرة مثل: السائقين، والشغالات، والباعة في البقالات، مؤكدة أن قضايا التحرش تقع في أماكن عديدة، القاسم المشترك فيها غياب الأسرة أو تفككها أو وجود إدمان للمخدرات، ويكون الطفل هو الضحية.