أكد الدكتور خالد الحليبي مدير مركز التنمية الأسرية بالإحساء بأن توعية وتثقيف الأطفال جنسيا تقع على الأهل بالدرجة الأولى ومن ثم الفضائيات والمدرسة من خلال المواد الشرعية التي تعتبر مجالا لقنوات الأسئلة . جاء ذلك خلال الدورة التدريبية التي نظمتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بعنوان ( التحرش الجنسي ) الأسبوع الماضي مشير بأن الإطار الأساس لشخصية الفرد يتشكل في الخمس او الست سنوات الأولى من عمر الطفولة ، والتي لها اثر عميق في بناء قدرات الإنسان وتكوين شخصيته ولذلك فمن حق الطفل على الأهل ان يحموه من كل ما يسئ اليه، وان يبنوه نفسيا واجتماعيا بشكل متوازن بحسب القدرات . وكشف ان حوالي من ربع إلى ثلث الأطفال في الفلبين قد تعرضوا للتحرش الجنسي وكان الضحايا من الذكور والإناث على حد سواء حسب الإحصاءات الفلبينية . وان نحو 80% من طلاب المدارس الأمريكية ذكورا واناثا قد تعرضوا لأنواع من التحرش الجنسي في حياتهم المدرسية ، منوها الى حقيقة علمية تؤكد ان الطفل لا توجد لديه اي ميول جنسية بنفس المعنى الذي عند الكبار وان المتحرش جنسيا يبدأ بداية ثعلبية عن طريق بناء علاقات مع الذين هم في صلة وطيدة مع الطفل لكسب ثقتهم وثقته به ويتسنى له الأمر بعد ذلك التخطيط للفعل المشين . وعن أسباب التحرش اشار الحليبي بأنها ترجع الى الإغراء المادي او التواجد في الأماكن المشبوهة او الرغبة في الانتقام حيث يعمد المتحرش به في كبره أحيانا الى الانتقام من الآخرين بتحرشه من أطفال اخرين. وأضاف ان من دلائل وقوع الطفل بين مخالب الذئب الخوف الشديد من شخصية معينة تعتبر كالهاجس المخيف له ، ورؤية بعض الاحلام المزعجة والحالة النفسية السيئة . ومن عواقب التحرش الجنسي ذكر" الحليبي" أنها تولد الشعور بالخوف من الوالدين ، اوالاهانة اوقد يصبح عدوانيا انتقاميا ، او انطوائيا منعزلا، و تهتز ثقته بنفسه وبالآخرين ، و يصاب بأمراض جسمية وعقلية ، او عزوفه عن الزواج ، وشعوره بتأنيب الضمير، وقد تسيطر علية احلام اليقظة . وعن كيفية حماية وتوعية أطفالنا أوضح ان أهمها الدعاء واللجوء الى الله تعالى ، والتربية الذاتية للوالدين ، وتربية أبنائهم على الحياء ، وبناء الخشية من الله ، وتعويدهم على مكارم الأخلاق ، واحترام عقولهم من خلال شرح المشكلة بطريقة مبسطة مناسبة لمرحلة النمو اللغوي والإدراكي لديه وتحذيره من احتمال وقوعه في هذه المشكلة وتعليمه كيف يحمي نفسه وتدربه على ذلك دون التركيز على ان هذا السلوك المتعلم هو لحمايته تحديد امن التحرش الجنسي ، مؤكدا على ضرورة حماية الطفل من مشاهدة اي مواد اعلامية غير مناسبة وملئ أوقات الفراغ بالأشياء المفيدة. وأشار ان الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل المعتدى عليه جنسيا لابد ان تكون صحيحة ، وان نراعي فيها نفسية الطفل وطمأنته ، حيث أكدت إحدى الدراسات الى وجوب هدوء الأعصاب والامتناع عن إلقاء التهديدات او المسؤولية على الطفل ، وعدم استسلام الأهل لتأنيب الذات ، ومحاولة دمجة في عدد من المهارات الشخصية كدورات الحايب او الدورات المهارية والتطويرية ، والتحدث معه او إيجاد البديل للتحدث معه وذلك لإشباع حاجة الطفل للأمان .