أكد شيخ الأزهر الجديد، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في تصريحات صحفية يوم الأحد، أنه سيبدأ في إطلاق لحيته، وارتداء الزي الأزهري، بعد الملاحظات التي أثيرت خلال الأيام الماضية، حول ظهوره مرتدياً "البدلة" وربطة العنق، خلال رئاسته لجامعة الأزهر، ودون لحية، وهو ما يخالف التقاليد الأزهرية، التي تقضي بأن يكون شيخ الأزهر ملتحياً ومرتدياً العمامة البيضاء حول طاقية حمراء، والجبة والقفطان. وتعهد شيخ الأزهر في مقابلة صحفية، بأن يطلق العنان للحيته، مشيرا إلى أنه يرى أن ارتداء ذلك ليس واجباً أو فرضاً، معتبرا أنه لا يوجد ما يحرم أن يرتدي الزي الإفرنجي، لكنه قال أن ذلك الأمر سيصدم الشعور العام، مضيفا أن الشرع يحترم ويقدر الشعور العام، ويستاء من الخروج على الذوق العام، "فالمسألة ليست حلالاً أو حراماً، بقدر ما هي عُرف، والعرف مقدر عند الشرع والشريعة". وأوضح الطيب الذي صدر قرار بتنصيبه شيخا للأزهر، يوم الجمعة الماضي، خلفا لشيخ الأزهر الراحل، محمد سيد طنطاوي، أنه لم يُفت مطلقاً بإباحة عمل المسلم في تقديم الخمور لغير المسلم في الدول الأوروبية أو في الفنادق، عندما كان مفتياً للديار المصرية بين عامي 2002 و2003، مؤكداً أن هذه الفتوى لم تصدر عنه مطلقا. وأشار الإمام الأكبر إلى أنه قام بتحضير الدكتوراه في جامعة الأزهر، لكنه تردد على جامعة السربون مرتين، الأولى لمدة سنة، والثانية 7 شهور، "لأن الرسالة كان جزء كبير منها باللغة الفرنسية، حول الشخصية التي كنت أدرسها"، بينما نفى أن يكون شيخا للطريقة الأحمدية الخلوتية، وهى إحدى الطرق الصوفية، مؤكداً أنه يحب التصوف وعلوم الصوفية فحسب. وشدد الطيب على أن الخطاب الديني يحتاج إلى تنقية، موضحاً أنه يبيح الصلاة في المساجد التي بها قبور وأضرحة، وهو ما أمر قد يثير حساسية كبيرة في الشارع الإسلامي، وأكد إنه بدأ عمله في مقر مشيخة الأزهر يوم الأحد. وقال إن هناك ثوابت عامة للأزهر، وأي شيخ جديد له لا يستطيع أن يعمل بعيداً عنها، وأول هذه الثوابت "هو إنني سأحافظ قدر الإمكان، على كل ما أضافه فضيلة الإمام الأكبر الراحل الشيخ سيد طنطاوي، في فترته التي قضاها شيخاً للأزهر، لأنه قدم الكثير من المكاسب. وحول تراجع دور الأزهر، مع وجود منابر إسلامية منافسة، أكد الطيب أن تلك المنابر ممولة، وهناك فرق بين الدعوة التي تنتشر بالمال في المنابر الممولة، وبين الدعوة التي تنتشر بكم الصدق واليقين التي تحمله، وفرق بين مؤسسة صنعها التاريخ، ومؤسسة تصنعها الأموال الآن. ونفى الطيب أن يكون اختياره شيخاً للأزهر، لكونه قريباً من السلطة، أو أحد أعضاء لجنة السياسات في الحزب الوطني الحاكم بمصر، قائلا "السلطة لا تعرفني إلا من خلال الصحف، والذي يقول هذا الكلام، فليأت لي بمظهر من مظاهر هذا التقرب". وشدد الطيب على أنه لا يخاف من الإخوان المسلمين، الذين أبدوا انزعاجا كبيرا من توليه المنصب، لاسيما أنه كان صاحب الشهادة المشهورة، الخاصة بالعرض العسكري لمليشياتهم في جامعة الأزهر، والتي أدخلت قيادات كثيرة منهم إلى السجن، وقال "أنا لا أخوّف الإخوان أو غيرهم، إنما أعبر عن مؤسسة أزهرية علمية أكاديمية بحثية تعليمية، تبلغ الإسلام إلى الناس، ونحن لسنا منظمة أو تنظيماً، ومن يعمل معنا في هذا الإطار نرحّب به، أما أن يستغل الإسلام والأزهر لترويج أمور أخرى، فهذا ما نرفضه". ورحب الطيب بالمطالب الداعية إلى تعيين شيخ الأزهر بالانتخاب، قائلا إنه يرحب بأن يأتي شيخ الأزهر بالانتخاب، من خلال أناس يقيمون الأمور ولا يزورون الحقائق، "فإذا كان كذلك فأهلاً به، وقد خضنا هذه التجربة في اختيار عميد كلية أصول الدين، ولكن الانتخابات ليست بالضرورة تأتي بالأفضل، وعلى أية حال، نحن مع أي طريقة جيدة ومناسبة للأزهر، سواء كانت التعيين أو الانتخاب".