يعود الممثل محمد العيسى إلى المشهد الرمضاني هذا العام بمسلسل "منا وفينا" الذي يعرض على شاشة التلفزيون السعودي والذي يلتقي فيه بزميليه عبدالله السدحان وفهد الحيان في دراما لطيفة تعيد التوازن للتلفزيون بعد موجة المسلسلات السيئة التي ظهرت العام الماضي. عن هذا المسلسل وعن جوانب أخرى كان لنا هذا الحوار مع الفنان الكوميدي: * دعنا نتحدث بداية عن سبب الغياب الجماعي لنجوم الدراما العام الماضي؟ بالنسبة لي حاولت أن آخذ وقتاً للراحة، إضافة إلى أنني لم أجد النص المناسب ولا الإنتاج الجيد الذي يمنحني القدرة على الظهور المميز للجمهور. في العام الماضي لم تكن هناك نصوص جيدة وهذا انعكس على المستوى العام للمسلسلات لذا كان ابتعادي مناسباً ومنطقياً، أما زملائي فلا أعرف أسباب غيابهم لكنها كانت صدفة أن نبتعد كلنا في وقت واحد. * غيابك هذا جاء بعد خوضك لتجربة الإنتاج في مسلسل "أي خدمة"؟ نعم.. هذه التجربة كشفت لي أنني لست منتجاً، ومع ذلك فقد استفدت منها لمعرفة بعض التفاصيل الدقيقة في مرحلة الإنتاج. أنا ممثل مطلوب على الساحة الخليجية لذا رأيت أنه لابد أن أعرف عملية الإنتاج بكافة تفاصيلها الدقيقة لكي أتعامل معها بشكل احترافي، ومن ثم أعود للتمثيل متسلحاً بمعرفة وتجربة أكبر. ومن هذا المنطلق آثرت الابتعاد قليلاً للتأمل في التجربة والعودة بشكل أقوى في مجال التمثيل فقط وأعتقد أنني استفدت من ذلك في مسلسل "منا وفينا". * شاركت مع السدحان في مسلسل "منا وفينا" ولم تشارك مع القصبي في "سيلفي".. لماذا؟ لا توجد أسباب.. الأمر حصل بهذا الشكل دون اعتبارات أخرى، ومثلما تعرف أن العملين تم تصويرهما في وقت واحد لذلك لا مجال إطلاقاً للمشاركة في العملين، وقد كان نصيبي المشاركة في "منا وفينا" لأنني وقعت عقد العمل في هذا المسلسل منذ وقت مبكر وهذا السبب الوحيد الذي حال بيني وبين المشاركة في مسلسل "سيلفي". وللحقيقة ناصر وعبدالله يمثلان الآن قمة الدراما السعودية وعودتهما للشاشة أعادت التنافس الفني الحقيقي الذي سينعكس بشكل إيجابي على الدراما، وإن شاركت مع هذا أو مع ذاك فهما عينان في رأس وتاريخ مشرف كان من حظي أن أكون جزءاً منه. * طيب كيف رأيك مسلسل "سيلفي"؟ لو سألتني عن "منا وفينا" لكان أفضل.. لأن في مسلسل "سيلفي" زملاء أكن لهم كل التقدير ويظهرون في قناة أحترمها جداً. *إذن قل لنا رأيك في مسلسل "منا وفينا" كمشاهد لا كممثل فيه؟ العمل ناعم وأفكاره جميلة ومختلفة عن الطابع العام، لا نعتمد في غالبه على القضايا إنما نحاول الابتكار في خلق الكوميديا السوداء والحركة. وأحياناً ندخل في النص مشاهد مبتكرة في وقتها لا تخل بسياق الحلقة، والجميل فيه مشاركة كم من النجوم في الوسط المحلي والخليجي الأمر الذي ترك انطباعاً جيداً لدى المتلقي. ناصر القصبي * بصراحة ألم تفتقد لناصر القصبي في عمل مثل هذا؟ بالتأكيد ناصر القصبي أفتقده في كُل الأحوال، لكن الأعمال الفنية لا تقف على شخصية معينة، هو يقدم عمله مع ممثلين آخرين، وأتمنى له التوفيق ولزملائنا الآخرين. * المسلسل لم يحظ بالتسويق الجيد كما أن ترتيب حلقاته طاله التغيير أكثر من مرة.. ألم يجعلك هذا تندم على عرض المسلسل في القناة الأولى السعودية؟ لا أعلم عن عملية اختيار الحلقات وترتيبها، ولكن العمل بشكل عام خفيف ورشيق، أما عن التلفزيون السعودي فهو من ساهم في وصول الدراما قبل ذلك وأنتج غالب أجزاء "طاش ما طاش" وغيرها، لكن عملية التسويق تحتاج لخبرات إعلامية تستطيع اختراق سباق القنوات بشكل احترافي، وهو ما نتوقعه من التلفزيون الذي يبث في هذا الشهر برامج متنوعة تليق بالمشاهدين. *في دراما العام الماضي حضر الشباب بقوة لكنهم سقطوا في الاختبار.. هل يؤثر هذا عليكم؟ الدراما تحتاج دائماً إلى مرحلة أخذ النفس وتجديد الدماء، وإذا ما التقت هذه الدماء الجديدة مع أصحاب الخبرات فإنها ستسقط، هذا ما عاشته مصر وسوريا في وقت سابق، لكنها في واقعنا الدرامي تعتبر تجارب ناقصة لم تنجح بسبب إصرار الشباب على ترسيخ مفهوم الدراما الشبابية وهذا هو الخطأ الذي وقعوا فيه. * وماذا عن العنصر النسائي؟ - الظرف حالياً أفضل للممثلات من الفترة الماضية التي كانت صعبة نسبياً. الجيل السابق نرفع لهن القبعة احتراماً، فالزمن كان صعباً عليهن وهُن من تلقين الصدمات الأولى، أما الجيل الجديد فتنقصهن التجربة الحقيقية وربما واقع الدراما هو من تسبب بقلة خبرتهن ومعرفتهن. نحن في السابق ممثلون وممثلات عملنا تحت إدارة فنانين متميزين مثل محمد عزيزية وتيسير عبود ود. مصطفى الشال وياسر العظمة وغيرهم، وهذه التجارب منحتنا احترام المهنة، وهذا عكس ما يحدث من الممثلين والممثلات الجدد حيث يظهر الواحد منهم في مشهد ويتعامل مع الناس بفوقية. * ألا ترى أن الدراما السعودية ينقصها الكثير لتكون دراما حقيقية؟ - بالطبع وذلك لأسباب كثيرة.. لكن في كُل الأحوال أرى أن الإصلاح يجب أن يبدأ بتصفية نفوس الفنانين وتوحيد أهدافهم، فلابد أن يتفق الجميع على تقديم دراما هدفها رقي الوطن والمواطن، وللأسف لا يوجد لدينا من يتعامل مع الموضوع بهذا الشكل.. كل ما هنالك سوق والكل يريد أن يربح منه، وما يحزن أيضاً أن بعض من يعمل في دائرة الإنتاج أقل من أن يتولى هذه العملية الضخمة، نحتاج قبل كُل شيء الفكر والثقافة. * إذن أنت تطالب بتحالف المثقفين مع الفنانين؟ - بالضبط وهذا شيء بديهي ويفترض أنه موجود لدينا منذ البداية.. خذ مثلاً مصر كيف بنت نفسها واستمرت رغم كُل الظروف إلا بهذا التزاوج الثقافي والأدبي وهذا ينطبق على سوريا أيضاً.. أحياناً لا تكون العملية متكاملة لدينا للأسف، إما أن تجد خللاً في النص أو في العملية الإنتاجية أو عملية التسويق التي تهم الدراما السعودية وتقومها بالشكل الصحيح، وكل هذا لا يأتي إلا بهذا التمازج بين كل التيارات الفنية والثقافية.